نصرالله : متمسك بشمّاعة فلسطين في الخارج وشمّاعة عون في الداخل

 

السفير :

يوما بعد يوم، تتكشف حقائق جديدة في ملف الانترنت غير الشرعي. كل التحقيقات تشير إلى طريق واحد: ثمة شبكات ترعرعت في كنف الشبكة الشرعية أو إلى جانبها، فصارت، أو تكاد، دولة موازية تتفوق على الشرعية بالتقنيات والأسعار والقدرات.. و«الحمايات» السياسية والأمنية.. وربما القضائية!
لم يعد سراً أنه تم اكتشاف أربعة معابر غير شرعية في جرود الضنية والزعرور وعيون السيمان وصنين (ثمة احتمال معبر خامس في جبال عكار). عُرفت الأسماء ومعظمها كان مدوّناً في خلاصات الأحكام المرتبطة بـ «شبكة الباروك»، كما عُرفت هوية المعدات المستعملة، وبعضها من بقايا «شبكة الباروك» التي سُلّمت لأصحابها، تشجيعاً لهم على تطوير أعمالهم!
من هو صاحب المعبر الذي اكتشف في الضنية؟
حتى الآن، لا تملك وزارة الاتصالات و«أوجيرو» أي إجابة عن السؤال الذي طُرح في لجنة الإعلام والاتصالات النيابية، أمس.
لم تقف المسألة عند هذا الحد. الشبكة غير الشرعية لا تغطي 40 في المئة من المناطق فحسب، بل تمتلك أعلى التقنيات، بدليل أن الألياف الضوئية للشبكة غير الشرعية أكثر تطوراً من الشبكة الشرعية، بما يسمح بمدها عبر الهواء متخطية العوامل الطبيعية (الشبكة الشرعية تمد تحت الأرض وبمواصفات دقيقة). كما بيّن التحقيق الفني أن هذه الشبكة تستعمل أعمدة الكهرباء العامة، وبموافقة البلديات التي ترتبط بـ«علاقة طيبة» مع عدد من أصحاب الشبكة.
التورط الرسمي لا يقف عند البلديات التي تم إغراؤها ببعض الأموال والخدمات، أو عند الحمايات السياسية لبعض المعتدين على المال العام، بل يصل إلى حد تورط مؤسسات رسمية، لم يحددها التحقيق بعد، إما غضت النظر عن تركيب المعدات الضخمة للشبكة أو تمديد كابلات المخالفين، أو ساعدتهم. إذ لا يعقل، على سبيل المثال، أن يُمد كابل بحري بكيلومترات من نهر الكلب إلى نهر ابراهيم (حُكي عنه للمرة الأولى أمس في اللجنة)، من دون أن يلفت الأنظار، كما لا يمكن أن تُمد الكوابل في كل حي وشارع، من دون أن تلفت الأنظار، «فيما تهرع قوى الأمن إذا عرفت أن مواطناً يثبّت عريشة أمام منزله» على حد تعبير رئيس لجنة الاتصالات حسن فضل الله.
الثابت أنه لو لم يطمع أصحاب المؤسسات غير الشرعية ويقرروا كسر «الستاتيكو» الذي كان قائماً مع المنافسين، من خلال السعي إلى احتكار السوق، لما كان قد كُشف الأمر، بحسب أكثر من نائب شارك في جلسة لجنة الاتصالات. بدأت القضية عندما لجأت الشركات إلى «حكمة وعلم وعطف» وزير الاتصالات بطرس حرب، طالبة الوقوف إلى جانبها «لأننا بصدد الإفلاس»، راجية العمل على إنهاء هذا العمل غير الشرعي الذي يهدد حوالي 40 شركة مرخصة حديثاً.
وإذا كان مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود قد أعلم أعضاء اللجنة أنه استمع إلى أحد المتهمين، فقد نقل عنه نفيه التام للحصول على سعات دولية من الخارج، طارحاً القضية في إطار المنافسة بين الشركات، خصوصا بعدما تمكن من الحصول على خدمة «غوغل كاش»، نافياً كل ما يشاع بأن المحطات التي اكتشفت تعمل على شراء سعات دولية من الخارج.
وفيما كان رئيس «أوجيرو» عبد المنعم يوسف قد أكد مرات عدة أن بعض المعدات المكتشفة إسرائيلية الصنع، قال حمود إنه ما يزال ينتظر من «أوجيرو» أن تزوده بدلائل على ذلك.
أما المدعي العام المالي القاضي علي إبراهيم، الذي أنهى تحقيقاته المتعلقة بالشق المالي مدعياً على (هـ. ت.) و(ع. ل.)، فقد سأل النواب عن سبب عدم الكشف على المعدات التي سلّمت لأصحابها، ثم استرجعت، ليتم التأكد ما إذا كان تم تعديل بعض مكوّناتها أو محوها.
وإذا كان أصحاب الشركات غير الشرعية يسعون للدفاع عن أنفسهم، أمام القضاء، من خلال اتهام منافسيهم بتدبير «مكيدة» لهم، فإن قيام أصحاب «محطة الزعرور» باحتجاز رجال قوى الأمن وتهديد موظفي «أوجيرو» بالسلاح، يشكل فضيحة ما يزال «أبطالها» أحراراً.
وفي التفاصيل، توجهت فرقة فنية من «أوجيرو» إلى مركز تزلج الزعرور، في 12 الحالي، بناءً لإشارة النائب العام المالي، وبمؤازرة من مخفر بتغرين، بهدف التأكد من وجود معدات شبكة انترنت غير شرعية. وبعد جهد كبير ومحاولات لحث العاملين في المشروع على التعاون مع الفرقة دون جدوى، تواصلت الفرقة مع القاضي علي إبراهيم، فدعاها إلى متابعة عملها، ولو بغياب ممثلي المشروع، حيث عاينوا غرفة «التيليسياج» في رأس الجبل، وتبين لهم وجود معدات انترنت و «سيرفيرات» وكابلات موصولة بعمود حديدي خلف الغرفة، إضافة إلى معدات أخرى تم تصويرها وكلها تؤكد وجود محطة انترنت موجهة إلى قبرص.
وقبل البدء بتفكيك المعدات، انقسم فريق «أوجيرو» إلى قسمين، الأول ذهب الى المخفر لتسطير محضر بالواقعة، والثاني بدأ بتفكيك المعدات. ولم تمض دقائق حتى حوصر الفريق الذي كان يفكك المعدات وينقلها من قبل مسلحين شهروا أسلحتهم بوجههم.
اتصل المحاصرون بزملائهم الذين كانوا في المخفر، فتوجهوا ومعهم مؤازرة أمنية إلى الزعرور. هناك مُنعوا من دخول المشروع، لا بل حاصرتهم أربع سيارات توقفت وسط الطريق، حيث ظهر عدد من الشبان المسلحين الذين رفضوا إدخالهم إلى المركز في غياب أصحابه، قبل أن يعودوا عن قرارهم ويقتادوا الجميع إلى داخل مبنى في المشروع. هناك، تبين وجود باقي أفراد فريق «أوجيرو» محاطين بنحو عشرين مسلحاً، فيما وقف نحو عشرة مسلحين في داخل المبنى، وبدأوا يصرخون ويشتمون وهم يصورون فريق «أوجيرو» والدرك. علماً أن المسلحين كانوا قد أفرغوا السيارات من المضبوطات. ولم يسمحوا للفريق بمغادرة المشروع، إلا بعد اتصالات أجراها أحد الضباط بصاحب المشروع حيث تم السماح للفرقة بالعودة مجدداً إلى غرفة المعدات لأخذ الأجهزة والمضبوطات قبل أن يتبين أنه تم إخفاء الكابلات التي سبق أن عاينها الفريق نفسه!

