فيما ساد الهدوء على الجبهة السياسية، وعمَّت احتفالات الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويمَ الغربي في أحد الشعانين المناطقَ اللبنانية، وأقيمت القداديس والزيّاحات وارتفعَت الصلوات، يفتح الأسبوع الطالع على جملة محطّات، أبرزُها ترقّب المواقف الجديدة التي سيُعلنها الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله مساءَ اليوم، وجلسة انتخاب رئيس الجمهورية الأربعاء، والتي تتوسّط زيارة الممثّلة العليا للاتّحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية نائبة رئيس المفوّضية الأوروبّية فيديريكا موغيريني التي تصل إلى بيروت اليوم، وزيارة الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون يرافقه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم الخميس. يُنتظر أن تتوسّع محادثات بان وموغريني مع المسؤولين، فتتجاوز البحث في قروض جديدة يمكن البنك الدولي أن يقدّمها للبنان بفائدة صفر، إلى الأوضاع السائدة في المنطقة والاجتماعات الدولية الجارية في جنيف وغيرِها، لإنتاج حلول للأزمات الإقليمية، وبينها أزمة لبنان.

وعُلم أنّ رئيس الحكومة تمام سلام سيثير مع بان وموغريني مصيرَ الدعم المادي للبنان لمواجهة أعباء أزمة النازحين، والذي يتقرّر في مؤتمرات دولية عدة كان آخرها مؤتمر المانحين في 4 شباط في لندن، ولم يصل منه إلّا الفُتات.

وسيؤكّد سلام أنّ لبنان ليس في وارد القبول بتوطين جزء من النازحين السوريين، وهو الذي لم ينتهِ بَعد من استيعاب اللاجئين الفلسطينيين.
وفي هذا الإطار سيدعو سلام إلى أن تعود منظمة «الأونروا» بقوّة إلى المخيّمات بعدما سحبَت جزءاً كبيراً مِن مساعداتها في الأشهر الماضية.

كذلك سيدعو إلى أن تخصّص المفوّضية العليا للّاجئين السوريين قسماً من المساعدات الماليّة للمجتمعات المضيفة. وعلمت «الجمهورية» أنّ مسؤولاً أميركياً قد يزور لبنان في مرحلة لاحقة في حال حقّقت زيارة بان وموغريني ورئيس البنك الدولي نتائجَ إيجابية.

موفد ألماني

وكان نائب وزير داخلية ألمانيا الدكتور Guinter Krings وصَل إلى بيروت أمس في إطار حركة الموفدين الدوليين، وهو يتابع بتكليف من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ملفّ النازحين السوريين. وسيبدأ لقاءاته اليوم مع وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ليعرضَ معه لملفّ اللاجئين والظروف التي تحوط بالملف وتداعياته على الساحة اللبنانية، بحثاً عن سُبلٍ أنجع لمواجهة هذه الظاهرة قبل الانتقال إلى أوروبا.

برّي وسلام

من جهة ثانية ستركّز الاتصالات اليوم على تثبيت وضع الحكومة بعد حلّ أزمة النفايات، ولإحياء العمل التشريعي في المجلس النيابي بعد بروز صعوبات في إنجاز الاستحقاق الرئاسي قريباً. وفي هذا الإطار كان الاجتماع السبت في عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وسلام.

وعلمت «الجمهورية» أنّ البحث تناول الآليات الواجب اعتمادها من أجل هذين الموضوعين. وقد توافقا على إجراء اتصالات مع القوى السياسية لإقناعها بتسهيل عمل الحكومة من خلال إقرار تعيينات جديدة، وعقد جلسات تشريعية لإقرار مشاريع قوانين عدة اجتماعية ومالية وقروض قدّمتها المنظمات الدولية.

برّي

وقال بري أمام زوّاره أمس إنّه لا يزال عند قوله «إنّ ثمرة الاستحقاق الرئاسي نضجت وينبغي قطفُها». وردّاً على سؤال عن الجهة التي يوجّه إليها هذا الكلام، قال بري: «للجميع، وأوّلهم فريق 8 آذار».

