مرت امس الذكرى السنوية الحادية عشرة لانطلاقة قوى 14 اذار عام 2005 بدون احتفال او نشاط مشترك ، واحتفل كل مكوّن من قوى 14 اذار لوحده وعلى طريقته ، في حين تحدث المنسق العام لقوى 14 اذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد خلال مؤتمر صحافي في مقر الامانة العامة في الاشرفية عن الازمة الخطيرة التي تواجهها هذه القوى والتي ادت الى عدم الاحتفال المشترك.
وبالمقابل فان قوى 8 اذار لا تحتفل بالمناسبة اساسا ولاحاجة للقول ان هذه القوى تواجه ايضا ازمة سياسية حقيقية بسبب الاختلافات فيما بين مكوناتها الاساسية وخصوصا حول الانتخابات الرئاسية رغم تقدم حظوظ مرشحيها الاساسيين العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، كما ان هناك خلافات اخرى داخل هذه القوى حول الاوضاع الداخلية والخارجية. اذن يمكن القول : باي باي لقوى 8 و14 اذار وهانحن ندخل مرحلة لبنانية جديدة يعلن فيها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري استعداده للقاء مع امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله رغم كل الخلافات السياسية الداخلية والخارجية.
واما اقليميا ودوليا فنحن نشهد تطورات ملفتة من خلال زيارة رئيس وزراء تركيا الى ايران والاعلان عن الاتفاق مع ايران على خمس نقاط اساسية واهمها وحدة سوريا والتعاون لحل مشاكل المنطقة ومواجهة الارهاب، والرئيس باراك اوباما يدعو السعوديين والايرانيين للتعايش والمشاركة وعدم الانجرار وراء الحروب، فيما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلن بدء سحب القوات الروسية من سوريا بالتزامن مع عودة المفاوضات حول سوريا، وفي اليمن حوار وهدنة بين الحوثيين والسعوديين.
اذن نحن امام متغيرات حقيقية ويبدو ان وقت الصراعات والازمات قد شارف على النهاية والكبار يقولون للصغار: انتهى وقت اللعب وحان وقت التفاوض والحلول السياسية.