يختتم رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي اللبناني وليد جنبلاط اليوم زيارته باريس، التي كانت حافلة بلقاءات مع القيادات الفرنسية، في مقدمها الرئيس فرانسوا هولاند ووزير الخارجية جان مارك إرولت ورئيس المجلس الدستوري وزير الخارجية السابق لوران فابيوس ورئيس معهد العالم العربي جاك لانغ.

وتركزت محادثات جنبلاط مع كل من هولاند وإرولت وفابيوس حول تعطيل الرئاسة في لبنان والأوضاع في سورية، وطرح هولاند على جنبلاط أسئلة عدة حول الرئاسة في لبنان، ومنها إذا كان باعتقاده أن أحد المرشحين النائب سليمان فرنجية أو رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون سيتمكن من الوصول إلى الرئاسة. ورد جنبلاط بأن لا مجال لأي منهما لأن يصل طالما هناك فريق يعطل الانتخاب وهو يتحمل مسؤولية الشغور الرئاسي وما يترتب على ذلك من تدهور اقتصادي متفاقم وخطير يؤدي إلى زيادة العجز وتراجع الواردات والحركة السياحية، إلى جانب تعطيل المؤسسات، ما قد يؤثر على استقرار البلد.

وقال جنبلاط إن هناك ثلاثة مرشحين، الثالث هو مرشحه هنري حلو، ولا يحظى أحد منهم بإمكان الوصول إلى الرئاسة إلى أن يدرك «حزب الله» أن أخطار التعطيل تنعكس على الجميع.

واتفق جنبلاط وهولاند على ضرورة إدراك هذا الفريق تداعيات تعطيل انتخاب أي من المرشحين الثلاثة. وقالت مصادر فرنسية مطلعة لـ «الحياة»، إن هولاند يتساءل عما يمكن فرنسا القيام به للخروج من هذا التعطيل. وسأل هولاند، الذي تربطه علاقة صداقة قديمة بجنبلاط، عن نجله تيمور الذي يتابع هولاند مسيرته، وعما إذا كان بدأ يمارس فعلاً العمل السياسي، فرد جنبلاط بأن تيمور بدأ ينخرط فعلياً بجزء من العمل على الأرض في الجبل.

إلى ذلك، وصف جنبلاط اللقاء مع إرولت، الذي التقاه للمرة الأولى، بأنه كان ممتازاً، وأن إرولت، مثل الرئيس هولاند، مطلع جداً على الأوضاع في لبنان. واستعرض معه الأوضاع والتعطيل الرئاسي فيه، كما سأله عن المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام حول القضية الفلسطينية، وعبر جنبلاط عن الشكوك إزاء نجاح محادثات سلام مع الجانب الإسرائيلي.

وصدر بيان عن الخارجية الفرنسية يدعو إلى انتخاب رئيس في لبنان.

واتفق جنبلاط مع لانغ على عرض فيلم وثائقي عن الزعيم الراحل كمال جنبلاط أعده أصدقاء كمال جنبلاط في ١٣ أيار (مايو) في مناسبة يتكلم فيها وليد جنبلاط في معهد العالم العربي.

أما اللقاء مع فابيوس، فجرى خلاله حديث موسع حول لبنان وسورية وإيران وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وقمة التغيير المناخي التي عقدت في باريس. وسأل فابيوس جنبلاط إذا كان يكتب مذكراته فأجابه بأنه قيد الإدلاء بها حالياً إلى رئيس تحرير «الحياة» غسان شربل، وشجعه فابيوس على ذلك.