وحولَ تلويح «التيار الوطني الحر» بالانسحاب من الحوار بين قادة الكتَل النيابية، قال بري: «هذا الحوار ليس ملكَ نبيه بري، فهو للجميع، وإنّ من ينسحب منه هو الذي يتحمّل مسؤولية ذلك».

فنَيش

وعلى مسافة يومين من جلسة انتخاب الرئيس في 23 الجاري استطلعَت «الجمهورية» مواقفَ «حزب الله» وتكتّل «الإصلاح والتغيير» وتيّار «المردة» وكتلة «المستقبل» من موضوع المشاركة في الجلسة، فقال الوزير محمد فنيش: «إنّ نواب «حزب الله» لن يشاركوا في جلسة الانتخاب إذا لم يشارك العماد ميشال عون ونوّاب «التيار الوطني الحر». وأكّد «أنّ موقف الحزب من دعم ترشيح عون لم يتغيّر، وأن لا معطيات جديدة حتى اليوم تنبئ بانتخاب رئيس جديد».

عون

وحول مشاركة الـ«تكتل» في جلسة انتخاب الرئيس، قال النائب آلان عون: «لم يطرَأ أيّ تطوّر جديد على الملف الرئاسي، ما يَعني أنّ المواقف باقية على حالها و«التكتّل» ما زال يطالب بمعالجة المشكلة الرئاسية من الزاوية التمثيلية الميثاقية بدلاً مِن الاكتفاء بمعادلات رقمية لا تجيب على جوهر المشكلة». وأضاف: «أعتقد أنّ الانتخابات الرئاسية دخلت من جديد في مرحلة مراوحة طويلة، بعدما استنفدت الجهود والضغوط والمبادرات الأخيرة من دون إحداث أيّ خَرق».

وعمّا إذا كان يتوقع حَلحلة أو تطوّراً في المدى المنظور، أجاب عون: «لا أرى أيّ خرق محتمل إلّا إذا حصَل حدَثٌ ما خارجيّ أم داخليّ يَسمح بكسر التوازن السلبي الذي نعيشه حاليّاً والذي يمنع حتى الآن الوصول إلى أيّ حلّ».

كرم

أمّا عضو كتلة «لبنان الحر الموحّد» النائب سليم كرم، فأكّد لـ«الجمهورية» أنّ رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية مستمرّ في ترشيحه، فـ«البيك عندما يقول كلمة لا يتراجع عنها».

وعن مشاركته في جلسة بعد غدٍ الأربعاء، قال كرم: «لا أرى حتى الآن أنّ الوضع سيَسمح لنا بأن نكون موجودين في المجلس يوم الأربعاء المقبل، عِلماً أنّنا نتمنّى كثيراً أن نحضر لننتهي من هذه المهزلة وننتخب رئيساً، لأنّ لبنان بحاجة ماسّة لرئيس جمهورية». وأضاف: «لا أعتقد أنّ المعطيات الموجودة ستسمح لنا بالنزول إلى المجلس لأنّ الجلسة ستكون أسوأ بكثير من أن لا نكون مشاركين فيها».

وتمنّى كرم أن يحضر جميع النواب «وليَربح من يربح، ومن يخسَر عليه تقبّل الخسارة، لأنّ من يريد خوضَ السباق الرئاسي عليه القبول بالنتائج الحسَنة والسيّئة، لا أن يقبل بالحسنة فقط ويَرفض السيئة».

حوري

وبدوره عضو كتلة «المستقبل» النائب عمارحوري، قال لـ«الجمهورية»: «سنستمرّ بالضغط في الموضوع الرئاسي، وسنحاول أن نحشد أكبر عدد ممكن، ولا أعرف الى أيّ حدّ يمكن أن يصل عدد النواب هذه المرّة، ولكنّه لم يعُد ضعيفاً. ولكن ندرك تماماً أنّ القضية ليست قضية عدد فقط، بل أيضاً نصاب سياسي».

