استقرت أسعار النفط في بداية التعامل الاثنين مع تأثير زيادة المعروض العالمي وتباطؤ النمو الاقتصادي على الأسواق، لكن احتمال هبوط الإنتاج وفر بعض الدعم.
فقد سجلت أسعار تعاقدات الخام الأميركي 38.41 دولار للبرميل، متراجعة 10 سنتات عن مستوى تسويتها السابقة، وبالمقابل، ارتفعت أسعار تعاقدات خام برنت 6 سنتات، إلى 40.45 دولار للبرميل.
وحذرت مؤسسة "مورغان ستانلي"، التي قالت إن من المحتمل أن تكون أسعار النفط قد تجاوزت الأسوأ، من أن تباطؤ الاقتصاد وزيادة الإنتاج قد يحول دون حدوث زيادات كبيرة في الأسعار.
ويأتي هذا التطور بعدما ذكرت أيضا تقارير سوق النفط ووكالة الطاقة الدولية الصادرة الجمعة عن تجاوز أسعار النفط النفق الطويل المظلم الذي دخلته منذ منتصف العام 2014، عندما أخذ سعر النفط يتراجع، فهوى من أكثر من 100 دولار إلى 27 دولار في كانون الثاني الماضي، أي أنه تراجع بنسبة 70 في المئة من سعره.
لكن بدءا من الشهر الماضي، بدأ سعر النفط يستعيد أنفاسه، ليتجاوز سعر البرميل، الأسبوع الماضي، الأربعين دولار لأول مرة منذ بداية العام الجاري.
وتقول وكالة الطاقة إن الانتعاش الطفيف في سعر النفط بدأ بعد أن وصل إلى أدنى سعر له، وأنهى سلسلة خسائره الطويلة، وقال تقرير سوق النفط إن "الاتجاه الحالي لطريقه هو الاتجاه الصحيح، رغم أن عليه أن يجتاز مسافة طويلة".
وهناك عوامل عدة لهذا الاتجاه التصاعدي الجديد لسعر النفط، إذ بينما كانت التوقعات تشير إلى أن إيران ستزيد إنتاجها بحدود نصف مليون برميل من النفط بعد رفع العقوبات، فإن هذا الأمر لم يتحقق، فلم يزد إنتاجها من النفط إلا بحدود 220 ألف برميل في شباط، وقالت الوكالة إن عودة إيران للإنتاج ستكون تدريجية.
كذلك انخفض إنتاج النفط العالمي في شباط، وتراجع بحدود 180 ألف برميل يوميا في شباط، ليستقر عند 96.5 مليون برميل يوميا وهو الإنتاج الأدنى للدول المنتجة للنفط من أوبك وخارجها كما أفاد التقرير، غير أن هذا الإنتاج يظل أعلى من العام الماضي، بحدود 1.8 مليون برميل يوميا.
انخفاض عدد الحفارات
ومن العوامل الأخرى المساهمة في ارتفاع سعر النفط، انخفاض عدد حفارات النفط والغاز في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ عام 1949.
فقد أظهرت أرقام جديدة صادرة عن مؤسسة "بايكر هيوز" أن شركات الطاقة استمرت في خفض نشاطها، وأن عدد الحفارات التابعة لشركات النفط العاملة في الولايات المتحدة تراجع الأسبوع الماضي 9 حفارات، ليصل عدها إلى 480 حفارا.
وهذا هو الأسبوع 12 على التوالي الذي يستمر انخفاض عدد الحفارات خلاله، منذ أن بدأت الشركات بخفض عدد الحفارات منذ عام 2014.
(سكاي نيوز)