النهار :

في فاتحة أسبوع ديبلوماسي بارز تشهده بيروت وبدأ أمس مع زيارة الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني على ان يتوج بزيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الخميس، قفزت الى الواجهة قضية شبكات الانترنت غير الشرعية التي ضبطت أخيرا في ظل مزيد من المعلومات والمعطيات الاضافية المتصلة بهذه القضية والتي كشفت امس عقب اجتماع لجنة الاعلام والاتصالات النيابية. ومع ان التحقيقات القضائية الجارية في هذه القضية لا تزال في مرحلتها الاولية فان ما وضعه وزير الاتصالات بطرس حرب من معلومات امام اللجنة ومن ثم ما أعلنه ورئيس اللجنة النائب حسن فضل الله عقب الاجتماع دفع هذا الملف الى صدارة الاولويات وخصوصاً في ظل مطالبة الحكومة بعقد اجتماع أمني وسياسي وربما دعوة المجلس الاعلى للدفاع للنظر في امكان خرق اسرائيل شبكات الانترنت ومساءلة وزارتي الدفاع والداخلية عن الفترة السابقة وملابسات مد الامدادات والكابلات والالياف المتطورة من دون كشفها وضبطها. واتسمت هذه المعطيات بجانب كبير من الخطورة لجهة الكلام عن زرع المحطات في قمم الجبال وتمديد شبكة ألياف ضوئية في مناطق عدة من جونية الى جبيل مروراً بالأشرفية وجل الديب والجديدة وصولا الى صيدا والشويفات. ومع ان الوزير حرب اكد ان الوزارة "قضت على التواصل غير الشرعي" فانه حضّ على اخراج هذه القضية من السياسة "وعدم الخلط بين تصفية الحسابات السياسية والشخصية مع المصلحة الوطنية نظراً الى خطورة القضية وامكان ان يكون أمننا معرضاً للخرق الاسرائيلي".
اما على الصعيد القضائي، فتابع قسم المباحث الجنائية المركزية في اشراف النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود تحقيقاته في ضوء الشكوى التي تقدم بها الوزير حرب امام النيابة العامة واستمع الى شخص جديد على صلة بموضوع التحقيق على ان يستمع لاحقا الى افادات آخرين ولدى انهاء قسم المباحث تحقيقاته يتخذ حمود قراره على صعيد التوقيفات المحتملة.

موغيريني
وعلمت "النهار" أن الممثلة العليا للإتحاد الأوروبي أبلغت المسؤولين اللبنانيين أن الوعود التي قطعت في مؤتمر لندن بتقديم مساعدات للبنان لتحمّله أعباء اللاجئين السوريين سيتم الوفاء بها لكنها لم تحدد مهلة لتحقيق هذه الالتزامات ولا النسبة المئوية التي ستصل من مجمل مساعدات المؤتمر للدول المضيفة للاجئين. وتبيّن من خلال محادثات موغيريني أن الاتحاد حريص على عدم السماح للاجئين في لبنان بالسفر الى اوروبا عبر الطرق غير المشروعة. وهي شددت على ضرورة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت لمواكبة ما يعدّ من حلول للازمة في سوريا.
وفي هذا الاطار قالت مصادر مطلعة إن مسؤولاً لبنانياً التقته المسؤولة الاوروبية طلب أن تحمل طلب إنتخاب الرئيس الى وزير الخارجية جبران باسيل الذي إلتقته لاحقا مع الحرص على عدم مقاطعة جلسات الانتخاب.وبالفعل حملت موغيريني هذا الطلب لكن الوزير باسيل لم يعط جواباً.
وتحدثت في مؤتمر صحافي عقدته في ختام زيارتها عن وجوب تمكن لبنان من انتخاب رئيس للجمهورية "بروح من التسوية والحوار" كما اكدت رغبة الاتحاد الاوروبي في دعم القوات المسلحة "اكثر فاكثر".
وعلّق وزير العمل سجعان قزي لـ"النهار" على طلب موغيريني عدم السماح للاجئين بالتسرب من لبنان الى اوروبا فقال:"لسنا حرس حدود للقارة الاوروبية".

