يقف فريق برشلونة الإسباني أمام منعطف تاريخي جديد ليؤكد من خلاله أنه أحد أفضل أندية العالم كرويا، حينما يدخل معترك تحدٍّ جديد من أجل مواصلة سيطرته على الألقاب الكبرى التي حققها وهي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا إضافة لكأس ملك إسبانيا، يتعلق بـ "أشواك" صعبة وتواريخ ضيقة بين المباريات.
ولم تكن قرعة دوري أبطال أوروبا رحيمة مثلما فعلت مع الغريم التقليدي ريال مدريد الذي سيواجه ناديا طموحا هو فولفسبورغ الألماني في الدور ربع النهائي من المسابقة، في الوقت الذي سيضطر فيه النادي الكتالوني للدخول في تحدٍّ مرهق ضد الغريم التقليدي الثاني في العاصمة مدريد، وهو أتلتيكو مدريد الذي يتمتع بعناد شديد ويحظى بمدرب تكتيكي ممتاز.
يسعى برشلونة للمضي قدما واستغلال الحالة الرائعة التي ظهر عليها الفريق بقيادة الثلاثي العبقري المكون من النجم ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا ولويس سواريز، لكن طريقه في غضون 30 يوما لن تكون مفروشة بالورود بل بالأشواك!
وعلى الرغم من أن برشلونة يتصدر الليغا بفارق ثمانية نقاط عن أقرب مطارديه أتلتيكو مدريد وبات قريبا من حسم الأمور رقميا، كما أن لديه متسعاً من الوقت قبل مواجهة إشبيلية في نهائي الكأس والمقرر في شهر أيار المقبل، إضافة للوقت المبكر للحديث عن مسألة المربع الذهبي ونهائي دوري الأبطال الأوروبي؛ لكن كل ذلك سيتم تلخيصه في الـ 30 يوما القادمة التي يخوض فيها برشلونة أصعب مهماته فنيا وبدنيا.
معارك بدنية وفنية
يخوض برشلونة يوم الأحد أولى مهماته "خارج القواعد" في سعيه للحفاظ على نسقه المذهل وتصدره لترتيب فرق الليغا حين يواجه خصما قويا اسمه فياريال يتربص بالمراكز الأربعة الأولى ويسعى لإيقاف القطار الكتالوني السريع.
ولا تكاد صافرة نهاية المباراة تسمع، حتى يترك لاعبو برشلونة الدوليون فريقهم للتوجه لخوض معارك تصفيات كأس العالم في روسيا 2018 في أميركا الجنوبية وكذلك خوض مباريات رسمية وودية في قارة أوروبا مع المنتخبات، ما قد يشكل إرهاقا بدنيا كبيرا لأهم لاعبي الفريق.
الكلاسيكو معركة نفسية
ويشكل الكلاسيكو المرتقب في الثاني من شهر نيسان المقبل بعد عودة اللاعبين الدوليين لصفوف برشلونة بأيام قليلة فقط، محطة حاسمة للكثير من الأمور، فعلى صعيد الدوري فإن الفوز مطلب فني ونفسي للبلاوغرانا إذا ما أراد فعليا حسم المنافسة على لقب الليغا، كما أن الهزيمة أمام الغريم وإن لن تؤثر على صدارته للدوري حينها لكنها ستسهم في التأثير على نفسية اللاعبين لما بعدها من استحقاقات أهم محليا وخارجيا خاصة مهمة العودة وتعويض فارق النقاط والدخول في مسألة بذل مزيد من الجهود فوق الجهود المطلوبة أساسا.
أتلتيكو مدريد.. ورطة
ما إن يطوي لاعبو برشلونة صفحة الكلاسيكو سيكون أتلتيكو مدريد بانتظارهم بعد ثلاثة أيام فقط وبالتحديد في الخامس من شهر نيسان المقبل، في مباراة ذهاب الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، وتزداد مشاق الفريق الكتالوني حينما سيواجهه ريال سوسيداد بعد أربعة أيام في الجولة الثانية والثلاثين من الليغا خارج القواعد، وبعدها بأربعة أيام أيضا سيعود لمواجهة الإياب الحاسمة ضد أتلتيكو مدريد في 13 من الشهر نفسه.
ولن يرتاح البلاوغرانا بعد تلك المعارك، بل سيحارب في غضون أربعة أيام أخرى على جبهة الدوري الإسباني ومواجهتين صعبتين ضد فالنسيا في 17 نيسان وضد ديبورتيفو لاكورونيا في 20 منه، وهما فريقان صعبان وسبق أن تعادل معهما في مباريات الذهاب من الليغا.
ولو نجح النادي الكتالوني في تخطي كل تلك الصعاب في هذا الشهر المقبل بالذات، فإن ما تبقى له يعتبر ممكنا في الدوري الإسباني خاصة في ظل تبقي مباريات عادية غير شاقة، لكنه سيكون مطالبا بمواصلة القتال فيما لو نجح بتخطي عقبة أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا.
(العربي الجديد)