نشرت صحيفة "جورنالي" الإيطالية تقريرا حول نظام التعليم الذي يعتمده تنظيم "داعش"، وقالت إن التنظيم يحرص على زرع الأفكار العنيفة في الأطفال منذ الصغر؛ لإعدادهم ليكونوا مقاتلين مدافعين عنه في المستقبل.
وقالت الصحيفة، في تقريرها إن التلقين الإيديولوجي هو واحد من أهم وسائل "داعش" في سوريا والعراق، حيث إنه لا يفوّت الفرصة للتباهي بأن المدارس في مناطق سيطرته تعمل بشكل طبيعي، وإظهار أنه يدير هذه المناطق بكل اقتدار، ولكن الواقع أنه وراء الصورة المشرقة التي تظهر الأطفال وهم يحملون حقائبهم ويركضون ويلعبون في الساحات، هنالك صورة العلم الأسود الذي يرفرف في هذه المؤسسات التعليمية، والأفكار المتطرفة التي يتم تلقينها للأطفال.
وأضافت الصحيفة أن "داعش" يواصل نشر الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر الأطفال في المدارس؛ بهدف إثبات شرعيته ونجاحه في السيطرة المجتمع، ولكن هؤلاء الأطفال يتعلمون الحساب والعد باستعمال الأسلحة عوضا عن الفواكه، حيث تكون الأسئلة من قبيل "إذا كان لدينا ثلاث بنادق كلاشنكوف وأضفنا اثنتين كم يصبح لدينا؟".
وكل الكتب المستعملة في غرف التدريس تمت صياغتها حسب الضوابط الإيديولوجية الصارمة التي يضعها التنظيم، بعد مرورها برقابة مشددة على ثلاث مراحل. وعوضا عن الزهور والثمار، تعرض هذه الكتب الأسلحة والدبابات، ونظرة متطرفة للعالم تقوم على تقسيمه حسب معايير التنظيم.
وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء الأطفال التي يتم تلقينهم منذ الصغر سيصبحون مقاتلين في التنظيم في المستقبل، وهو ما يعني أنه مع مرور الوقت سيصبح الوقوف ضد هذا التنظيم أصعب مع ظهور جيل جديد مؤمن بأفكاره ومستعد للتضحية من أجل الدفاع عنها.
وذكرت الصحيفة أن المدارس في مدينة الرقة تقدم للأطفال المتميزين جوائز تتمثل في لعب عسكرية مثل البنادق البلاستيكية، وحتى في النشاطات يتم دائما تعريضهم لمشاهد عنيفة، ليصبح العنف أمرا معتادا بالنسبة لهم، ويعتقدوا أن القتل والتدمير هو أسلوب حياة طبيعي.
واعتبرت الصحيفة أن هذه البرمجة السيكيولوجية تشابه ما كان يفعله هتلر لنشر الفكر النازي، ورغم أن هتلر كان أكثر صرامة فيما يخص التدريب العسكري، فإن التنظيم يختلف بكون أعضائه مستعدين لتفجير أنفسهم دون أي اعتراض.
وأشارت الصحيفة إلى أن "داعش" يولي أهمية قصوى لمسألة أبناء الجيل المستقبلي، الذين يمثلون قنابل موقوتة بأتم معنى الكلمة، فعلى كل طفل يلتحق بمعسكرات التدريب التي يديرها التنظيم، تحصل العائلة على منحة مالية تبلغ 150 دولارا شهريا. وللالتحاق ببرنامج "تدريب الأشبال"، يجب أن يكون الطفل في سن الثامنة.
وأضافت أن "المدرّسين" في مدارس "داعش" يعتمدون الأسلحة البلاستيكية والرسوم الكرتونية لنشر الكراهية، والاستعداد لمحاربة العالم الغربي. فخلال احتفال لتوزيع الجوائز على الأطفال في 15 آذار الماضي، كان ضيف الشرف هو شاكر وهيب الدليمي، المعروف بتسمية "أبو وهيب"، الذي يتمتع بحظوة كبيرة داخل التنظيم منذ قيامه بقتل ثلاثة سائقي شاحنات من الشيعة في صيف سنة 2013.
وذكرت الصحيفة أن الأطفال -بحسب قوانين "داعش"- يبدأون تعليمهم في سن الرابعة، ثم في سن الخامسة يتعلمون اللغة العربية وقراءة القرآن، ويتواصل هذا التعليم حتى سن الخامسة عشرة مع تعلم الشريعة، ثم بعد سنة واحدة يبدأون بحمل السلاح.
وأوردت الصحيفة أنه من بين المواد التي يتم التركيز عليها في مدارس "داعش"، هنالك مواد الكيمياء والفيزياء والرياضيات، واللغة الإنكليزية. والسبب واضح، وهو أن الفيزياء والكيمياء تمكنان من تصنيع الأسلحة والمتفجرات، واللغات الأجنبية تمكن من نشر دعايات التنظيم في العالم الخارجي ومعرفة "لغة العدو"، كما يتم تدريس مادة الجغرافيا لترسيخ رؤية التنظيم التي تقوم على تقسيم العالم إلى أرض إسلام يتم تلوينها بالأبيض، وأرض كفر يتم تلوينها بالأسود.
(جورنالي - عربي 21)