 

موقف بريطاني
وفي سياق متصل، أفادت مصادر وزير الداخلية نهاد المشنوق انه عقد في مستهل زيارته الرسمية للندن أمس لقاءين ديبلوماسياً وأمنياً لمس من خلالهما الجدية التي تتعامل بها بريطانيا مع وضع الشرق الاوسط، وشدد امام محدثيه على ضرورة مساعدة لبنان في مواكبته المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة وخصوصا سوريا وبذل الجهود مع الدول الاقليمية من أجل انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب فرصة بما يساعد لبنان على تحصين ساحته الداخلية وتدعيم استقراره لان بقاء الوضع على ما هو ليس مضموناً. وأوضحت مصادر المشنوق انه في معرض دعوته لندن الى تعزيز تعاونها الامني مع لبنان لمس " عدم تفهم " الحكومة البريطانية لقرار المملكة العربية السعودية تجميد مساعداتها للجيش اللبناني وقت يتعيّن على اصدقاء لبنان تعزيز دور مؤسساته الامنية والعسكرية.

نصرالله
وفي سياق آخر، تناول الامين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله في مقابلته المطولة مساء أمس مع قناة "الميادين" موضوع الحرب المحتملة مع اسرائيل والوضع في سوريا عقب قرار موسكو سحب الجزء الأكبر من قواتها ومواضيع اخرى. وتميزت مواقف نصرالله أولاً باستبعاده حصول عدوان اسرائيلي أو حرب اسرائيلية على لبنان "على الاقل في المدى المنظور"، قائلاً ان "الاسرائيلي يعرف ان كلفة الحرب على لبنان باهظة جداً". غير انه حذر اسرائيل من ان "أي عدوان على لبنان سيحملنا على خوض الحرب بلا سقف وبلا خطوط حمراء"، مشيراً الى "ان المقاومة تملك صواريخ فعالة يمكن ان تصل الى اي نقطة في فلسطين المحتلة". ولفت الى ان لدى اسرائيل مصانع ذات طابع بيولوجي ومفاعلات نووية ومستودعات لرؤوس نووية موجودة داخل المدن او بجوارها "واذا قام الاسرائيلي بتدمير بنيتنا التحتية فحقنا ضرب أي هدف يمكن ان يردع العدو".
مضى نصرالله في حملته الحادة على المملكة العربية السعودية اتهم الرياض بانها هي من "يعطل الحل السياسي في سوريا بالدرجة الاولى وقد تأتي تركيا في الدرجة الثانية".

 

المستقبل :

أجمع الحاضرون في اجتماع لجنة الاعلام والاتصالات من وزراء ونواب وممثلي القضاء والاجهزة الامنية والوزارات المعنية وكبار الفنيين والمهندسين ان ما ارتكبه القيمون على المحطات الدولية غير الشرعية بحق الامن القومي والامن الاقتصادي لا يمكن تجاوزه ويجب انزال اشد العقوبات بالمرتكبين. 
وفاق عدد الحاضرين للاجتماع العشرين شخصاً، في جلسة تناولت كل جوانب الملف السياسية والامنية والفنية والمالية، فيما لوحظ غياب ممثلين عن وزارتي الدفاع والمال على الرغم من توجيه لجنة الاعلام والاتصالات الدعوة لهما. 
وبينما علمت «المستقبل» أنّ رئيس الحكومة تمام سلام دعا القادة الأمنيين والعسكريين إلى اجتماع يعقد غداً في السرايا الحكومية لبحث ملف الانترنت، ذكر مصدر نيابي لـ«المستقبل» ان «التراخي الذي حصل في السابق خصوصا في مرحلة 2009- 2010 مع انكشاف محطة الباروك لجهة المحاسبة الخفيفة، ادى الى عدم اكتراث المرتكبين، وضربهم عرض الحائط بهيبة الدولة، واكثر من ذلك شجعت آخرين على ارتكاب او السير بهذا الجرم الذي يمس السيادة الوطنية، والامن، والاقتصاد، ويفقد الدولة اللبنانية حصريتها في استثمار واردات هذا القطاع الحيوي الذي تعول عليه الخزينة اللبنانية».
وفي هذا الاطار، اشارت المصادر الى ان التحقيقات بدأت من قبل قسم المباحث الجنائية، اذ تم الاستماع الى افادات اكثر من شخص من اصحاب المحطات المذكورة، فضلاً عن انه تم تسطير استنابات بحث وتحر بحق من يظهره التحقيق والمتوارين عن الانظار، حيث ان هناك محطات كمحطة جرد النجاص في اعلى قمم جرد الضنية والتي تعد اكثر حداثة من حيث التجهيزات لم يتم التعرف على اصحابها لكون المحطة والتجهيزات كانت متروكة لكنها قيد العمل ولم يكن فيها اي شخص لانهم لاذوا بالفرار فور معرفتهم بقدوم الفرق الفنية والامنية.
وذكرت مصادر نيابية ل «المستقبل» ان ممثلي وزارة الاتصالات قدموا عرضاً مفصلاً عن المحطات التي تم تفكيكها ومصادرتها والتحري عن المواقع المخالفة، بالتعاون مع النيابة العامة، عارضين ما تعرضت له الفرق الفنية والامنية من مضايقات وتلي على اللجنة محضر قوى الامن الداخلي بهذا الشأن. 
واستغرب نواب كتلة «المستقبل» كيف لا يتم توقيف المرتكبين بزرع المحطات الدولية غير الشرعية على ذمة التحقيق حتى الآن على الرغم من مخالفتهم للقوانين المرعية وقيامهم بتهريب معدات كبيرة، وان التراخيص التي بحوزتهم لا تخولهم سرقة المال العام عبر التخابر الدولي غير الشرعي وبيع الانترنت ونقل المعلومات.
ونقل نواب كتلة «التنمية والتحرير» عن الرئيس نبيه بري انه اعطى تعليماته بالذهاب في التحقيقات الى النهاية وانزال اشد العقوبات بالمرتكبين.
في حين شدد نواب «حزب الله» على ضرورة السير بالملف حتى النهاية لأن فيه مساساً بالأمن الوطني، وانه يجب متابعة مجريات التحقيق، رافضين ما تعرضت له الفرق الفنية والامنية من مضايقات، واصفين المرتكبين «بالعصابة المنظمة».
بينما لوحظ ان نواب تكتل «التغيير والاصلاح» التزموا الصمت ولم يدلِ اي احد منهم برأي يتعلق بحيثيات الملف، واقتصر حضورهم على المتابعة والمراقبة. 
وفي المعلومات ايضا، ان دوائر وزارة المال المتخصصة في متابعة الانعكاس المالي لهذا الملف، بدأت بالانكباب على معرفة الخسارة التي نجمت عن الهدر في الواردات التي هي من حق الدولة وحصريتها بعد تشغيل المحطات غير الشرعية، اذ افادت المعلومات ان الخسارة الناجمة عن تركيب محطات غير شرعية التي تم اكتشافها تتجاوز 60 مليون دولار اميركي تذهب الى جيوب المرتكبين واعوانهم، وهم عمدوا الى تنفيذ عملية تخريب مقصودة على الاقتصاد والمال العام، وانه لهذه الغاية تم استثمار ما قيمته ثلاثة ملايين دولار اميركي في منشآت وتجهيزات تقنية وانظمة معلوماتية ومعدات تقنية وصحون لاقطة ومحطات ارضية وانظمة اتصالات لاسلكية وعدد من المسارات الدولية ومحطات للطاقة وتحول الطاقة البديلة وبطاريات ومولدات كهربائية ومنشآت مدنية وابراج معدنية شاهقة في مواقع مختلفة في اعالي قمم الجبال اللبنانية ( جرد الضنية، جرد النجاص، فقرا عيون السيمان والزعرور). 

