هل تكون الثالثة ثابتة؟
مصادر وزارية تبدي نسبة عالية من التفاؤل، بأن تكون المرحلة الأخيرة من إقرار خطة المطامر لإنهاء ملف النفايات أصبحت خارج الأخذ والرد، ومن الممكن اقرارها على طاولة مجلس الوزراء اليوم، الذي سارع الرئيس تمام سلام إلى دعوته عند الحادية عشرة من قبل الظهر، لإقرار ما توصلت إليه اللجنة الوزارية، واستكمال البحث في ملف النفايات حيث تؤكد مصادر حكومية واسعة الاطلاع لـ«اللواء» ان الخطة التي توصلت إليها اللجنة ستقر اليوم ما لم تحصل مفاجآت، لكنها قللت من هذا الاحتمال الذي ابقته في حساباتها، قياساً على التجارب الماضية.
وتقيم المصادر نفسها حساباتها متفائلة على عنصر التفاهم السياسي الذي أنتج التفاهم حول النفايات، والذي لم يكن ليحصل لولا ان كل الأطراف ادركت انه لم يعد من الممكن تعريض صحة اللبنانيين واقتصاد اللبنانيين وسمعة اللبنانيين لمخاطر إضافية.
وكشفت هذه المصادر الحكومية المطلعة لـ«اللواء» ان المطامر التي اتفق عليها ثلاثة:
1- الناعمة، وفق خطة وزير الزراعة اكرم شهيب، أي افتتاها لمدة أسبوع ثم اقفاله بصورة نهائية.
2- الكوستا برافا، على ان يؤخذ بعين الاعتبار رفض وضع العوادم في هذا المطمر، استجابة لمطلب النائب طلال أرسلان الذي قرّر اجراء مشاورات مع النائب وليد جنبلاط حول هذا الموضوع، في إشارة إلى ليونة موقفه.
3- مطمر برج حمود، حيث أخذت مطالب الأرمن بعين الاعتبار.
وكشفت المصادر ان كل الأطراف السياسية ممثلة في هذا الاتفاق، والتزمت في اجتماع اللجنة الدفاع عنه والسير به إلى النهاية، حتى ان وزير المال علي حسن خليل اعتبر نفسه ممثلاً في الاجتماع وأن عدم حضوره سببه المرض، وعليه فلا مبرر لتراجع أي طرف عمّا تمّ التوصّل إليه، ولذا سارع الرئيس سلام إلى دعوة الحكومة للاجتماع لإقرار الاتفاق وإدخال ما يلزم من اضافات أو تعديلات، لا سيما في ما خص عمليات الطمر والحوافز التي ستقدم للبلديات التي تقع المطامر في دائرة عملها في بيروت والشوف وجبل لبنان.
وفور انتهاء اجتماع اللجنة، الذي استغرق ثلاث ساعات، اتصل الرئيس سلام برئيس المجلس النيابي نبيه برّي ووضعه في الأجواء، كما جرى اتصال بين الرئيس سعد الحريري والرئيس برّي تناول الأسس التي اعتمدت في الحل والحاجة الملحة لتوفير التمويل اللازم لانطلاق العمل بحل وصفه وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في اتصال مع «اللواء» بأنه «حل مؤقت مدته 4 سنوات يجري خلالها العمل لوضع أسس وآليات المعالجة الدائمة من خلال المطامر والمحارق والفرز وتوليد الطاقة الكهربائية».
وعلمت «اللواء» أن كلفة الطن تكون 200 دولار، مع الإشارة إلى أن مجموع النفايات يساوي مليون طن سنوياً، فتكون الكلفة حسابياً حوالى 200 مليون دولار أميركي سنوياً، بالإضافة إلى الحوافز التي يتعيّن أن تُعطى للبلديات المعنية.
فاليوم إذن يوم الفصل في ما خصّ النفايات فإما تُقرّ التسوية، أو أن لا ضرورة لبقاء الحكومة، وفقاً لأكثر من مصدر وزاري شارك في الجلسة، خصوصاً أن معلومات ذكرت أن وزراء حزب الكتائب سيوجهون أسئلة حول نقاط تقنية معيّنة تتصل بالمعالجات والمناقصات والمدة الزمنية، ومصير النفايات غير القابلة للمعالجة وموقف البلديات، ومعالجة النفايات الجديدة، ووضع مكب برج حمود في ما خصّ جبل لبنان ووضع «السنسول» وما إذا كان هناك من تمويل كافٍ، على حدّ تعبير وزير الاقتصاد والتجارة آلان حكيم، الذي أبلغ «اللواء» أنه إذا أعطي تحفيز لمناطق لم تُقم فيها مطامر، فلماذا لا يُصار إلى إعطاء تحفيز لمناطق ستُفتح فيها مطامر؟
وعلى صعيد التمويل، علمت «اللواء» أن الوزير خليل شرح للوزراء، عبر الهاتف، الأوضاع المالية وكيفية تأمين الأموال لنجاح الخطة، على أن يقدّم شرحاً تفصيلياً لمجلس الوزراء اليوم.
