لم يكتفي الروسي بالإنسحاب من سوريا بشكل مفاجئ للجميع , للتدليل على خلاف ما قد وقع ! , بل إستكمل الادلة على خلاف واضح في وجهات النظر مع النظام وحلفائه , بالإشادة بالدور السعودي , وعدم ذكر أي دور للنظام وحلفائه ببذل الجهود المطلوبة للحل السياسي , الذي بات المخرج الوحيد للأزمة في سورية بعد تعثر الحل الامني والعسكري , كما جاء على لسان وزير الخارجية لافروف أمس , حيث قال :نحن نثمّن ان السعودية وأميركا دعمتا الجهود المبذولة من قبل مبعوث الأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، من أجل تسوية الأزمة السورية، معربا عن أمله في إمكانية إحراز تقدم في العملية السياسية، وكذلك في مجال تشكيل "جبهة قوية لمواجهة الخطر الإرهابي في الشرق الأوسط".
وأضاف لافروف نحن نقدر ما بذله الشركاء السعوديون من أجل إحلال السلام ومحاربة الارهاب . هذا يعني أن خطر الارهاب ما زال قائما كما كان قبل الدخول الروسي , وبالتالي لم يحقق الدخول الروسي الاهداف التي أعلن عنها بداية دخوله المعركة التي هي , مسح الارهاب وإزالة هذا الخطر المحدق بالجميع . كما يحاول البعض تبرير الانسحاب الروسي بأنه قد حقق الاهداف في إضعاف الخطر الارهابي أو إزالته .
وتصريح لافروف أيضا في الاشادة بدور السعودية في إحلال السلام في الشرق الاوسط , وفي سورية خاصة , يتعارض مع موقف النظام وحلفائه , الذين يُصرون على ان السعودية هي مصدر الارهاب والداعمة له , هذا كله مع ما لا نعرفه بالتفصيل من خلاف وأهداف جديدة روسية , يدل على ان الروس قد إنسحب من حلف الممانعة وأدار ظهره للأصدقاء , وهذا ليس غريبا عليه لأنه قد فعلها مرارا وتكرارا , منذ أن تخلى عن جمال عبد الناصر , ليلة القبض الاسرائيلي على كافة المطارات العسكرية والمدنية المصرية , كذلك قد تخلى عن الرئيس صدام حسين ليلة القبض الاميركي على منابع النفط في العراق .
ماذا بقي من رهان عند حلف الممانعة , بعد الانسحاب الروسي منه , غير الاتكال على الله , وتبني شعارات الثورة السورية القائلة , ( ما إلنا غيرك يا الله ) , أو البحث عن حليف بديل مؤقت طبعا .