الديار :

وجه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رسائل واضحة لكل المعادين لخط المقاومة خلال مقابلة مع قناة الميادين اجراها الزميل غسان بن جدو ووصفها بمقابلة العام، وتحدث السيد نصرالله بكل شفافية عن كل الملفات ووجه رسائل الى العدو الاسرائيلي بان كل فلسطين المحتلة تحت مرمى صواريخ المقاومة. ولن يسلم اي موقع نووياً او بيولوجياً او كيميائياً من صواريخ المقاومة، وهذا ما ترك ذعراً لدى الاسرائيليين بمختلف شرائحهم وذكر اعلام العدو تعليقاً على كلام السيد، ان نصرالله يعرض بنك اهداف نووي في اسرائيل. فيما اشارت القناة الثانية الى ان نصرالله لم يقفز درجة واحدة في تهديداته مقابل اسرائيل، انما قفز سلما كاملاً في الدرجات، كما تصدر كلام نصرالله عناوين الصحف «معاريف» و«هآرتس» وكل الاعلام الاسرائيلي الذي نقل خطاب نصرالله واعتبر كلامه رسالة ردع لاسرائيل حيث رسم السيد من خلال كلامه استراتيجية واضحة تحمي لبنان وتمنع الاعتداء عليه، وبالتالي فان مقابل اي منزل في لبنان منزل في اسرائيل، واي معمل في لبنان هناك معمل في اسرائيل. وبان هذه السياسة هي وحدها تحمي لبنان.
وفي الملف السعودي واصل السيد حملته على النظام السعودي ودوره المشبوه في لبنان وسوريا والعراق وكل الدول العربية، شارحاً مدى الجهد الذي قام به السعوديون لوضع حزب الله على لائحة الارهاب، والقرار هو سعودي وان مشروعهم يسقط اينما كان، والنظام السعودي لا يتحمل الانتقاد، ونفى كل التهم الموجهة لحزب الله عن ارتباطه بخلايا في دول الخليج، واكد ان هذا الامر ليس صحيحاً، وقال: «نحن في المنطقة كلها ندعو الى الحوار وايجاد تسويات سياسية ولا نريد صداماً مع احد»، وجدد التأكيد بان السعودية لا تريد حواراً لا مع ايران ولا مع سوريا، ولا مع حزب الله لان موقفها ضعيف. وقال نحن ندعو الى كل اشكال الحوار ولكن المشكلة هو وجود نظام على درجة عالية من الغضب يقوم بمعركة ضد حزب الله.
وفي الموضوع السوري، كان حاسماً ايضاً وبالتأكيد على حتمية انتصار محور المقاومة، رافضاً اي حل سياسي في سوريا على حساب الدولة السورية وثوابتها، وهذا هو موقف طهران، مشيراً الى ان روسيا هي في نفس هذا التوجه، وقلل سماحته من عمليات التهويل التي قام بها البعض باظهارهم ان روسيا انسحبت من سوريا، وهذا امر غير صحيح، والطائرات الروسية الباقية في سوريا لا يحتاج اكثر منها الميدان، مؤكداً بان المقاومة كانت على علم بالاجراء الروسي وان التواصل بين روسيا وايران وسوريا وحزب الله في الميدان السوري يمثل محوراً موحداً.
وفي الموضوع الداخلي، قال السيد نصرالله، منذ اليوم الاول لعودة الرئيس سعد الحريري شن هجوماً عنيفاً على حزب الله، ورغم ذلك الحوار موجود لكن لم نر اي ايجابية، وتيار المستقبل يحاول الجمع بين الوضع اللبناني والطلبات السعودية. واضاف: اذا وصل الحوار القائم بين حزب الله والمستقبل الى اماكن معينة ونصل الى لقاء بيني وبين الحريري فلا مشكلة.
وفي الموضوع الرئاسي قال السيد الامورمقفلة، وكذلك في قانون الانتخابات، وهناك مشكلة اسمها الشراكة الحقيقة، وهذا بلد لا يبنى الا على الشراكة والحل العادل والحقيقي الذي يعطي كل الناس احجاما هو قانون النسبية لكن النسبية بالنسبة لتيار المستقبل خط احمر غير قابل للنقاش، واضاف نحن لدينا موقف وهناك مرشح طبيعي ونحن دعمنا هذا المرشح ونؤيد انتخابه للرئاسة.
وكشف بان القوات اللبنانية يعرفون حقيقة العلاقة مع حركة امل والرئيس بري وهم يريدون خلق مشكلة بيننا وبين التيار الوطني الحر. وقال، نتحمل مسؤولية ان فرنجية لن يصبح رئيساً للجمهورية لاننا ملتزمون بعون ولست محرجاً اخلاقياً بل ملتزم اخلاقياً واكد عمق العلاقة مع الرئيس بري ومتفاهمون على ادارة الخلاف بيننا وملتزمون بموقفنا وكل ما نستطيع ان نفعله ليصل الى الرئاسة وطالما عون يقول هو مرشح فنحن معه. ونحن نريد رئيساً قوياً ثابتاً لا يشترى بالمال ولا يرتعب امام القوى الاقليمية. وكشف السيد نصرالله انه قام بزيارة طهران والتقى الرئيس الايراني حسن روحاني.
وخلال محطات الحوار استبعد السيد نصرالله شن اسرائيل حرباً في المدى المنظور، واسرائيل لن تقدم على حرب دون موافقة اميركية، والتجارب السابقة تؤكد ذلك.
واكد سماحته، ان اي حرب اسرائيلية على لبنان هي مغامرة ونتائجها مجهولة، مشيراً الى ان بعض العرب يعملون عند اسرائيل ومنها انظمة.


