باسم الأمهات ...رسالة الى الله! لا أخفيك يا الله... مع يقيني بدقيق علمك ، بأني قد عزمت قبل مخاطبة جلالك على ارسال هذه الرّقعة الى ممثليك وحمّال رسالتك على هذه الأرض الكائنة تحت الشّمس نهاراً... وفوق ينابيع المياه والكثير الكثير من التّراب على ما أذكر. وبعين ملايين الأنجم والأقمار وتحت ظلال السّكينة ابان الليل. وهنا على هذه الأرض يسكن قرابة السبعة مليار قلب ينبضون بفضل أرحام أنت ذاتك أمرتنا بالإحسان إليهنّ مؤمنات كنّ أو جاحدات ... لكني خفت من جبروتهم وتردّدت! ثمّ لذت إليك لأني سمعت عن رغبتك باللجوء إليك عند الشّدّة وأنا لا أظنني الا بغاية الحزن والجزع ولا علم لي بغمّ وغصّة أعظم من كربنا وحسرتنا نحن المُرسِلين إليك بهذه الكلمات الجريحة. وبعد... فياسيدي أنا ومن أوكلني من الأمهات وبمناسبة عيدهنّ نتساءل بصول عال: هل أنت ياالله مَن أمر أولادنا بالموت ؟ هل أنت يارب مَن أغرى أبناءنا بالعودة إليك تاركين لنا الحسرة والفجيعة ، لا لشيء فقط لأنهم ينفّذون أوامر كهنوتهم ويرغبون بلقائك عن قريب ؟ فإن كان نعم فلك منّا بالغ العتب! وإن كان لا وهذا ما نفترض ... فلماذا كلّ هذا السّكوت والصّمت من قبل الذين أوكلتهم بالدّعوة إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة ؟ أوليسوا هم أولياء الدّم وحفظة قلوبنا من الإنكسار! يارب: فأنت سبحانك لك ساعة تفرض فيها ملكك وتنفّذ بها رغبتك لأنها ساعة تخصّك ولأنه يومك... أفلا يحقّ للأمهات بيومهنّ بنفاذ رغبة لهنّ دون ترهيب ولا ترغيب باسمك. فهنّ يُردنَ احتضان أبنائهنّ مع حرارة أنفاسهم لا بدونها تُردنَ أن تُنصتنَ إليهم يدندنون بقراءة دروسهم في الأدب وعلوم الطّبيعة بل حتى وما بعدها والدين والتّاريخ حيث يقرؤون أن العرب والعجم أحرقوا قلوب أمهاتهم بالحروب العبثيّة دون طائل. يُرِدنَ سماع أبنائهنّ وهم يلاعبون أبنائهم الذين أصبحوا يتامى أو يكادون.. ويُردنَ سماعهم يضاحكون زوجاتهم اللاتي بتنَ أراملَ أو كدن يَكُنّ... فيا سيدي: لو كان دينك يستقيم بالموت فأنا ووكيلاتي من الأمهات سنأتيك بأكفاننا البيض وسيوفنا القواطع وخذ منّا حتى ترضى... أمّا إن كان الدّين حجّتهم واسمك يُرفع مع كل حزام ناسف أو طلقة من بنادق فلذات أكبادنا فقط من أجل الحور والعسل واللبن والقصور عند تقتيل المساكين والمستضعفين في ضاحية بيروت وفي البقاع ودمشق وحلب والموصل وكربلاء وصنعاء اليمن وليبيا وتونس الى آخر الأسماء وكلّها بلاد تشهد لك بالربوبية ولنبيك المختار بالصدق والأمانة! فيا سيدي اسمح لنا بأن نرجوك 1ـ برفع الغطاء عن المُحرضين 2ـ حماية الرافضين لثقافة الموت. 3ـ البراءة من رجال يأكلون كلّ مالك ويخشون قول الحقّ وزرع المحبّة في قلوب عبادك. 4ـ اغلاق كافة بيوتك التي جُعلت أبواقا للفتنة. 5ـ إقفال كافة الطّرق الى الجّنة بما فيها من حوريات ووصيفات أو حصرها. 6ـ جعل يوم الأم يوما للرحمة ووأد الفتن. وفي الختام أنت رحيم يارب فنقسم عليك بحقّ عذابات الأمهات والأرامل واليتامى أن تحمل كلامنا على محمل الجدّ ، وتجاوز عن سوء لهجتنا انك سميع مجيب.
بقلم الشيخ فادي حجازي