وأمل وزير الزراعة أكرم شهيّب في اتصال مع «اللواء» أن تكون «الثالثة ثابتة»، في أشارة منه إلى التوافق الذي خرج به اجتماع لجنة النفايات لمعالجة هذا الملف.
وقال الوزير شهيّب أن ما جرى هو نتيجة اتصالات تمّت بفعالية مع جميع القوى السياسية في البلاد، وأن جدّية برزت في التعاطي مع هذا الملف، للتوافق على الخروج بحل لهذه الأزمة الجاثمة على صدور جميع اللبنانيين وبشكل لم يعد يُطاق.
ورأى أن الجدّية ظهرت بعد موقف الرئيس سلام عدم التمسّك ببقاء الحكومة، كما كانت هناك جدّية بفعل تدخّل الرئيس برّي والرئيس سعد الحريري وجميع القوى السياسية.
الجامعة العربية
إلى ذلك، علمت «اللواء» ان جلسة مجلس الوزراء اليوم ستخصص لموضوع النفايات فقط، وهي لن تتطرق إلى موقف المجلس الوزاري العربي الذي انعقد في يومه الثاني في القاهرة، والذي صنف «حزب الله» بالارهاب، فيما تحفظ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على هذا التصنيف في القرار، لأن هذا الأمر غير متوافق على المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب، وغير مصنف في الأمم المتحدة، مشيراً إلى ان «حزب الله» هو حزب لبناني لديه تمثيل واسع، وهو مكون أساسي في لبنان ويحظى بكتلة نيابية ووزارية وازنة في المؤسسات الدستورية.
وأوضح باسيل في تصريحات له من القاهرة ان موقفه تمّ بالتنسيق الدائم والكامل مع رئيس الحكومة تمام سلام.
ولفت إلى ان لبنان سجل في القاهرة المواقف الآتية:
1- عدم موافقته على إغلاق مكاتب الجامعة العربية في عدد من الدول، لا سيما تلك التي تحتضن جاليات عربية ولبنانية.
2- الموافقة على القرار المتعلق بالأوضاع في سوريا، وهي المرة الأولى في الجامعة التي لا ينأى فيها لبنان بنفسه عن الموضوع السوري.
3- في ما يتعلق ببند التضامن مع لبنان، فإنه أبدى مرونة حيال صياغات هذا البند، رغم إصرار بعض الدول على النأي بالنفس عن القرار، وعبر باسيل عن تفهمه لموقف هذه الدول، خصوصاً وأن النأي بالنفس لا يعطل الإجماع العربي ولا يمنع صدور القرار بالتضامن مع لبنان.
4- موافقته على البنود المتعلقة بإدانة الاعتداءات على بعثات المملكة العربية السعودية في إيران ورفضه أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وطالب بحذف عبارة «حزب الله الارهابي» لكي تتم الموافقة على القرار دون تحفظ، الا ان الأمر لم يحصل فسجل باسيل موقفه خطياً.
ذكرى 14 آذار
وفي سياق مختلف، علمت «اللواء» ان فكرة عقد اجتماع لقيادات قوى 14 آذار، يكون بديلاً عن الاحتفال باحياء الذكرى الحادية عشرة لهذه القوى، لم تعد واردة، بسبب صعوبات تواجه عقد هذا الاجتماع، وبناء عليه، تقرر ان يعقد مُنسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار الدكتور فارس سعيد ظهر الاثنين، مؤتمراً صحفياً في مقر الأمانة العامة في الأشرفية، يتحدث فيه عن ذكرى 14 آذار كحركة استقلالية، وعن ثورة الأرز التي أنهت حقبة الوصاية السورية، وعن أهمية استلهام مبادئ هذه الحركة في تثبيت الاستقرار وتجاوز الأزمات الراهنة.
وعلى خط مواز، تتجه الأنظار في اليوم نفسه إلى الرابية، حيث من المتوقع ان تكون هناك كلمة أو خطاب رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون تحفظت مصادره على مضمونها، لكن مصادر مطلعة توقعت ان تكون تصعيدية بعد المواقف التي اعلنها الرئيس الحريري وأكّد فيها بما لا يقبل اللبس دعمه للمرشح سليمان فرنجية، وأن لا أحد يطلب منه تأمين الأصوات لعون.
