أدرج رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الإعلان الروسي عن انسحابه من سوريا في خانة المتغيرات الإقليمية غير المتوقعة، وقال في حديث مع مراسلي الصحافة العربية إنه في هذا اليوم 15 مارس يكون مضى على الحرب السورية خمس سنوات، وقد استطعنا في لبنان أن نصمد وأن نتجنب أذاها المباشر ومازلنا صامدين رغم وجود مليون ونصف المليون نازح سوري.
سلام توجه إلى الإخوان العرب عبر مكاتب صحفهم في بيروت، مشيرا إلى وجود أخطاء حصلت مع دول الخليج العربي بسبب أوضاع ضاغطة وحساسة لكن اللبناني لا يمكن أن ينسى احتضان دول الخليج له، وقال إننا نحفظ الفضل ولا ننكر الجميل.
الرئيس سلام واثق من أن قادة الخليج وعلى رأسهم خادم الحرمين الملك سلمان لن يتخلوا عن لبنان حتى لو كان ثمة عتب في مكان ما ولا انطباع عنده ان هذه الدول يمكن أن تعزل لبنان أو تحرمه.
سلام مرتاح إلى جهوزية الأمن في لبنان واستشهد على ذلك بالقبض على قتل المواطنين الكويتيين الثلاثة في غضون 24 ساعة وقبلها بإطلاق سراح المخطوف الكويتي محسن العجمي منذ شهرين وتدليلا على محبة الخليجيين للبنان قال رغم التحذيرات مازال عندنا 16 ألف مواطن خليجي بينهم 6700 كويتي.
وأضاف سلام: إننا نعيش متغيرات إقليمية متسارعة فمن كان يتوقع القرار الروسي بالانسحاب المعلن عنه من سورية حتى من كان يتوقع الدخول الروسي، ان المعلومات التي تتلقاها دولنا ضئيلة قياسا على ما يتوافر للدول الكبرى وحتى إسرائيل عدونا الأكبر استطاعت اختراق أجهزة الدول الكبرى.
ولاحظ الرئيس سلام أننا اليوم نعيش ذكرى مرور خمس سنوات على الحرب في سورية وفي خلال الخمس سنوات هذه استطعنا في لبنان أن نتجنب الأذى والأضرار المباشر ومازلنا صامدين رغم وجود مليون ونصف المليون نازح سوري وحتى الدول الأقوى من لبنان اقتصاديا وأمنيا تعجز عن الصمود واستقبل اللبنانيون الإخوة السوريين بدون توجيه أو طلب أو مساعدة ولم يسجل أي احتكاك، وهذا ما جعل البنك الدولي يقدر ما تكبده لبنان عام 2015 بخمس مليارات دولار وبإجمالي 13 مليار دولار منذ بدء الأزمة السورية حتى نهاية 2015، وقد كنا أسرع من دول العالم في كشف شبكات الإرهاب في كل المناطق.
وتوجه الرئيس سلام إلى الإخوان العرب في معرض الحديث عن فتور العلاقات بينهم وبين لبنان بالقول: نعم حصلت أخطاء مع دول الخليج العربي بسبب أوضاع ضاغطة وحساسة وربما حصل تقصير بمكان ما أو خطأ بمكان ما لكن اللبناني لا يمكن أن ينسى في يوم من الأيام احتضان دول الخليج له، ففي العام 1989 كاد لبنان أن ينهار لولا انتشاله من قبل الخليجيين في مؤتمر الطائف، وكذلك في العام 2008.
إننا نحفظ الفضل ولا ننكر الجميل، صحيح أن هذه الأخطاء أثارت غضب الإخوة العرب وعتبهم وتفهمت ذلك، علما انه ليس لدينا أي حجة لأذى أو جرح أو استهداف إخوتنا في الخليج، لا أقول ذلك من اجل مئات آلاف اللبنانيين الذين يرتزقون هناك ويرزقون، وقد كنت صريحا مع الإخوة بالقول: لا تتأخروا لحظة بترحيل لبناني إذا وجدتم أي أذى منه، إن استقرار الخليج عنصر أساسي في ظل انهيار المنطقة.
ويأمل الرئيس سلام أن يصل كلامه إلى الدول الخليجية الشقيقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، ويؤكد مجددا تمسكه بالإجماع العربي في وجه كائن من كان، نحن كنا نبحث عن لبنان العربي انه الحلم الذي سعينا إليه ونتذكره في مبادرة السلام العربية التي اطلقها المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز من بيروت عام 2002 بإجماع عربي غير مسبوق.
وسئل ما الذي تطلبه الدول الخليجية من لبنان؟ ولماذا لم تستطع أن تمون على حزب الله، قال إننا نحاول بكل إمكاناتنا تصويب الأمور، والعمل من أجل مواقف جماعية بقدر ما استطيع، أما أن أترك الحكومة وأذهب وحدي فذلك يرتد سلبا على البلد.