كشفت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة في موسكو عن فحوى المكالمة الهاتفية التي وصفت بـ "العاصفة" بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد، وسبقت قرار الكرملين بسحب جزء كبير من القوات الروسية من سوريا. وقالت المصادر إن بوتين عرض على الأسد اقتراحات تتعلق بمفاوضات جنيف، وأن الأخير كرر التمسك بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر، بحسب صحيفة الشرق الأوسط الخميس 17 مارس/آذار 2016.
وأضافت المصادر أن بوتين أبلغ الأسد قراره بالانسحاب من سوريا، وهو ما رأى فيه الأسد "ضربة قوية للحلفاء".
وذكرت المصادر أنها لمست استياء روسيًا من تصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل أيام.
وأوحت بأن بوتين طلب ترجمة حرفية لكل ما ورد في تصريحات المعلم، مشيرة إلى أن روسيا اعتبرت كلامه استفزازياً خصوصاً أنه جاء تزامنًا مع المفاوضات.
تسريع وتيرة الانسحاب قائد سلاح الجو الروسي فيكتور بونداريف قال في مقابلة نشرتها صحيفة كومسومولسكايا برافدا الخميس إن موسكو ستستكمل سحب معظم قواتها من سوريا في غضون يومين أو ثلاثة وواصلت موسكو لليوم التالي سحب قطعاتها العسكرية من سوريا، حيث غادرت أقل بقليل من نصف القوة الجوية الروسية الضاربة في سورية، خلال اليومين الماضيين، بحسب رويترز فيما يعد تسريعًا من الكرملين في وتيرة انسحابه الجزئي.
ووصلت أمس الدفعة الثانية من المقاتلات الروسية العائدة من سورية، وضمت سرب طائرات من طراز "سوخوي 25" وطائرة شحن عسكرية ضخمة من طراز "يوشين 76. وقالت وزارة الدفاع الروسية أن عملية الانسحاب تجري وفق خطة موضوعة، من دون أن تحدد عدد الطائرات والقطع التي تم سحبها، وتلك التي تستعد لمغادرة الأراضي السورية، بينما أشارت تقارير إلى أن موسكو سحبت خلال اليومين الماضيين نصف العدد الإجمالي لطائراتها المشاركة في العملية العسكرية.
وكانت موسكو أعلنت في وقت سابق أنها أرسلت 50 مقاتلة من طرازات مختلفة إلى سورية، لكن هذا الرقم لا يشمل المروحيات وطائرات التجسس من دون طيار.
محادثات منتظرة وأعلن الكرملين أن المحادثات الروسية – الأميركية المنتظرة الأسبوع المقبل ستركز على الملف السوري. وينتظر أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرئيس بوتين ونظيره الروسي سيرغي لافروف. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "أن موسكو وواشنطن تحصران اهتمامهما في الوقت الراهن على المسار السياسي".
احتمالات العودة وعلق بيسكوف على تصريح مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان عن احتمال إعادة القوات الروسية إلى سورية بالقول: "بعيداً عن التكهنات في هذا الموضوع القرار بيد الرئيس الروسي وحده".
وقالت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا إن الانسحاب "لن يضعف الأسد"، لكنها شددت أن "روسيا لم تدعم أحداً في سورية، وهي عززت فقط موقف الجيش السوري الرسمي ضد المجموعات الإرهابية، وبذلك كانت تحمي مصالحها الخاصة ولم تدافع عن مصالح أطراف ثالثة".
في بغداد، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن بلاده غير متأكدة من جدية الانسحاب الروسي. وأضاف: "رأينا من قبل في أوكرانيا روسيا تتحدث عن انسحاب ويتبين بعد ذلك أنه مجرد تناوب بين القوات".
مفاوضات جنيف وعلى صعيد المفاوضات وواصل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لقاءاته مع الأطراف السورية في جنيف، بلقائه للمرة الثانية وفد الحكومة برئاسة بشار الجعفري وممثلين من شخصيات معارضة. وأكدت مسودة الوثيقة التي وضعتها "الهيئة التفاوضية العليا" المعارضة التمسك بتشكيل هيئة انتقالية ضمن برنامج زمني و"رفض أي ترتيبات مقبلة سواء في المرحلة الانتقالية أو بعدها للأسد" مع التمسك بـ "إعادة هيكلة وتفكيك" بعض مؤسسات الجيش والأمن.