بكلّ ثقة وبابتسامة لم ترافق ثغره توجّه وزير التربية والتعليم العالي الياس ابو صعب إلى الشباب الذين ينصتون إليه ويصفّقون له عند كلّ عبارة يتفوّه بها قائلا:"أنا بدي اسألكم شو رح تستفيدوا من اللغة العربية لمّا بكرة بدهم يروحوا يشتغلوا"
هذه العبارة التي قالها في برنامج حكي جالس مع الإعلامي "عادل كرم"،للوهلة الأولى استوقفتني وأخذتني إلى عمق المشكلة الأساس التي يعاني منها جيلنا في فهم واستيعاب اللغة العربية، والتي تبدو ظاهريا صعبة للغاية لكن بوجود أشخاص ملمّين قادرين على تبسيطها فإنّها بالتأكيد ستصبح سهلة وواضحة للجميع.
لكنّ المشكلة أن يتساءل وزيرا يُعتبر من أنجح الوزراء وأغلبهم شعبية عمّا ستقدّمه اللغة العربية لمن يتعلّمها، فإنّني كطالبة لستُ على دراية بكلّ جوانب لغتي الأم أجيبه بأنّ اللغة لن تقدّم لي أيّ إضافة على عملي المستقبلي هذا إن وجدت فرصة عمل أصلًا، وربّما أيضًا لن تجعلني ببراعة الذين يتحدّثون اللغات الأجنبية متفاخرين بذلك إلّا أنني على يقين أنّها ستجعلني أكثر فخرًا منهم إذ أنّني تعلّمتُ اللغة التي يسعى الغرب إلى الخوض في مكنوناتها، وعرفتُ قيمة الشّعراء والأدباء في موطني..
هذا ما سأستفيد منه إن تعلّمتُ اللغة العربية وهذا ما أنا متأكّدة منه أنّني ربّما سأجد عملًا بسبب لغتي الأم.
فيا أيها الوزير الذي طالما افتخرتُ بك وبإنسانيّتك اسمح لي بالقول أنّني اليوم بتّ أشفق على تفكيركم.
ففعلًا هُزلت عندما يتفوّه حماة اللغة بكلمات تحبط حماس الطلاب في تعلّم اللغة العربية وهُزلت عندا نجد أد وجهاء الوطن يقول هذه الكلام، فهل سمعنا يومًا أجنبيّا يتحدّث بهذه الكلمات.عن لغته؟