أنا مَنْ مللتُ الحزنَ
وسئمتُ أوجاعَ قلبي
عبّأتُ أحلامي في خربشاتِ الصّمتِ
وهززتُ بيدي سريرَ نومي
لا عدتُ في قافلةٍ تسيرُ لصبوٍ
ولا عادَني قسوٌ في همّي
أنا البكماءُ التي ما شاءَتْ تُقِرُّ بنحرٍ
أنا العمياءُ التي حين أتيتَ ربيعاً 
فاتَها أنّ العطرَ فجرٌ
أنَّ ملامسةَ الضّحى ما هيَ وهنٌ
فسكبتْ في قدحِ الوقتِ رصاصةً
وأنكرتْ أنَّ السّماءَ بحرٌ
أنْ في معطفِ الحبِّ جمالٌ
وكانتُ تسيلُ خطَّ أفقٍ
يبكي من شجنٍ فارقَ نفسَهْ
وكم كنتُ طرشاءَ حين عادتِ الرّصاصَة
ما تحرّكتُ حينَ أجهشَ قلبي
ما عبئتُ بحشرجةِ موتي
وتركتكَ تضحكُ تتفرّجُ مثلي
وتركتكَ تكتبُ تجلدُ وردي
اليومَ باسلةٌ أنا 
أنامُ في متاهاتِ حضني
لا شهوةَ فيَّ لا غيرةَ 
ولا استشاطَ لبعدِكَ حزني
ولا متُّ سوى مرّةٍ
ولا متُّ سوى أخرى
سوى تكرارٍ مِن حظِّهِ أنّي
غبتُ فيكَ كصيفٍ
فكنتَ بأصالةٍ أزيزَ الوهمِ

‫#‏راشيل‬