وقال سماحته، الاسرائيليون يعرفون ان المقاومة تمتلك صواريخ فعالة يمكن ان تصل الى اي منطقة في فلسطين المحتلة.. .واذا قام الاسرائيلي بتدمير بنيتنا التحتية فحقنا ضرب اي هدف يمكن ان يردع العدو ونحن لدينا لائحة كاملة بالمصانع والمخازن والمراكز واحداثياتها الدقيقة مع الامكانات المتوفرة للمقاومة، لا شيء سينفع الاسرائيلي يعرف ان كلفة الحرب باهظة.
واكد سماحته، اي حرب على لبنان سنخوضها بلا سقف ولا حدود ولا خطوط حمراء، ونستطيع ان نضرب اي هدف نريد، في اي مكان في فلسطين المحتلة، وجدد سماحته استبعاد حصول حرب. وقال: لا يمكن تفسير بناء الاسرائيلي المفاعلات والمصانع داخل المدن سوى بالضمانات المقدمة من بعض الانظمة العربية. وقال: نحن لا نقدم ضمانات امنية للتهويل نقول عليك الا تعتدي ولا احد منا يقدم ضمانات، ولسنا في موقع تبادل رسائل مع العدو الاسرائيلي ولسنا معنيين بتقديم اي جواب واي اعتداء على لبنان سيقابل بالردع المناسب، من حقنا ان نملك اي سلاح يمكننا من الدفاع عن وجودها وسيادتها، وعلى الاسرائيلي ان يتوقع اي شيء منا، مؤكداً ان حزب الله لا يقبل بالحلول الوسطى، وقال سماحته، الاختراق الاسرائيلي للانترنت في لبنان خطير جداً.. واختراق طائرات الاستطلاع للاجواء اللبنانية اخطر من اختراق الانترنت ودعا الى تأمين سلاح للجيش لاسقاط طائرات الاستطلاع لكن هذا الموضوع ممنوع.
وقال: الحرب على لبنان لا يخرج اليها الا الغبي وبعض العرب طلب من العدو ان لا تقف حرب تموز على لبنان».
وفي الموضوع الروسي قال السيد نصر الله: في مجمل المعركة والتواصل على مختلف الجبهات في سوريا نحن وروسيا وايران نشعر اننا في موضع واحد، واكد ان القرار الروسي في المجيء الى سوريا نوقش على مدى اشهر مع القيادة السورية والايرانية ونحن كنا على اطلاع بهذه النقاشات، وعندما اتخذ بوتين قراراً بالدخول الى سوريا لم يكن القرار مفاجئاً لنا ولايران ولسوريا بل نوقش على اعلى مستوى، وكان النقاش على مستوى القيادات العليا وتم تشكيل غرفة عمليات طوارئ، في بغداد وفيها ممثلون عن العراق وروسيا وسوريا وايران ونحن كنا في صورة كل النقاشات، واضاف «التشاور معنا ايراني سوري وهناك اتصال مباشر مع روسيا من قبلنا ولكن لا تواصل معها في النقاشات العسكرية والسياسية والاستراتيجية. واشار السيد نصر الله، الانسحاب الروسي جزئي ولكل الذين حللوا وقلقوا نقول ما يحتاجه الميدان السوري من قوة جوية روسية ما زال موجوداً، والرئيس الروسي قال بوضوح: اذا احتجنا ارسال قوة جوية فسنرسلها خلال ساعات.

