يحار المواطن اللبناني ماذا يطلق على مسؤوليه من صفات، فكل الصفات الموجودة في المعجم العربي وحتى الغربي لا تعطي المعنى الدقيق لممارساتهم.
المواطن اللبناني لم يعد يعرف من يصدق، فكل المشهدية التي يجري عرضها على المسرح اللبناني بين المسؤولين، تؤكد ان النكايات هي لعبتهم المفضلة، وان المواطن وحده يدفع ثمن استئثارهم ومزاجيتهم ومصالحهم بدءاً من العراك بين وزارتي الصحة والاقتصاد حول القمح المسرطن ولا ينتهي بـ«اكل البيضة وتقشيرا» في ملف النفايات. هذا اذا حصرنا الموضوع فقط في صحة المواطنين، ولم يتم الاسترسال سياسياً وقضائيا وامنيا واجتماعيا وثقافيا وتربويا واقتصاديا، فالفضائح والسمسرات تفوح رائحتها في كل المرافق.
المشهد السياسي امس، لم يظهر فيه اي اشارات جديدة اكان على مستوى مصير جلسة انتخاب الرئيس بعد غد الاربعاء، والتي ترجح كل المعلومات ان مصيرها سيكون كسابقاتها، او على مستوى التشنج الحاصل بين الاطراف لا سيما بين التيار الوطني الحر وحركة امل.
وتؤكد المعلومات ان ضغوطاً متزايدة تتسارع لانتخاب رئيس، الا ان المعطيات الداخلية لا تؤشر الى ذلك ابداً، رغم التسريبات التي تحدثت عن نصيحة قدمها الرئيس نبيه بري الى حزب الله بضرورة الاسراع بانتخاب الوزير سليمان فرنجيه قبل حصول تسوية سعودية - ايرانية تفضي الى انتخاب رئيس وسطي.
وتؤكد المعطيات ان حزب الله لا يرى ان شيئا قد تغير حتى اليوم، ولا يوجد اي سبب يدعو للقلق، فهو لا يزال يدعم العماد ميشال عون.
وعن الخلاف بين التيار الوطني الحر وحركة امل تقول المعلومات ان كرسي الرئاسة عاد واشعل الجبهتين، لانه اصلاً لا يوجد كيمياء بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون، فكيف اذا بدأ بري يظهر علناً تأييده لفرنجيه بعدما كان يغلف موقفه بديبلوماسيته المعهودة؟
وكان اللافت امس، ما نقله زوار بري عنه تكراره «بأن ثمرة الاستحقاق الرئاسي قد نضجت وينبغي قطفها». وانه يقول هذا الكلام للجميع واولهم فريق 8 آذار».
فيبدو، ان بري مصر على موقفه وهو يبعث برسائل متعددة الاتجاهات «علّ اللبيب من الاشارة يفهم».

ارتياح «الوطني الحر»

اوساط التيار الوطني الحر مرتاحة جداً، ولا شيء يقلق العماد ميشال عون على حد ما تقوله، فالجنرال لا تزعزعه تسريبات من هنا او من هناك، فهو معتاد على «زكزكات» من هذا النوع، ولم تعد تؤثر فيه ابداً، فهو خبر في حياته السياسية الطويلة كل انواع البشر، واكدت «ان من يحاول ان يدك الاسفين بيننا وبين حزب الله سيكون هو الخاسر الاول، لان تحالفنا مع الحزب يتعدى القلم والورقة ليطال الاستراتيجيات والبعد الانساني والاخلاقي». وتقول الاوساط «مهما حاولوا زعزعة التفاهم مع حزب الله سيفشلون، فالقضية تعدت شخص الجنرال والسيد حسن نصر الله لتطال جمهور الرجلين الذي تجمعه المحبة ورفض كل انواع الفتنة.

