في دبي، ثمة مَن يحترم المُشاهد ويتمهّل أمام رغباته. التغريدة واضحة: “نزولاً عند رغبة المشاهدين ومراعاة لطلب الجمهور، تعلن قناة “دبي” إيقاف برنامج الملكة”. لم تتوقّع أحلام أنّ للعجرفة حدوداً. شطحت في الزعم بأنّها إلهة والبشر حولها يركعون. الجمهور يضغط ويقرّر. هذا ما ينبغي أن يحدث من الآن فصاعداً، خصوصاً أمام محتويات من نوعية ما قُدِّم ليل الثلثاء عبر “دبي”.
حلقة واحدة تكفي لتضع القناة حداً للتبجيل المُضخَّم، ولجنون العظمة السيئ الذكر، ميزة أحلام وأبرز خصالها. حلقةٌ كان يُفتَرض أنّها امتحانٌ للمشتركين الـ12 “رفاق” أحلام في مشوار البرنامج وتحدّياته.
كيف أتت النتيجة؟ ذلٌ في مقابل تشاوف رهيب. أنانية متورّمة. مرآة غشّاشة. وتعالٍ. وفدت الحاشية إلى الحلقة أشبه بمَن يزحف حافياً. هذه تبكي ولا تصدّق أنّ عينيها تريان الملكة (!)، وأخرى تسرد مناماتها قائلة إنّ أحلام أنقذتها من عنف زوجها وأمرتها في الحلم بأن تنتفض! ترّهات بالجُملة. حتى أنّ مشتركاً أجاب ببلاهة: “نعم، إن طلبت أحلام كليتي، فسأعطيها!”. الدموع شلالات وأحلام تفلش ريشها. طاووسٌ أدّبته “دبي”. قلّمت جناحيه وقالت له “توقّف”.
النجاح تواضعٌ وقلبٌ جامع وروحٌ دافئة. الأنا تنقلب على صاحبها وتحوّله نموذجاً نافراً. تدوسه وتجعله يرى الدوس هدهدة. أحلام تنتشي بمشترك يقف أمامها كما يقف جندي أمام أباطرة عصور مظلمة.
تبتهج وهو يهلّل لها. تُظهر أسنان اللؤلؤ وتتفاخر بها. كيف إن قالت مشتركة إنّ حلم العمر إنجاز تسريحة شَعر لها؟ وإن صرّحت أخرى بأنّها مستعدة لكلّ شيء من أجلها؟ الهذيان كثير والأعصاب لا تتحمّل. “دبي” استجابت لغضب “تويتر” وأنهت كلّ شيء بلحظة. الجمهور في النهاية ليس خاتماً في إصبع.
على سيرة الأصابع، راق أحلام أن تهندس برنامجها وفق حبّ الخاتم. بماذا يفوز المشترك الذي يؤدّي فروض الطاعة ويرضي أمزجة الملكة؟ بخاتم حلومي! مملكة من ورق، بشخطة قلم سُوّيت أرضاً.
(دبي)