بدأ منتخب لبنان بكرة القدم العد العكسي لمباراته المقبلة امام «الكوري» بعد غد الخميس في العاصمة سيول، حمل اللاعبون امتعتهم وشدوا الرحيل ليحطوا في بلد لا يعترف منتخبه على ارضه وبين جمهوره الا بالانجازات، و»دك الشباك» واثبات الشأن امام منتخبات يعتبرها حديثة ومن العالم الثالث، فكيف سيكون الامر وهو يستضيف «اللبناني» في الجولة ما قبل الاخيرة للتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة الى «مونديال 2018» في روسيا و «كأس آسيا 2019» في الامارات؟.
قد تكون الاجابة محرجة بالنظر الى الفارق الكبير بين المنتخبين، «الكوري» له جولاته وصولاته في النهائيات وفي كأس آسيا ويملك لاعبين محترفين يلعبون في اوروبا وآسيا بينما لا يقتصر الامر عند «اللبناني» في هذا الامر الا على عدد قليل من اللاعبين في طليعتهم حسن معتوق وسوني سعد، ما يعني ان المستضيف في واد ومنتخبنا في واد اخر.
ويمكن القول إن هذا الامر قد لا يكون عاملا اساسيا في الحكم على نتيجة المباراة قبل اوانها فعقدة «الكوري» قد حلّها «اللبناني» في تصفيات «مونديال 2014» وحقق مراده لكنه بعد التغيير الكبير الذي اصابه خسر في لبنان ليعود الى نقطة الصفر، بينما قد يكون اليوم اكثر نباهة لموقفه الصعب في مباراة الخميس وادراكا لمهمته المعقدة لاسباب عدة منها استبعاد محمد حيدر بسبب الاصابة، واستبداله بـ»احمد مغربي» وتخلف علي حمام عن السفر لاصابته ايضا ما يعني ان الجهة اليمنى للمنتخب ستعاني فعليا من ازمة رغم وجود اكثر من لاعب في جهوزية عالية مثل محمد زين طحان وعدنان حيدر وغيرهما.
ويأتي اعتذار باسل جرادي ايضا ليشكل صفعة اخرى للتشكيلة خصوصا ان المنتخب بحاجة الى مهاجم صريح وفعال ويجيد التهديف وهذا ما لم يتوفر حتى الساعة.
كما ان عدم مشاركة المحترفين في المباريات الودية يمكن ان يؤثر في البنية الاساسية للتشكيلة وقد يشكل حالة من الارباك سبق ان حصلت في السابق في مباريات عديدة ومنها تلك التي لعبها المنتخب امام «الكوري الجنوبي» في صيدا.
اللاعبون والاجماع على الفوز
هذا الكلام ليس مردّه التشاؤم وعدم الثقة بـ «اللبناني» بل على العكس تماما لانه يكشف الواقع الحالي للمنتخبين خصوصا ان اللاعبين اجمعوا في اكثر من مناسبة على صعوبة المباراة لكنهم تعهدوا بان يخوضا اللقاء من اجل العودة بنقطة على الاقل.
صحيح ان لاشيء مستحيل في كرة القدم لكن الامور يجب ان تقال كما هي من دون مواربة او افراط في التفاؤل او التكهن.
وقد صدق قائد المنتخب رضا عنتر عندما اشار في مناسبات عدة الى صعوبة المباراة امام «الكوري» لكنه قال «سنلعب من اجل الفوز واذا حصلنا على نقطة فهذا يعتبر انجازا، حظوظنا قائمة ونتمنى التأهل الى النهائيات كأفضل ثان وأن نلعب في نهائيات «كأس آسيا».
وبدوره لم يذهب يوسف محمد كثيرا في هذا الاطار فهو في تصريحات سابقة اكد ان المهمة غير سهلة لان الكوري من اصعب المنتخبات العالمية «واتمنى ان نعود بنتيجة ايجابية ونحرز ولو نقطة من المباراة».
اما حسن معتوق المحترف بالامارات فانه تمسك بالامل معتبرا ان الكوري ليس سهلا ولا شيء مستحيلا بكرة القدم».
هذه التصريحات قد تدعو الى التفاؤل في ظل التصميم الذي يختصره موقف كبار اللاعبين ما يعني ان ظروف المباراة قد تكون في مصلحة اللبناني ولو ان الامر في منتهى الصعوبة.
ويعول رادولفيتش على بعض اللاعبين الذين ينتظر ان يقدموا مباراة كبيرة ومنهم حسن سعد (سوني) الذي بدا يتألق بصورة كبيرة في تايلاند الى هلال الحلوة وعدنان حيدر وبالطبع معتوق وعنتر والمجموعة المحلية الاخرى.
بعثة اللبناني تصل كوريا
وكانت بعثة اللبناني وصلت امس الى سيول وانتقلت الى انسان التي تبعد 75 كلم عن العاصمة الكورية وبعد الراحة خضع المنتخب لتدريب ليلي قاده المدير الفني ميودراغ رادولوفيتش وتنوّعت فقراته بين فواصل تليين للعضلات لإزالة تعب السفر والجلوس الطويل في الطائرة، وجمل تكتيكية وتطبيق خطط دفاعية وهجومية بات مجدياً تنفيذها بعد إكتمال عقد اللاعبين.
وحرص رادولوفيتش في حديثه مع اللاعبين على ضرورة اغتنام الفترة التي تفصلهم عن مباراة الخميس، على التركيز في التدريب والراحة خصوصاً بعد الرحلة من بيروت، معرباً عن ثقته بإمكاناتهم وتقديره للجهود التي يبذلونها، مشدداً على ضرورة استغلال الفرص المتاحة أمامهم وترجمتها ميدانياً.
وسيتدرّب المنتخب في مجمّع هواسونغ عند الثامنة من مساء اليوم بتوقيت كوريا (الواحدة بتوقيت بيروت) بعد فراغه من جلسة تحليل ومشاهدة أشرطة فيديو لمباريات خاضها نظيره الكوري الجنوبي، ومنها تلك التي جمعته باللبناني على ملعب صيدا في 8 أيلول الماضي.