بري: ليُقنع السنيورة الحريري

ونقل زوار الرئيس نبيه بري عن بعض التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في التيار الوطني الحر حول التلويح بالانسحاب من الحوار قوله: «هذا الحوار ليس ملكي ولا لشخص هو للجميع، ومن ينسحب هو من يتحمل مسؤولية ذلك».
وحول ما يثار عن «الذمية السياسية» نقل الزوار عن بري قوله : «للاسف بلشنا نسمع بهذا الكلام، وما حدا يفتح هذا الموضوع مع الشيعة، لانهم عانوا كثيراً من الذمية السياسية، وقمت بجهد مكثف لتثبيت الطائفة في ادارات الدولة الادارية والامنية، وكان ممنوعاً على الشيعة تسلم مراكز حساسة او سفارات معينة».
وقال بري: «ان هذا الكلام يشجع على المنحى التقسيمي، ونحن حاربنا ونحارب التقسيم، كما نقف في وجه العدو وندافع عن انفسنا ايضا».
ونقل زوّار بري عمّا يطرحه الرئيس فؤاد السنيورة حول النصف زائد واحد لانتخاب رئيس للجمهورية بدل الثلثين قوله: «اذا استطاع السنيورة ان يقنع سعد الحريري فليقنعه، ولكن اذا اقنعه، فانا ايضاً قلت واكرر انني ملتزم بالدستور ونصاب الثلثين».

النفايات

وفي موضوع النفايات استمر لليوم الثاني على التوالي رفعها من الشوارع حيث نشطت عشرات الشاحنات منذ ساعات الصباح في رفع اكياس الزبالة ونقلها الى مطمر الناعمة.
وقد تجمع عدد من الناشطين عند مدخل المطمر احتجاجاً، واقدم بعض الشباب على حرق شاحنة تابعة لـ «سوكلين» في دوحة عرمون، الا ان الشركة اصدرت بياناً اكدت فيه ان «الاعتداء على عمّالها لن يثنيها على القيام بواجبها».
وفي هذا الاطار، اعلن وزير البيئة محمد المشنوق انه «تم في غضون 24 ساعة رفع اكثر من ثمانية الاف طن من النفايات المتراكمة في الشوارع والمكبات العشوائية ما يؤشر الى جدية في تنفيذ خطة النفايات»، مؤكدا «ان الامور ستتسارع مع دوران عجلة رفع النفايات».

«المستقبل» يتحرك لتأجيل الانتخابات البلدية

وكشفت مصادر سياسية عليمة ان بعض القوى السياسية، وفي الدرجة الاولى تيار المستقبل، تسعى لتأجيل الانتخابات البلدية. واوضحت ان الوزير نهاد المشنوق بحث هذا الامر مع الرئيس نبيه بري قبل عدة ايام. واضافت ان المشنوق طلب العمل من اجل عقد جلسة تشريعية قبل موعد دعوة الهيئات الناخبة من اجل التمديد للهيئات الاختيارية على اعتبار ان تمديد المجالس البلدية لا يحتاج الى قانون وبالتالي تبقى هذه المجالس كما هي في حال عدم اجراء الانتخابات.
ولاحظت المصادر ان خلفيات هذا السعي من جانب «المستقبل» لتأجيل الانتخابات البلدية مرده الى تخوف المستقبل من خسارة عشرات المجالس البلدية في الشمال والبقاع، نظرا لتراجع حضوره الشعبي، كذلك عدم وجود اموال تمكن «التيار» من تمويل المعارك الانتخابية في بعض البلدات او المدن التي قد تحصل فيها معارك انتخابية، بدءا من طرابلس حيث هناك صعوبات تواجه اتفاق الحريري مع الرئيس نجيب ميقاتي والوزيرين السابقين محمد الصفدي وفيصل كرامي في الاتفاق على لائحة موحدة، وبالتالي فان بقاء «المستقبل» خارج اتفاق ميقاتي - الصفدي وكرامي سيؤدي الى خسارة «التيار» لمجلس بلدية طرابلس. كما ان «المستقبل» يخوض معارك انتخابية في كل من بيروت وصيدا مع بروز اتجاهات لتشكيل لوائح في مواجهة لوائح الحريري، كذلك فان «المستقبل» الذي تراجع حضوره في عشرات البلدات، قد يخسر اي معارك انتخابية فيها.