من اليوم الأول للحماسة التي أطلقتموها وتناديتم لحماية النظام السوري الأسدي، كانت لنا رسالة أخوة، ولأننا في السفينة عينها التي تحملكم وتحملنا، قدمنا مبكرا قراءة للخطأ التاريخي الذي قمتم به، وبعنوان "الخطيئة" وصفنا دخولكم كمحاربين في مستنقع النظام السوري التي ترسّبت فيه أوحال الظلم والبغي والمتاجرة بالإرهاب وفلسطين وكل المقدسات،وعشعشت الطحالب المذهبية والطائفية في مياه مستنقعه الآسن، ولم يبق إلا نقيق ضفادع المنتفعين تعلوا طلبا للإسترزاق في عزف سيمفونية الممانعة، وأدخل نشيد المقاومة الذي كان مكرّما في كل الساحات العربية والإسلامية بعد الإنجاز التاريخي عام 2000، لكنه سرعان ما حوّله هذا النظام إلى المتاجرة والتترس خلف الصورة المحببة للمقاومة عند كل العرب والمسلمين، ظنا منه أنه يتستر بها على كل عوراته وارتكاباته، ومجانا أعطت المقاومة المنتصرة في لبنان كل رصيدها في حماية سقف بدأ بالإنهيار واحتجز النظام تحته كل مواردنا البشرية والمعنوية والمادية، والسقف ما برح يترنح ويكاد يسقط على رؤسكم فهل من رشيد ؟
إنّ الدول الكبرى اليوم تجري جردة حساب لمواقفها بين الربح والخسارة، ويكون ذلك دوريا أو فصليا أو سنويا، وها هي دول الإقليم تقوم بالمراجعة وإعادة التموقع حسب الحاجة وتقدير المصلحة، فهل أنتم استثناء بين الأمم والجماعات؟
إن سوريا كلها قبل تقسيمها، تعتبر دولة صغيرة بمقاييس الدول مواردها وإمكاناتها، ولو أنها كانت كبيرة على لبنان وشعبه حيث عمل النظام السوري على إخضاع اللبنانيين لسطوته التي استمدها " عريفا للصف" وهو لا يعدو أكبر من ذلك عند المعلم الدولي الذي يتلهى عن شغب تلاميذه بمعلمة ومعلمات فظنّ عريف الصف أن دوره هذا لا يُستغنى عنه، وظنّ صغار الطلاب أن العريف هذا له حظوة عند أربابه وتمسكوا به وهم لا يدرون أن اللعبة أكبر وأن الإدارة في مكان آخر .
وبعد خمس سنوات من اللعب والشغب في مدرسة الشغب الشامي من المستحسن مراجعة المواقف والخطى والرؤى والإنسحاب قبل فوات الأوان .
بوتين "أبوعلي " كما وصفتموه ذات يوم، قرر أن يلتقط أنفاسه وهو لم يُشيّع أعداد ما شيّعتم من الأفراد والقادة كنا ندّخرهم لريب الزمان في مواجهة الصهاينة المتربصين بنا شرا .
وبكل جرأة قرّر بوتين هذا الإنسحاب فهل لكم جرأة الكبار وتعيدون النظر في الربح والخسارة وتقررون الإنسحاب ؟
إن ذلك لا يسترجع ما خسرناه من بهاء ونقاء وجه لم نحصل عليه إلا بشقّ الأنفس وبذل المُهج في مقاومة كلفتنا خيرة شبابنا .
إرجعوا إلى تاريخكم في مدرسة الوقوف إلى جانب المظلوم وارجعوا الى أصلكم في لبنان الذي يحتاج الى المزيد من التضحية والبناء .
إرجعوا إلى دينكم الذي تشظّى جرّاء فتنة مذهبية مقيتة .
خمس سنوات على حرب تائهة رسالة إلى الإخوة في حزب الله
خمس سنوات على حرب تائهة رسالة إلى الإخوة في حزب...الشيخ عباس الجوهري
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
2820
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
تعليقات الزوار
موضوع جميل ونصيحه رائعه ولكن هل من مستمع . اما بالنسبه لما اشيع عن دور المقاومه في اخراج اسرائيل عام 2000م فهذه كذبه كبيره صفقنا لها جميعا عن جهل لمعرفتنا بما حصل في اجتماع الاسد الاب وكلنتون واسحاق رابين فقد اتفق الثلاثه على الانسحاب من لبنان ما عدى مزارع شبعا ليكون للمقاومه سبب في الوجود واشيع ان المقاومه اخرجت اسرائل . اما بخصوص بوتن واتخاذه قرار الخروج من سوريا فهذا لان بوتن حر في قرراته واما حزب الله فلا يملك اتخاذ القرار فهو اداه في يد ايران وهي المستفيد من كثرة اقتتال العرب فيما بينهم بغض النظر عن دينهم او طائفتهم فالفرس اشد عداء للمسلمين وللعرب اكثر من اليهود
الإسم: ابو عمار
21 آذار 2016
إن موقع لبنان الجديد لا يتحمل مسؤولية التعليقات وغير مسؤول عنها.
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro