وسط تبدلات في موازين القوى العسكرية والسياسية في ما خص الصراع في سوريا، بعد الخطوة الروسية بسحب القسم الأكبر من وحداتها العسكرية والطائرات واعادتها إلى مواقعها في بلادها، سلكت الأجندة السياسية المحلية مسلكاً، فحواه: ان الاستقرار اللبناني هو المدخل لانتخاب الرئيس وإعادة احياء المؤسسات وإزالة النفايات، ومعالجة التوتر في علاقات لبنان، على خلفية سياسات «حزب الله» مع دول الخليج، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية.
1- استئناف الحوار بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» في جلسة مكتملة الحضور مساء اليوم، في حضور وزير المال علي حسن خليل الذي كشف ان حوار اليوم «سيكون في أعلى درجات الحرص على ان يصل إلى نتيجة تخفف من التوتر، نتيجة الاشتباك السياسي على مستوى المنطقة».
وعلمت «اللواء» ان وفدي «المستقبل» و«حزب الله» يعكفان على اعداد جدول أعمال يتناسب مع التطورات، ويتوافق مع الطموحات المرجوة بخفض التوتر، وتوفير مساحة تفاهم مشتركة على دعم القوى الأمنية، بما في ذلك توفير الأرضية للحكومة لإنجاز خطة إزالة النفايات المتراكمة من الشوارع، عبر المطامر المستحدثة التي تتواصل الاتصالات من أجل ان توضع موضع التنفيذ.
2- استئناف جلسات الحكومة بنصاب شبه مكتمل، وبتوجيه لإنجاز ما يمكن إنجازه من مواضيع عالقة على جدول الأعمال في الجلسات الماضية، وتقتضيها مصلحة المواطن، ولا يمكن التساهل بعدم بتها.
وعلى هذا الصعيد، أكّد الرئيس تمام سلام في «اليوم العالمي لحقوق المستهلك»، ان الحكومة تعمل اليوم بشكل متعثر في ظل الشغور الرئاسي والشلل التشريعي، معتبراً انه تمّ التوصّل بشق الانفس إلى «حل مؤقت بانتظار حل مستدام لازمة النفايات»، لكنه رفض الاستسلام أو التوقف امام السلبيات أو الغوغائية، معلناً انه «في اللحظة التي اعتبر فيها ان الصبر لم يعد ينفع، وأن الأمور نفذت فلن أقصّر في اتخاذ المواقف التي تحمي المواطن والوطن» (ص 2).
ومن هذه الوجهة، يترأس الرئيس سلام قبل ظهر غد الخميس، الجلسة العادية لمجلس الوزراء، وقال مصدر وزاري ان المجلس سيستكمل درس بنود متراكمة من جدول أعمال سابق.
3- وبعد غد الجمعة، من المفترض ان تسلك خطة المطامر لطمر النفايات ورفعها من الشوارع طريقها إلى التنفيذ، وفقاً لما أكده وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج لـ«اللواء».
وأضاف انه متفائل أكثر من ذي قبل بتطبيق الخطة، بعدما استوضح حزب الطاشناق، ممثلاً بامينه العام النائب هاغوب بقرادونيان الرئيس سلام بعض النقاط المتعلقة بمطمر برج حمود.
وعلمت «اللواء» ان حزب الطاشناق كان متوجساً من إقامة معمل لفرز النفايات في برج حمود، ومن جعل النفايات في المنطقة، وأن جواباً أتاه أن لا داعي لإقامة معمل هناك خصوصاً وأن معمل الكرنتينا قائم.
أما بالنسبة إلى جبل النفايات، فأوضحت المصادر أن الجميع كان يتحدث عن معالجة هذا الجبل منذ ثمانية أشهر.
وفي تقدير الوزير دو فريج أن وفد الطاشناق تفهّم الموضوع وسمع توضيحات حول هواجسه، وهو ما عبّر عنه بقرادونيان بقوله بعد الاجتماع بالرئيس سلام في حضور الوزير أكرم شهيّب بأن الاجتماع كان إيجابياً، وأنه أعطى لنفسه وللجنة المركزية لحزب الطاشناق مهلة حتى مساء اليوم.
وفي المعلومات أن أجواء الاجتماع الذي استمر قرابة الساعة والنصف كانت إيجابية جداً ، ونقل بقرادونيان خلال الاجتماع هواجس أهالي المنطقة والمعنيين حول مطمر برج حمود وتساؤلات حول الحوافز التي ستستفيد منها البلدية، فكان ردّ واضح وصريح من قبل الرئيس سلام والوزير شهيّب ومن رئيس مجلس الإنماء والاعمار نبيل الجسر حول هذه الهواجس والتساؤلات، مما ترك ارتياحاً لدى بقرادونيان الذي سينقل كل ما سمعه إلى اللجنة المركزية لحزب الطاشناق اليوم.
