مفاجأة لم تكن في الحسبان فجّرها يوم امس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تتجلّى بسحب معظم قواته من سوريا وفي حين أعلن التلفزيون السوري أنّ هذا القرار كان بالإتفاق بين الرئيس السوري بشار الأسد وبين بوتين إلا أن صحيفة فاننشال تايمز نقلت عن دبلوماسي مقرّب من روسيا أن الأسد لم يكن على علم بهذا القرار.
هذا التحوّل الإستراتيجي والصادم في سوريا وضع التنظيمات المقاتلة الحليفة للنظام السوري تحت الأمر الواقع، فخرج وزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف معلنا أنّ هذه الخطوة إيجابية ليبقى حزب الله متحفّظا حتّى الآن عن هذه الضربة الموجعة له إن كان في سوريا أو في الداخل اللبناني.
ولأنّ التطوّرات على الأرض اللبنانية مرتبطة بشكل قويّ بالأحداث السورية فإنّ هذا القرار سيؤثر جليّا بآراء المؤيدين لتدخّل نصرالله بالحرب السورية، وبين العترة على اللي راح" و "تسوية وبدها تصير المهم نخلص من هالحرب" انقسمت آراء الطائفة الشيعية في لبنان، وبين "ابو علي بوتين خان الملح والزيتون" و "أكيد حاسبها مع الأسد صح" انقسمت التوقّعات المتعلّقة برأي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول التطورات الاخيرة، خاصة أن في خطابه الأخير لم يتطرّق ولو بإشارة إلى إمكانية خروج روسيا من الحرب السورية.
ولأنّ نصرالله ليس في مصلحته أن يخسر شعبيّته التي يستمدّها من العزف على أوتار القضية الدينية والطائفية فإنّه سيطلّ قريبا من وراء شاشات الزجاج وسيتفاخر بالأمجاد التي قدّمتها دماء الشباب بحسب ادعاءاته وسيؤكد أنّ الموت لآل سعود وسيمجّد بالطّبع قرارات روسيا انطلاقًا من الإيجابية التي ستحقّقها هذه الخطوة في مجال مفاوضات السّلام.
وربما من وراء هذه التحليلات سنُتّهم بالكذب والخيانة إلّا أنّنا نؤكّد أنّ قرار نصرالله سيكون ممجّدا لروسيا ومتى مشى الولد على غير خطى والده؟