.. كم أتمنى أن نستفيد من عاشوراء وعياً شعبياً جماهيرياً يطالب بالاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي والديني، و يستمد من بطل كربلاء (عليه السلام) شجاعة الموقف في مواجهة الظلم والحرمان .
كنت أتمنى أن نردد مع سيد الشهداء والأحرار (ع) نداء « هيهات منّا الذلة » أمام قصور لصوص السلطة ومغتصبي الحكم، أمام أسوار حيتان المال المشيدة، في وجوه تجار الدين والعملة والسياسة !.. كنت أتمنى أن توقظ فينا مظلومية الإمام الشهيد (ع) مظلوميتنا المستمرة ...
أن يذكرّنا عطش كربلاء بعطشنا وجوعنا وذلنا، أن نرى في ذبح الرضيع مذبح أحلام أبنائنا وقتل حاضرهم ومستقبلهم !.. كنت أتمنى أن نفهم معنى أن يرفض الحسين(ع) الثوب الذي طلبه ليلبسه تحت ثيابه خوف أن يسلبه الأعداء رداءه بعد استشهاده قائلاً : «إنه من ثياب الذل» ثم يستبدله بغيره . كنت أتمنى تأسيّاً بهذا الموقف أن نرفض كل أثواب الذّل وأسمال العار وطقوس الخضوع والخنوع والركوع لأي متجّبر ومتعجرف في الأرض !..
كنت أتمنى أن نعي موقف تلك العظيمة أم البطولات زينب (عليها السلام) وهي ترفع جسد الشهيد نحو السماء قائلة : « اللهم تقبّل منّا هذا القربان » لندرك أن العزة والكرامة والحقوق لا تنتزع بالتمنيات ولا بالجلوس خلف الشاشات، إنما بالفعل ، بالتحدي ، بالمواجهة ، بقتل الخوف المزمن في القلوب ، بتقديم القرابين على مذبح إثبات الوجود وساحات الدفاع عن الحق و الحرية !.. كنت أتمنى لو أنّ الدموع التي ذرفت والدماء التي نزفت أنتجت إرادة تدفع بنا نحو حياة أفضل ، ولا تبقينا في حياة رأى الحسين (ع) الموت في ظلها سعادة وما رآها إلا برما !..
محمد قانصو ..