وهل من بشائر أمل أو تغييرات إيجابية تشي بانتخاب الرئيس في جلسة بعد غد الأربعاء؟ أجاب حوري: «إنّ الرئيس الحريري يملك معطيات إيجابية، وليس بالضرورة عن الجلسة المقبلة تحديداً، لكنّه أظهرَ تفاؤله باقتراب موعد انتخاب رئيس للجمهورية».

جعجع

وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع أسفَ لأنّ فريق 8 آذار وبالتحديد «حزب الله» لا يريد انتخابات رئاسية، ولفتَ إلى أنه لا يعرف حتى إن كان الحزب يريد رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية.

وتمنّى أن تكون انطباعاته في غير محلّها، ولكنّه أشار إلى أن بعد مرور شهرين على إعلانه تبنّي ترشيح عون لم يحرّك أحدٌ إصبعَه الصغير لانتخابه، بينما كان يَرفع إصبعه الكبير ليقول إنه يؤيّد عون، وأكد أنّه سيستمر ولن يعدمَ وسيلة ليتوصّل إلى انتخابات رئاسية، «مع الِعلم أنّ الواقع الحالي صعبٌ أن يتغيّر».

رفع النفايات

إلى ذلك طوى اللبنانيون جزءاً مِن ملف النفايات التي تكدَّسَت في محيط المرفأ وقربَ مجاري الأنهر وفي مناطق عدّة، واستمرّت عملية نقلِ القديم منها إلى مطمر الناعمة، في انتظار أن تبدأ عملية جمع النفايات الجديدة التي ستُنقل من الشوارع إلى مطمري «الكوستابرافا» وبرج حمّود اللذين من المقرر أن يكونا جاهزَين لوجستياً في الساعات المقبلة، بعد تأهيل المداخل والطرُق المؤدّية إليهما.

وأعلنَ وزير البيئة محمد المشنوق، أنّه «تمّ في غضون 24 ساعة رفعُ أكثر من ثمانية آلاف طن من النفايات المتراكمة في الشوارع والمكبّات العشوائية، وهذا يؤشّر إلى الجدّية في تنفيذ خطة النفايات، وستَتسارع الأمور مع دوران عجَلة رفعِ النفايات».

القمح المسرطن

على صعيد آخر، من المقرّر أن يحضر ملف «القمح المسرطن» في اجتماع يُعقد اليوم في السراي الحكومي للبحث في سُبل إنهاء الجدل القائم حوله بين وزير الصحة وائل ابو فاعور ووزير الاقتصاد آلان حكيم.

واستعداداً لهذا اللقاء أجرَت وزارة الاقتصاد نهاية الأسبوع الماضي تحاليلَ في معهد البحوث الصناعية لمجموعة من العيّنات التي جُمعت من القمح الروسي المستورَد، ومن المقرّر أن تصدر النتائج اليوم تزامناً مع الاجتماع، بعدما أظهرت نتائج التحاليل التي أجرَتها وزارة الصحة أنّها مسرطنة، في حين أثبتَت فحوص أجرَتها وزارتا الاقتصاد والزراعة العكسَ تماماً.

فضيحة الإنترنت

وفي فضيحة الإنترنت غير الشرعي تعقد لجنة الإعلام والاتّصالات جلسةً العاشرة والنصف صباح اليوم، دُعيَت إلى المشاركة فيها وزارات الاتصالات والمال والداخلية والدفاع، وممثّلون عن الأجهزة الماليّة والقضائية.

واستنكرَ رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد «وجود محطات عملاقة لشبكات الإنترنت تَسمح باستراق المعلومات والاطّلاع على تفاصيل ما يَجري في البلد»، مؤكّداً أنّ «الإسرائيلي يتتبَّع جميعَ وسائل التواصل لحظةً بلحظة».