بداية اتصور انه لا بد من الحديث عن الامراض الاجتماعية التي تعصف في مجتمعنا اللبناني اليوم و خصوصا التعصب والحقد والنزاعات و حتى لا نسهو و نختلف و نتشاجر حول مضمونها فقد نشهد ايضا تراجعا للقيم كالمحبة و الحوار و السلام فما هي سلبيات هذه القيم و كيف يسعى جمعية فرح العطاء ان تحصن السلم الاهلي من جديد ؟
ان اول ما اراه هو ان التعصب نقمة كبيرة لدى الافراد و الجماعات و هذا التعصب و الحقد يولد اثارا سلبية كبيرة بين الافراد و الجماعات و الامم فهو يؤدي الى تشرذمها و ضياعها و وضعها في الحضيض ... و معنى هذا ان الحقد هو وليد التعصب و هو يستشري في الامة كالرياح العاتية و من ابتلي به عاش مقهورا باءسا مشردا ...
وهذا ما نشهده اليوم في عالمنا العربي و اخص بالذكر بلدي لبنان بفعل التجاذبات السياسية التي تفرق بين الاخ و اخيه والتي فرقت بين كل اللبنانيين فبات ظلام الفكر و ظلام الحقد يلف اطياف الوطن .. وكما ان النزاعات الدائرة اليوم سببها الحقد و التعصب كذلك هي نتائج هذه الافات التي هي نتائج و خيمة تؤدي الى الفوضى المتنقلة من مكان الى اخر لا يستطيع احد ايقافها لان اصحابها فقدوا لغة العقل و بات الحقد هو السيد المطاع ..
من هنا تأتي مبادرة فرح العطاء التي ان دلت على شيئ فهي تدل على حب اللبنانيين لوطنهم و تضامنهم من اجله لذلك ما حصل اليوم هو اعادة اللحمة و المحبة الى ابناء لبنان الذين تفرقوا بفعل الفتنة وبفعل هجمة تلك الافات وهذا لا يعني يدفعنا الى اليأس وذلك ان قيم المحبة و التسامح و الاحترام و الحوار و السلام سيكون لها الكلمة الفصل في نهاية المطاف ...
لا للفتنة شعار وضع اليوم على يافطات حملها الصغار و حملو العلم اللبناني مؤمنين ان الحوار وا لمحبة و السلام هي فضاء واسع يحلق فيه كل طائر اراد ان يغرد نشيد الامن و الطمأنينة لحياة الشعوب و الامم ...
وهنا نتذكر قول الشاعر : "احبب فيغدو الكوخ كونا نيراً وابغض فيمسي الكون سجنا مظلماً "
من هنا فرح العطاء و المجتمع المدني حرصوا ان يكونوا مع ترسيخ هذه القيم بلا شك و بلا تردد فهي السبيل الوحيد للخروج من ازماتنا و كما ان الطبيعة تفرح بخيراتها و بهوائها اللطيف و بشمسها المشرقة كذلك هي مجتمعاتنا تفرح بمحبتها و تأنس بتسامحها و تهدأ بسلامها و احترامها ..بناءاً عليه لا يكفي ابدا ان ننادي بالمحبة و السلام انما يجب علينا ان نسعى جميعا الى تطبيقها في عقولنا و ثقافتنا في مدارسنا و مجتمعاتنا للخلاص من شبح الافات ... فمتى تشرق شمس الفضائل على نفوس اللبنانيين
(ياسر الجوهري)