 

الجمهورية :

فيما ينشغل لبنان هذه الأيام بالحراك الدولي في اتجاهه، إلى جانب انشغاله بملفات داخلية، أبرزها استحقاق انتخاب رئيس الجمهورية الذي سينعقد مجلس النواب في جلسة جديدة لأجله غداً، ومتابعة فضيحة الإنترنت غير الشرعي، وقضية «القمح المسرطن»، أطلقَ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله مساء أمس جملة مواقف من القضايا الداخلية والإقليمية والدولية، فأكد استعداده للقاء الرئيس سعد الحريري إذا كان اللقاء يوصِل الحوارَ الجاري بين حزب الله وتيار «المستقبل» إلى نتيجة. وأكد أنّ دعم الحزب ترشيحَ النائب ميشال عون لا يعني رفضَ مرشّح آخر. فيما رأت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتّحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إثرَ محادثاتها لساعات في بيروت، أنّ الظروف تتطلّب «انتخاب رئيس للجمهورية ومجلسَ نواب فاعلاً، والتعاون مع الحكومة وإجراء انتخابات محلية قريباً لتعزيز صمود لبنان وشعبه في ظلّ هذه الظروف». في هذه الأجواء، سيستقبل المسؤولون بعد غدٍ الخميس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بَيروت، في زيارة بالغة الأهمية على أكثر من مستوى ديبلوماسي وسياسي وإقليمي ودولي، يجري التحضير لها باجتماعات تعدّ خلالها التقارير التي ستوضع في حوزته، خصوصاً على مستوى أزمة النازحين السوريين والظروف المتصلة بسعي بعض القوى الدولية الى تسهيل دخول السوريين الى سوق العمالة اللبنانية، في انتظار المرحلة التي سيعودون فيها إلى أراضيهم المدمّرة.
وقالت مصادر مطّلعة لـ«الجمهورية» إنّ بان كي مون بات على عِلم بالموقف اللبناني الرسمي برفض كلّ ما يسهّل أو يبرر فتحَ سوق العمالة أمام النازحين أياً كان الثمن، وإنّ على المجتمع الدولي ان يقوم بما هو مطلوب لدعم لبنان في مواجهة أزمة النازحين وتداعياتها عليه بنحو يلقي على المؤسسات والبنى التحتية اللبنانية أضراراً كبيرة، قيسَت حسب التقارير بما يزيد على 17 مليار دولار من الأضرار المباشرة وغير المباشرة.
موغيريني
وقد سبَقت موغيريني بان كي مون الى لبنان، فزارت بيروت لساعات قبل ان تغادرمساءً إلى الاردن. وأوضحت بعد لقاءاتها مع كلّ من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل وتفقّدها مخيّماً للاجئين السوريين في برالياس أنّها ناقشت مع المسؤولين «التصميم المشترك لتقوية التعاون بين لبنان والاتحاد الأوروبي في مواجهة الإرهاب، وسياسة الدعم التي يستطيع الاتحاد تقديمَها الى لبنان لتفعيل العوامل التي مِن شأنها حفظ الاستقرار في هذه الظروف الصعبة، ما يتطلّب انتخابَ رئيس للجمهورية ومجلسَ نوّاب فاعلاً، إضافةً إلى التعاون مع الحكومة، وأن تجري انتخابات محلية قريباً لتعزيز صمود لبنان وشعبه في ظلّ هذه الظروف».
وأكدت «أنّ الاتحاد الاوروبي سيواصل دعمَه للبنان، لكنّ هذا الدعم غير كافٍ وحده، لذا نريد ان نرى مؤسسات لبنانية فعّالة، وهذا يصبّ في مصلحة الجميع، والمؤسساتُ القوية تنعكس على قوّة لبنان، وينطبق هذا الامر على البرلمان والانتخابات البلدية التي نودّ ان تحصل في الربيع، وينطبق أيضاً على الجيش اللبناني.
إنّ الاتحاد الاوروبي يريد ان يعمل مع الحكومة لزيادة دعمه للجيش اللبناني لأنه مؤسسة اساسية لتأمين سلامة امن لبنان واستقراره. كذلك نتشارك جهودنا لإطلاق عملية السلام في الشرق الاوسط، والاتحادُ الاوروبي يعمل خلال هذا الشهر على ذلك، وعملنا على المبادئ الاساسية للرباعية الدولية وننسّق مع الفرنسيين والعرب لعقدِ مؤتمر دولي».
نصرالله
في غضون ذلك وجّه السيّد نصرالله مساء أمس مجموعة رسائل محلية وإقليمية ودولية الى مَن يعنيهم الامر، فأشار في حوار مع قناة «الميادين» الى أنّه «منذ اليوم الأول لعودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان شنَّ هجوماً طويلاً عريضاً على «حزب الله»، ولم يهدأ لحظة في خطابه وخطاب نوابه ووسائل إعلامه»، وقال: «إذا كان الحوار القائم بين «حزب الله» وتيار «المستقبل» يحتاج إلى لقاء بيني وبين الحريري ليصلَ الى نتيجة فلا مشكلة، ولكن هل هناك حاجة إلى لقاء من هذا النوع الآن؟».
وأوضَح نصرالله أنّ «بلدنا يحتاج إلى إعادة تكوين سلطة، وبالتالي يحتاج إلى قانون إنتخاب، والنسبية بالنسبة إلى «المستقبل» خط أحمر غير قابل للنقاش»، معتبراً أنّ «حزب «القوات» يحاول دقَّ إسفين بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، ونحن متّهمون بتعطيل الانتخابات الرئاسية، ولكن إذا نزلنا إلى مجلس النواب لن يُنتخب العماد ميشال عون، ويقول «القوات» لو أنّ «حزب الله» يضغط على الرئيس نبيه برّي لكُنّا انتخَبنا اليوم عون، لكنّ علاقتنا مع برّي ليست قائمة على هذا الأساس، ونحن حلفاء».
ورأى نصرالله «أنّ الأمور ليست ناضجة إلى حدّ قيام حوار بين «حزب الله» و»القوات»، وذلك من قبَل الطرفين»، مشدّداً على أنّه «طالما أنّ عون يقول «أنا مرشّح» فنحن ندعمه»، مؤكّداً «أنّنا نريد رئيساً قوياً ثابتاً لا يُشتَرى بالمال ولا يَخاف من الإعلام، والنائب سليمان فرنجية مؤهّل ليكون رئيساً للجمهورية، وهو حليفنا وصديقنا، وكذلك فإنّ عون يمتلك الحيثيات لمنصب الرئاسة، وحين ندعمه لا يعني أننا نرفض مرشّحاً آخر».
ودعا نصرالله إلى «حوار وتسويات سياسية بدءاً بحوار إيراني - سعودي، وحوار اللبنانيين والسوريين مع بعضهم»، رافضاً الحوار مع الإسرائيليين.
وأشار الى أنّ «السعودي لا يريد حواراً لا مع إيران ولا مع سوريا ولا مع «حزب الله»، موضحاً «أنّنا ندعو إلى كل أشكال الحوار، ولا نمانع أيّ حوار، وهذا هو الطريق المطلوب، ولكنّ المشكلة اليوم هي أنّ هناك نظاماً يقوم بمعركة ليلاً ونهاراً مع الحزب، وعندما يكون في هذا المستوى من التوتّر فهو غير مستعدّ لمحاورة أحد».
و كشفَ نصرالله عن زيارة قام بها إلى إيران، مشيراً إلى أنّه التقى خلالها الرئيس الإيراني حسن روحاني «وتمّ التأكيد خلال اللقاء على العلاقة العميقة بيننا». وأوضَح أنّ «كلّ ما يقال عن خروجنا من سوريا غير صحيح.
إذا سَقطت سوريا بيَد «داعش» رحلت سوريا ورحلَ لبنان ورحلت فلسطين». وحذّر إسرائيل من شنّ أيّ حرب على لبنان، وقال: «إذا قام الاسرائيلي بتدمير بنيتنا التحتية فحقُّنا ضربُ أيّ هدف يمكن أن يردع العدو» مشيراً إلى أنّ صورايخ الحزب تطاول كلّ المفاعلات النووية الإسرائيلية.
جلسة انتخابية
إلى ذلك، تشخص الأنظار إلى الجلسة السابعة والثلاثين للانتخابات الرئاسية، والتي تُعقد غداً. وقالت مصادر نيابية لـ«الجمهورية» إنّ المساعي قائمة على قدم وساق لرفع نسبة الحضور في هذه الجلسة ليتجاوزَ الحضور النيابي الـ 72 نائباً الذي سجّل في الجلسة السابقة، خصوصاً أنّ الجلسة تنعقد عشية وصول الأمين العام للأمم المتحدة الى بيروت، لكي تحمّله هذه الأكثرية النيابية رسالةً واضحة مفادُها أنّ الرئيس الذي تريده الأكثرية موجود ولا يفصل عن انتخابه سوى توفير النصاب.

