النزهة البريئة التي وعدت بها الجدّة حفيدها، إنقلبت إلى جرح عميق حفر وجدان السيدة وكرامتها، وإلى كابوس سيلازم مخيلة ابن الأربع سنوات ما دام على قيد الحياة، فالرحلة الموعودة سرعان ما تحولت إلى مأساة تبقى برسم دولة تفلّت فيها حبل الإجرام على غاربه، وبات معه الضحايا مجرّد أرقام في سجلات الأمن وأروقة المحاكم.
استقلّت سيدة خمسينية، سيارة ڤان أجرة من منطقة حي السلّم قاصدة صحراء الشويفات وبرفقتها حفيدها البالغ من العمر أربع سنوات. خمس دقائق مرّت على انطلاقة الرحلة ليقرّر بعدها السائق سلوك طريق فرعية لا تعرفها السيدة المتأبطة بإبن ابنتها خوفاً عليه، استفسرت منه عن سبب انعطافته، فكان جوابه أنّه سيزوّد سيارته بالوقود.
ركن السائق الڤان إلى جانب الطريق، فتح بابه الخلفي والتفّ نحوها.. راح يُحدّق بالراكبة التي استشعرت مكيدته عبر نظراته الشهوانية، طلبت منه أن يدعها وشأنها، غير أنّه صعد في الڤان من الجهة الخلفية وشهر بوجهها سكيناً طالباً منها الرجوع إلى المقعد الأخير وخلع ملابسها، توسّلت إليه وحاولت مسايرته وإغرائه بالمال إذا تركها وشأنها.
لم تنفع توسلات الجدّة وصيحات الإستغاثة في منع "الثور الهائج" من نيل مراده، حتى بكاء الحفيد الذي ألتصق جسمه النحيل بمقعد الڤان الأمامي، مُدخلاً رأسه بين رجليه المرتعشتين من شدّة الخوف، لم يردعه عن فعله.
أصرّ السائق على إشباع غريزته، أجبر السيّدة على خلع سروالها، تحت تهديد ذبحها من الوريد، حاولت نزع السكين منه ومقاومته لكنها غرزت في يدها وراحت تنزف، ليتمكّن حينها من اغتصابها وممارسة الجنس معها بشكل كامل، وبعد أن قضى وطره هدّدها بالقتل في حال أفشت الأمر.
حملت الجدّة حفيدها المفجوع، وأسرعت إلى مخفر الشويفات لتبلغ عناصره بما حصل لها.. فتقدّمت بشكوى ضدّ مجهول بالإعتداء عليها جنسياً. وبعد تزويدهم برقم الڤان ومواصفاته، تمّ توقيف السائق ليتبيّن أنّه السوري "أحمد.ع" (21 عاماً).
ولدى استجوابه زعم أنّ المدّعية، ما إن صعدت معه في السيارة حتى اتفق معها على ممارسة الجنس مقابل 50 ألف ليرة، فدخل طريقاً فرعية وعاشرها على المقعد الخلفي برضاها وأعطاها 20 ألف ليرة، فيما أكّدت الجدة على شكواها جازمة أنّه اغتصبها على وقع الرعب الذي ألمّ بحفيدها وليس أدلّ على ذلك من الجرح العميق الذي أصاب يدها والذي يدلّ على مقاومتها له.
ولدى مراجعة النشرة القضائية تبيّن أن السائق، أوقف سابقاً بجرم خطف زوجته القاصر لمدة ثلاث سنوات، كما سبق وأوقف في دعوى اغتصاب سيدة أخرى وقد دخل لبنان بطريقة غير شرعية. محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي هنري الخوري، أنزلت عقوبة الأشغال الشاقة 5 سنوات بالمتهم وحفظت حق المدعية بالمطالبة بالعطل والضرر أمام المرجع المختص.
لبنان 24