ما إنْ انهت كوثر اعمال المنزل، حتى تلقت اتصالا هاتفيا من زوجها السجين، طالبا منها وعلى وجه السرعة إحضار اغراض لزميله في الزنزانة من طعام وألبسة.  

لم يتسنّ لكوثر ان تبدي اي اعتراض على طلب زوجها الذي اقفل الخط، ولم يكن في نيّتها ان تعترض على طلبه في الاساس. فعلي ن. الذي سبق ان استحصل على حاجته من المخدرات من سجناء في رومية، كان يهتم بزوجها المشلول في سجن زحلة ويقدم له المساعدة التي يحتاجها.

  ارتدت كوثر ثيابها وتوجهت الى المكان الذي حدده له زوجها لاستلام الاغراض المطلوبة. "قرب محلات السي سويت ينتظرك شاب هناك"- قال لها زوجها - وبالفعل التقت بصديق علي وسلمها اغراضا بينها "صحون لحمة مشوية".

هذه الصحون كان قد اضيف عليها بعض "المطيّبات" من المخدرات التي تم اكتشافها على جهاز السكانر عند نقطة التفتيش على باب السجن. اعتقلت كوثر فيما خرج زوجها بعد الحادثة كون الاغراض لم تكن له ولكونه قد امضى محكوميته حيث اوقف لعدم حيازته اوراقا كونه سورياً.  

"برتيّة" المخدرات وهي عبارة عن "طلبية والتي يستخدمها التجار، وضعت كوثر في السجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة ترويجها المخدرات داخل سجن زحلة، حيث اصدرت المحكمة العسكرية حكما بحقها وبحق علي ن. الذي تعود له "البرتّية" قضى بسجن الاخير مدة خمس سنوات فيما اعلنت المحكمة براءة سجينين اخرين لعدم كفاية الدليل.  

احد السجينين الذي برّئ حسن ع. "احتار" في امره" وفق ما ادلى به، "فنحن اعتزلنا المصلحة (ترويج المخدرات) وتبنا، واذا حاربنا تجارة المخدرات وترويجها نُتّهم".

وهو نفى والسجين الآخر يوسف أ. علاقتهما بهذه القضية فيما "حمل" علي ن. القضية على عاتقه وأقرّ بان المخدرات التي ضبطت عائدة له وانما للاستعمال الشخصي كونه يتعاطى وليس للترويج. واعطى اسم الشخص الذي سلّم المخدرات الى كوثر في المكان الذي حدّده لها زاعما انها لم تكن تعلم محتوى الاغراض. وقال انه كان يدفع ثمن "البضاعة" تحويل دولارات للشخص، موضحا انها المرة الاولى التي يحاول فيها ادخال المخدرات الى السجن والتي دفع ثمنها ما يعادل المئة دولار. لكنه ادلى بانه سبق ان تواصل مع سجناء اخرين في سجن روميه حيث كانوا يرسلون له مخدرات من دون ان يذكر الطريقة.

  وافاد يوسف أ. انه لا يعرف علي ن. انما افتعل اشكالا في السجن مع الشاويش بعد ضبط المخدرات، التي لا يتعدى وزنها الـ270 غراما، "كي اعرف لمن تعود البضاعة"، وقال: "حاولوا ان يلبسوني القضية قبل ان نعلم ان البضاعة لعلي لان جسمي لبّيس" موضحا انه موقوف منذ ثماني سنوات بقضايا اخرى.  

اما حسن ع. فافاد بانه شاويش احدى الغرف. وقد "اعطى تعليماته" لنزلاء الغرفة ومنهم علي ن. بعدم ادخال اي ممنوعات. وقال: "صحيح انني موقوف بدعاوى مخدرات انما اعتزلنا المصلحة وتبنا". واوضح انه قام بطرد علي من الزنزانة بعدما علم بان المخدرات تعود له.  

يذكر ان هذه القضية تعود الى ما قبل العام 2014.

لبنان24