يوم الجمعة الماضي تقدم النائبان سيرج طورسركيسيان ونديم الجميل باقتراح قانون متعلق بإلغاء الإمتحانات الرسمية لشهادة المتوسطة البروفيه وجاء فيه: المادة الأولى تلغى الإمتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة، المادة الثانية تلغى كافة المواد التي تتعارض مع المادة الأولى، المادة الثالثة يعمل بهذا القانون فور نشره في الجريدة الرسمية.
ومن أسباب هذا الإقتراح أن الشهادة الرسمية المتوسطة لم تعد إلزامية وضرورية للحصول على أية وظيفة، ولما كانت بعض المراجع في وزارة التربية اعلنت بصورة واضحة عدم ضرورتها، والبعض الآخر أعلن صراحة بالفساد المستشري في كيفية تحضير وتوزيع الإمتحانات المتعلقة بها وإجرائها.
من هنا.. أثار تقديم هذا الإقتراح حالاً من البلبلة في صفوف المعلمين والتربويين، حيث لاقى الرفض المطلق من رابطة معلمي التعليم الأساسي الرسمي، وإستهجان من نقابة المعلمين، في الوقت الذي يتهيأ فيه التلامذة للتقدم للامتحانات الرسمية، وبدلاً من السعي إلى إلغاء هذه الشهادة المفصلية في مسيرة المتعلم الذي يكون قد أصبح في سن حرجة، أي سن الخامسة عشرة، يقترح على المسؤولين في التربية في لبنان العمل على تأكيد الوظيفة الحقيقية لهذه الشهادة.
كما أن القول أن البروفيه ليست مطلوبة في أي وظيفة، هي سقطة من قبل مقدمي المشروع، لان الأجهزة الأمنية وخصوصا جهازي الأمن العام وقوى الأمن الاخلي يضعون شروطاً بأن يكون المتقدم يحمل شهادة البروفية وبمعدل 12.
وفي حال الغاء البروفية سيصل الجميع الى الصفوف الثانوي وستحل الكارثة، لأن الدكاكين كثيرة في لبنان، والمدارس الرخيصة التي ترفع الطلاب مقابل المال ودفع الإكراميات كثيرة، والبعض سيصل عندها الى الصف الأخير، ولكن في وجود البروفية لن يمر هذا التلميذ نحو تلك المرحلة.
لكن بو صعب أعلن أن الإمتحانات الرسمية للشهادتين المتوسطة والثانوية مستمرة بصورة طبيعية وادعو التلاميذ للدرس والاستعداد الكامل لها.
ففي وطننا.. البعض يريد تشريع الحشيشة والبعض الآخر يريد إلغاء البروفية، والبعض يريد تحويل لبنان إلى بلد للدعارة السياحية ووزراء ونواب لم يجدوا حلاً نهائي لأزمة النفايات ولم ينتخبوا رئيساً بعد...
أتركوا العلم والمدارس من فسادكم وأقفلوا مدارس الدكاكين التي رخصتم لها، لأن العلم في لبنان جيد وهذا الأمر تعرفه كل دول العالم وخصوصا الدول العربية التي ترسل أولادها للدراسة في لبنان وأن أن الاقتراح يحمل في طياته نيات سيئة، وسيؤدي إلى أضرار مستقبلية.