لا يكاد يمر يوم علي اللبنانيين من دون ان يبشرنا فيه واحد من المسؤولين بفضيحة جديدة، وعادة ما تكون اعظم من سابقاتها، حتى صارت الفضائح المالية وصفقات الاشغال وسمسرات المشاريع وشبكات الانترنت غير الشرعية وغيرها من الخبريات المستهلكة والسخيفة فعد تلوث مياه الشفى وشركات التعبئة وبعد الملاحم والمطاعم ومعامل الالبان والاجبان الغير مطابقة للمواصفات، جاءت خبرية القمح المسرطن! الملفت ان خبرية السرطنة، وان جاءت على لسان وزير الصحة، الا انها لم تحرك ساكنا، وتكاد لا يكون لها اي اثر في حياة اللبنانيين، فباستطلاع بسيط يمكن ان تكتشف بسهولة ان لا احد من اللبنانيين على الاطلاق توقف او قلل او حتى حاذر من تناول الخبز بشكل يومي كالمعتاد، وعند الاستفسار عن هذه الظاهرة يعزو احد المختصين بعلم النفس الاجتماعي هذه الحالة الى احدى امرين
1- لم يعد السرطان بنظر اللبناني يشكل مرض اخطر من الطبقة السياسية التي تعيش بيننا
2- في اللا وعي عند اللبناني استبشر خيرا من خبرية التسرطن لما يمكن ان تشكل هذه الخبرية من حل وحيد عبر الانتحار الجماعي قد يصيب الطبقة السياسية ايضا لانهم باعتقاده يتناولوا نفس الخبز المسرطن ايضا، وبناءا على هذه الفرضية يكاد اللبناني يقول : مرحبا بالسرطان .