تشكل فترة الدورة الشهرية سبباً لإحساس عدد كبير من النساء بالألم، فيشعر البعض منهن بالإعياء والرغبة الدائمة في النوم، نتيجة التبدلات الهرمونية والفيزيولوجية التي تطرأ على الجسم خلال هذه المدة.
وتعد آلام أسفل الظهر من أكثر الأعراض المرافقة للدورة الشهرية شيوعاً بين النساء، وهي تنتج عن تقلصات الرحم، والتي تنتشر عبر شبكة من الأعصاب إلى منطقة الحوض. وخلال محاولة هذه التقلصات الانتقال خارج بطانة الرحم، تضغط على الأوعية الدموية في هذه المنطقة، ما يقطع إمدادات الأوكسجين عن العضلات المجاورة.
ويقول الدكتور هومان دانيش مدير قسم الآلام التكاملية في مستشفى "ماونت سينا" بنيويورك لصحيفة هافينغتون بوست الأميركية: "تعاني العديد من النساء من آلام أسفل الظهر خلال فترة الدورة الشهرية، وهذه الآلام ناتجة عن تقلصات الرحم للتخلص من البطانة التي تراكمت خلال الدورة الشهرية الماضية".
ويشار إلى هذه الظاهرة باسم "الألم المرجعي" وهو الألم الذي يشعر فيه المريض بمكان ما من الجسم، مختلف عن المصدر الأصلي، فعند اقتراب موعد الدورة الشهرية، يبدأ الرحم بالتقلص استعداداً للنشاط القادم، وهو أمر شائع وطبيعي، ويمكن أن يؤثر الألم على الفخذين بالإضافة إلى الظهر.
وعلى الرغم من أن هذا النوع من التقلصات لا يدعو للقلق، إلا أن زيادة التشنجات لتصبح أكثر سوءاً مع مرور الوقت تستدعي زيارة الطبيب المختص، فربما تكون إشارة إلى وجود التهابات في بطانة الرحم، أو أمراض أخرى مثل الأورام الليفية في الرحم أو التهاب منطقة الحوض.
(24)