الاخبار :

لم تقع الحرب بين المقاومة وإسرائيل. قادة العدو كانوا يمنّون النفس باختراق جدار الردع الذي سيّجت المقاومة به لبنان. تقديرات حزب الله كانت تشير إلى أن الإسرائيليين قد يغامرون بتوجيه ضربات إلى جزء من قدرات المقاومة داخل الأراضي اللبنانية، مراهنين على أن ردّ المقاومة سيكون ضعيفاً. لكن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، رفع سقف التحدي أمس، معلناً للعدو الآتي: «أي اعتداء سيواجه بقوة. لا تغامروا، لأن الغبي وحده يفكّر في الاعتداء على لبنان. أما شنّ عدوان كبير، فسيواجَه من دون سقف من جانب المقاومة، وصولاً إلى استهداف مفاعلات العدو النووية، ومخازن الرؤوس النووية، وباقي منشآته». حمل كلام نصر الله رسالة واضحة لحكام تل أبيب: المقاومة تملك الإحداثيات التفصيلية لمنشآتكم النووية، ولديها القدرة على إصابتها بدقة، ولديها الإرادة للذهاب في أي حرب تُفرَض على لبنان إلى حيث لا يتخيّل أحد

  

رفع الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، من سقف تحذيراته للعدو الإسرائيلي أمس، في ردّ على ما يروّج له الكيان العبري عن جاهزيته للقيام بعدوان على لبنان وضرب حزب الله. واستبعد نصر الله حصول عدوان «إسرائيلي» على لبنان، بالحدّ الأدنى على المدى المنظور، مستدركاً بقوله: «لكن نُبقي احتمال أن يكون هناك حمقى»، مؤكداً أنه «نستطيع أن نضرب أي هدف نريده في أي مكان في فلسطين المحتلة، ولدينا قائمة كاملة من الأهداف في فلسطين المحتلة، بما فيها المفاعلات النووية ومراكز الأبحاث البيولوجية».

ونبّه الإسرائيلي إلى أن «يحسب حساب أي حرب على لبنان، وأن يتوقع أي شيء من المقاومة ولا يخطئ بالتقدير... الإسرائيلي يحسب ألف حساب لأي اعتداء على لبنان، لأن المقاومة تردّ عليه». وجزم بأن «الصهاينة لا يقدمون على حرب بدون ضوء أخضر أميركي».
وفي مقابلة مطوّلة وشاملة مع الزميل غسان بن جدو عبر قناة «الميادين»، مرّ نصر الله على مسألة الاختراق الإسرائيلي لشبكة الإنترنت في لبنان، واصفاً إياه بـ«الخطير جداً»، وأن «المقاومة ستجد حلاً للخروقات الإسرائيلية الجوية وغيرها، إذا لم تتحمل الدولة المسؤولية».


