يوم بعد يوم تتكشف حقائق الخطأ التاريخي الذي ارتكبه حزب الله بانخراطه في الحرب السورية بعدما تساقطت التبريرات ألتي ساقها لأقناع العالم بصوابية هذا القرار الواحدة تلو الأخرى. فمن الدفاع عن القرى الشيعية الواقعة على الحدود اللبنانية السورية في البقاع الشمالي الذي سقط بمجرد الدفع بعناصره للقتال داخل الأراضي السورية إلى الدفاع عن المقامات الدينية تحت شعار / لن تسبى زينب مرتين / الذي سقط أيضا عندما شارك مقاتلي حزب الله إلى جانب قوات النظام السوري في أغلب المدن والقرى السورية وعلى امتداد أراضيها حيث خاض هؤلاء المقاتلون معارك شرسة ضد المعارضة تحت عنوان محاربة الارهاب.
لينتقل بذلك إلى التبرير الأخير الذي رفعه وهو الحرب الاستباقية اي أنه دفع بقواته العسكرية إلى الداخل السوري لمحاربة الجماعات التكفيرية والارهابية للحؤول دون انتقالها إلى الأراضي اللبنانية لتنكشف الحقيقة المرة تحت ضغط التفجيرات المتنقلة التي شهدتها عدة مناطق لبنانية في ضواحي العاصمة بيروت والبقاع والشمال. حيث أقدمت عناصر تنتمي إلى جماعات ارهابية وتحمل فكرا تكفيريا بالقيام بعمليات انتحارية استهدفت حواجز عسكرية ومناطق مدنية مكتظة بالسكان وأماكن للعبادة.
عدا المعارك التي خاضها مقاتلو حزب الله إلى جانب الجيش اللبناني في سفوح السلسلة الشرقية وخصوصا في منطقة القلمون وجرود عرسال وأهمها كانت معركة عرسال التي إنتهت باختطاف ثلاثين عسكريا من الجيش وقوى الأمن الداخلي حيث لا يزال تسعة منهم في قبضة داعش لكنهم مجهولي المكان والمصير عدا الجنود الذين تم تصفيتهم بالذبح.
مما يؤكد على أن حزب الله ليس فقط لم يستطع ان يمنع الأذى عن اللبنانيين بل أنه بانزلاقه في وحول مستنقع الحروب السورية التي اتخذت بكثير من جوانبها ابعادا طائفية ومذهبية هو من استجلب هذه الجماعات الإرهابية إلى لبنان إذ أنها قامت بتشكيل خلايا تم الكشف عن بعضها فيما البعض الآخر ما يزال مصدر تهديد للأمن والاستقرار في البلد في ما يطلق عليها بالخلايا النائمة والتي تجهد استخبارات الجيش وشعبة المعلومات للكشف عليها ومنعها من الإقدام على اي عمل تخريبي، على ان الحقيقة التي برزت بشكل واضح عن خطأ دخول حزب الله الحروب السورية هي أن الحزب يؤسس لعداء مذهبي بين الشيعة والسنة ذلك ان الحزب بوقوفه إلى جانب النظام العلوي الذي يدمر بلده ويقتل ويهجر ويشرد شعبه ذات الغالبية السنية فإنه بذلك يزرع بذور الفتنة المذهبية ويزيد من منسوب الشحن المذهبي في المنطقة وخاصة الدول الخليجية التي تقوم اليوم بترحيل المئات من اللبنانيين العاملين على أراضيها منذ عشرات السنوات وغالبيتهم العظمى من لون طائفي واحد كرد تعتبره طبيعيا موقف الحزب.
هذه الدول التي أعطت الحزب وقيادته وعلى رأسهم الأمين العام السيد حسن نصرالله هالة من القداسة عندما كان يقاتل إسرائيل وخصوصا في العام 2000 عندما تم الترويج للنصر الإلهي. واليوم يبدو جليا خطأ حزب الله عندما ندرك أنه كان يشارك في حرب ليس لها أفق خصوصا مع سير المفاوضات الجارية بين النظام واقطاب المعارضة بتوافق دولي ليس للحزب ولا لأيران اي رأي فيها.
فحزب ألله لم يحصد من انخراطه في الحرب السورية سوى المزيد من القتلى والجرحى تعد بالآلاف والعزلة العربية والمزيد من العداء العربي والإسلامي للطائفة الشيعية التي صادر قرارها حزب الله..