واستبعدت المصادر ان يقدم عون على خطوات دراماتيكية في ما خص الاستقالة من الحكومة أو من مجلس النواب، لكنه سيشدد على اجراء انتخابات نيابية على ظهر الانتخابات البلدية، مشيرة إلى انه لم يعد في إمكان عون اتخاذ خطوة مسيحية كبيرة الا بالتنسيق مع «القوات اللبنانية» الحليفة، و«القوات» غير الممثلة في الحكومة ليست في وارد الاستقالة من المجلس.
مواقف الحريري
رئاسياً، رحّبت الأوساط الدبلوماسية والسياسية في بيروت، ولا سيما الجبهة العاملة لإيصال النائب فرنجية إلى الرئاسة الأولى بالمواقف التي اعلنها الرئيس الحريري في مقابلته التلفزيونية، وإصراره على إنجاز هذا الملف.
وكشف مصدر دبلوماسي ان المرشح فرنجية أجرى اتصالاً بالرئيس الحريري شاكراً موقفه، مؤكداً الالتزام بما تمّ الاتفاق عليه، لا سيما تفهمه لعدم مشاركته في الجلسة الأخيرة لانتخاب الرئيس.
وأبلغ المصدر نفسه «اللواء» ان سفير الاتحاد الروسي في بيروت الكسندر زاسبكين أبلغ فرنجية دعم بلاده لانتخابه، وهو الأمر الذي أدى إلى عدم حصول زيارة عون إلى موسكو.
وفي المعلومات أن الرئيس برّي يجري اتصالات مع «حزب الله» لإقناعه بالمشاركة في الجلسة 37 التي ستعقد في 23 الشهر الجاري، قبل الفصح الغربي.
وتضيف المعلومات أن لا جلسة لانتخاب الرئيس من دون مشاركة «حزب الله»، لكن من غير الواضح تماماً كيف ستكون آلية المشاركة، وإن كان مصادر في 8 آذار تردّد أن الحزب في نهاية المطاف سيترك حرية اتخاذ القرار لحلفائه في المشاركة أو ما شابه ذلك.
آن ريتشارد
وحظيت إنتخابات الرئاسة اللبنانية باهتمام ملحوظ في شهادة السفيرة الأميركية المرشحة للبنان اليزابيت ريتشارد أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي، حيث اعتبرت أن موقف الولايات المتحدة واضح وثابت لجهة أن لبنان بحاجة إلى رئيس بدون تأخير وإلى مجلس وزراء يعمل بشكل كامل وإلى برلمان، مشيرة إلى أن بلادها بالتعاون مع مجموعة الدعم الدولية تعمل على وضع حدّ للشغور في المنصب الرئاسي، متعهدة بتكريس نفسها لدعم اللبنانيين في جهودهم الرامية إلى وجود حكومة فاعلة وإلى العمل مع القطاع المالي اللبناني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب فضلاً عن العمل لتعزيز وتقوية الجيش اللبناني.
ورأت أن لبنان يواجه ثلاثة تحديات: الأثار الجانبية للنزاع في سوريا والتي جلبت أكثر من مليون لاجئ، وأزمة سياسية أعاقت بشدة عمل المؤسسات الحكومية، وأنشطة حزب الله، وهو منظمة إرهابية، تضع مصالحها الخاصة ومصالح داعميها الأجانب قبل مصالح الشعب اللبناني.
أمن الحدود
حدودياً، وقعت اشتباكات في جرود رأس بعلبك بين حزب الله ومسلحي «داعش» في ظل معلومات عن أن معركة القلمون في الشق اللبناني منها قد تكون قريبة، وهي ستمتد، أي المعركة، من الخط الممتد من جرود القاع ورأس بعلبك إلى عمق القلمون السوري، لا سيما إذا صمدت الهدنة السورية بعد انتهاء مؤتمر جنيف المقبل بين النظام والمعارضة.
وفي الموازاة اتجهت الأنظار إلى منطقة الشمال اللبناني في ضوء معلومات لدى الأجهزة الأمنية عن عمليات تسليح مكثفة للشبان السوريين النازحين بحجة الأمن الذاتي والهدف فتح ممر آمن للسلاح والجماعات المسلحة إلى الداخل السوري بعد تضييق الخناق عليهم على الحدود التركية والأردنية واللبنانية من جهة السلسلة الشرقية وفقاً لهذه المصادر.