مستعد للقاء الحريري إذا
توصّل الحوار إلى ما يوجب لقاءنا
وقال نصر الله إنه «إذا دمّر الإسرائيلي بيوتنا، فمن حقنا أن نضرب أي هدف في فلسطين المحتلة»، وإذا «قمنا نحن بضرب هذه الأهداف (مستودعات الرؤوس النووية) فأين يصبح الكيان الإسرائيلي؟، مؤكّداً أنه «لا نقبل أن يقيم الإسرائيلي معادلة جديدة بأنه يضرب أهدافاً محددة والمقاومة لا تردّ أو تغض الطرف». وأضاف السيد نصر الله: «نحن نقول للعدو لا تعتدي، فعندما لا يعتدي ولا يشن حرباً، هذا يكون الهدف من موضوع الردع، ولا نقدم له ضمانات»، متابعاً: «الوقاحة أنه يحق لنتنياهو أن يملك سلاحاً نووياً، ونحن لا يحق لنا أن نستخدم سلاحاً رادعاً». وأسف لأن «بعض العرب يعملون لدى إسرائيل، لكن الأخيرة لا تعمل عند أحد، والإسرائيلي يعرف رغبات بعض الأنظمة العربية من المقاومة، ولكن ذلك لا يشكل له دافعاً في قرار الحرب، فمصلحته فقط هي التي تأخذه إلى الحرب». وأضاف: «نحن لسنا معنيين بأن نتبلغ رسائل من العدو، ولا حتى بطريقة غير مباشرة، ولسنا في موقع تبادل رسائل مع العدو، وإن كان يحاول إيصالها، لكننا لسنا معنيين بالإجابة»، مشدداً على أنه «لا نقدم ضمانات أمنية للعدو، لكن نقول له ألّا يعتدي».
وعن وصف بعض العرب حزب الله بـ«الإرهاب»، ردّ بالقول إن «وصف العرب للمقاومة بالإرهاب يشكل غطاءً للإسرائيلي، وفي حرب تموز كان هناك غطاء عربي، لكن غير مباشر». وأضاف أن «السعودي هو من يريدنا على لائحة الإرهاب، والدول العربية لا مشكلة لديها، ومن يعتبرنا إرهابيين هم آل سعود وليس السعودية»، لافتاً إلى أن «حزب الله له مكانة كبيرة في العالمين العربي والإسلامي، وعندما يصبح حزب الله يتحدث بالصوت العالي يلقى صدى في كل العالم العربي».
وأشار السيد نصر الله إلى أن «توصيف روسيا وإيران وسوريا وحزب الله بالمحور ليس دقيقاً»، وأن «محور المقاومة لم يقل ذلك، وكذلك روسيا لم تقل ذلك، فهي لديها مشاريعها ومصالحها وتطلعاتها، ونحن لا نصنف روسيا كجزء من محور المقاومة، ولا هي توصّف ذلك». مضيفاً أن «محور المقاومة والممانعة لإسرائيل موجودة فيه المقاومة في لبنان والمقاومة في فلسطين وسوريا والعراق والجمهورية الإسلامية في إيران ومعنا الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم».
وجدد نصر الله التأكيد أن روسيا وإيران والقيادة السورية يريدون حلاً سياسياً في سوريا منذ البدايات»، إلّا أن «الأميركيين الآن لأنهم فشلوا يريدون حلاً سياسياً يحقق أهدافهم وأهداف حلفائهم وليس مصلحة الشعب السوري». وجزم الأمين العام لحزب الله بأن «الذي يعطّل أي تقدم في الحل السياسي في سوريا هي السعودية بالدرجة الأولى وتركيا بالدرجة الثانية، وخسائر تركيا في سوريا أكبر من خسائر النظام السعودي»، لافتاً إلى أنه «لعل السعودي ينتظر إدارة أميركية جديدة، وأنا لا أتوقع نجاح الحل السياسي حالياً».
وشرح مسألة الانسحاب الروسي من سوريا، لافتاً إلى أنه «انسحاب جزئي وشبه كبير»، لكنه أشار إلى أن «ما يحتاجه الميدان في سوريا من قوة جوية روسية وإمكانات روسية لا يزال موجوداً في سوريا، وقد قال الرئيس (فلاديمير) بوتين إنه في حال الحاجة سيتم إرسال قوات»، مضيفاً أنه «نحن أخذنا علماً بانسحاب القوات الروسية قبل إعلان القرار».
ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن «القوة الروسية دخلت لتحقيق معادلة في المناطق ووضعت مهلة 6 أشهر واعتبرت أنها خلال هذه الفترة يمكنها ضرب أهداف كثيرة، وهذه المهمات أُنجزت بأكثرها»، مشيراً إلى أن «دخول روسيا إلى سوريا حصل بعد نقاش على مدى أشهر، حيث كانت هناك نقاشات رفيعة جداً أوصلت إلى هذا القرار على مستوى الرئيس بوتين والرئيس (بشار) الأسد والسيد (علي) الخامنئي والرئيس (حسن) روحاني والدولة العراقية»، موضحاً أن حزب الله «لا يدخل مع روسيا في نقاشات عسكرية وأمنية، ودورنا في سوريا مساعد». وأشار نصر الله منوهاً إلى أن «هناك غرفة في بغداد مشكلة من روسيا وسوريا وإيران والعراق، وحزب الله ليس دولة ليكون ممثلاً فيها»، مضيفاً أن «حزب الله طرف في التشاور، ويؤخذ رأينا، والتشاور معنا إيراني ــ سوري».
وتابع: «الآن الجوّ بين تركيا وروسيا لا يزال سلبياً، لكن لم يعد يشكل تهديداً، والأتراك ملتزمون عدم خرق السيادة حالياً، وقد تمت معالجة الوضع، وبالتالي لم يعد هناك حاجة للقوات الروسية الإضافية التي دخلت سوريا» بعد التوتر الروسي ــ التركي.