سجال برّي - عون
سياسياً، وفيما كانت الأنظار تتجه إلى أبعاد الخطوة الروسية وانعكاساتها على الوضع في لبنان، لم تمر المواقف التي أعلنها النائب ميشال عون مساء أمس الأول من دون موقف يحمل دلالات ذات تأثير على الجلسة النيابية المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية الأربعاء المقبل.
وقد اعتبرت حركة «أمل» بلسان وزير المال أن موضوع الرئاسة هو المفتاح لحل الكثير من أزماتنا السياسية، وقال: «هنا نسمع الكثير عن دور المجلس وبكل صراحة لا يمكن أن نشكك بشرعيته ودستوريته عندما يكون مخالفاً لمصلحتنا أو مصلحة إنتخابية، ونقبل بدور هذا المجلس عندما يحقق مصلحتنا ويوصلنا إلى الموقع الذي نريد»، معتبراً أن من واجب الجميع الانتقال إلى المجلس لانتخاب الرئيس، معرباً عن ارتياح فريقه للمرشحين وتوجهاتهم الوطنية.
وهذا الموقف يعبّر عن توجّه جديد لحركة «أمل» والكتلة النيابية التي يرأسها الرئيس برّي بما خصّ إنهاء الفراغ الرئاسي.
الإنسحاب الروسي
وبقدر ما بقيت الأوساط السياسية اللبنانية منشغلة بالمشكلات اللبنانية الداخلية، كان سفير الاتحاد الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين يلتقي كبار المسؤولين وبعض القيادات السياسية لوضعها في قرار سحب القسم الأكبر من الوحدات العسكرية الروسية من المعركة في سوريا. فمن السراي أكد زاسبيكين لـ«اللواء» أن قرار الرئيس بوتين مدروس، وأن الانسحاب هو دليل قوة للاتحاد الروسي، فيما وصف الرئيس سعد الحريري 15 آذار «باليوم المجيد في تاريخ الشعب السوري، في الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة»، معتبراً أن لسان حال السوريين: «إرفعوا أيدكم عن سوريا وعودوا إلى بلدانكم» في إيحاء فسّر بأنه دعوة لحزب الله للإقتداء بالقرار الروسي.
ولم يغب القرار الروسي عن مداولات كتلة «المستقبل» النيابية التي اجتمعت أمس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وقال مصدر في الكتلة أنه جرت «دردشة» أولوية حول القرار الذي يمكن أن يُساعد على الحل السياسي في سوريا، لجهة العودة الى توازنات القوى العسكرية والسياسية» في هذا البلد الذي معصف فيه الحروب التدميرية.
وأوضج المصدر  ان الكتلة لم تتطرق إلى موضوع جولة الحوار مع «حزب الله» اليوم، باستثناء الإشارة إلى ان وفد «المستقبل» سيكون كاملاً، وأن الجولة ستكون بنصاب كامل.
في هذا الوقت، كان المبعوث الخاص للمفوضية العليا للاجئين الممثلة انجيلينا جولي تزور مخيمات النازحين السوريين في شرق مدينة زحلة.
وفي إشارة تضامن مع هؤلاء عقدت مؤتمراً تحت المطر، وهي تبتسم، واصفة النازحين السوريين بأنهم «أبطال استثنائيون».
ولفتت إلى ان هناك حالياً 4.8 مليون لاجئ في المنطقة فضلاً عن 6.5 مليون نازح داخل سوريا، وهذا العدد أكبر من الذي سجل إبان الحرب العالمية الثانية، آملة لو كانت في سوريا تساعد المفوضية على مواكبة عودة هؤلاء إلى منازلهم.
حزب الله
على صعيد الإجراءات الخليجية ضد «حزب الله»، أوضحت الداخلية السعودية أمس ما جاء في بيانها الأخير لجهة ملاحقة من يثبت انتماؤه إلى «حزب الله» أو تأييده عبر وسائل الإعلام أو مواقع التواصل أو يساهم في تمويله، مشيرة إلى ان هذه الإجراءات تشمل الأفراد والشركات. في حين وصف مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ «المتعاطف مع الجماعات الإرهابية مثل حزب الله بالخائن للوطن».
بالتزامن بدأت محكمة أمن الدولة في دولة الإمارات بمحاكمة سبعة أشخاص بينهم اماراتيان بتشكيل خلية مرتبطة بحزب الله المصنف خليجياً بأنه منظمة إرهابية.
وذكرت صحيفة «الاتحاد» الظبيانية، وصحيفة «ذي ناشيونال» ان ضابط شرطة اماراتياً متهماً بنقل معلومات عسكرية سرية إلى «حزب الله» وامرأة مصرية تعمل في شركة نفطية زودت الحزب بمعلومات حول قطاع الطاقة في الإمارات، وحددت الجلسة المقبلة في 18 نيسان.