سَلك ملف النفايات الى الحل أخيراً، وسيكرّسه مجلس الوزراء في جلسة يعقدها اليوم، وذلك عبر العودة الى الخطة التي كان وضعها الوزير اكرم شهيّب على أمل أن يكون هذا الحل مقدمة الى حلول نهائية ودائمة للنفايات، فيما يبقى الاستحقاق الرئاسي عالقاً لغياب التوافق الداخلي والخارجي عليه، وعلى رغم الآمال التي بدأ يعقدها البعض على الجلسة الانتخابية المقررة في 23 من الجاري، فإنّ المعطيات الماثلة لا تَشي بإمكان توافر التوافق المحلي والاقليمي المطلوب لتأمين انتخاب رئيس جمهورية جديد على رغم الرهانات على احتمال حصول تواصل أو تلاق سعودي - إيراني في لحظة ما. لكنّ استمرار التصعيد بين المملكة العربية السعودية و«حزب الله» لا يَشي بأنّ تلاقياً من هذا النوع سيحصل، وكان الجديد في هذا المجال أمس تصنيف مجلس وزراء الخارجية العرب من القاهرة «حزب الله» تنظيماً إرهابياً، في خطوة تأتي بعد التوصيف نفسه الذي أعلنته السعودية ودوَل مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب. وقد تحفّظ لبنان والعراق على هذا التوصيف في اجتماع القاهرة. تستمر الضغوط الخليجية والعربية على«حزب الله»، فبعد وَقف الهبة العسكرية السعودية وما تلاها من إجراءات وتدابير، وليس آخرها قرار مجلس التعاون الخليجي اعتبار الحزب «منظمة إرهابية» ومحاصرته إعلامياً، جاء التطور الأخير من القاهرة، حيث صنّفه وزراء الخارجية العرب «إرهابياً»، فيما تحفّظ لبنان والعراق، وسجّلت الجزائر ملاحظة.

وانسحب الوفد السعودي من الاجتماع لبعض الوقت احتجاجاً على خطاب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الذي رفض وَصف الحزب بـ«الإرهابي». وقال: «إنّ «الحشد الشعبي» في العراق و»حزب الله» حَفظا كرامة العرب، ومن يتهمهما بالإرهاب هم الإرهابيون».

باسيل

وأكد وزير الخارجية جران باسيل، الذي شارك أمس في الدورة الـ145 للمجلس الوزاري العربي وآثرَ عدم المغادرة، كما كان مقرراً ليل أمس الاول وذلك لمواكبة النقاشات بالتنسيق الدائم والكامل مع رئيس الحكومة تمام سلام، انّ لبنان تحفّظ على ذِكر «حزب الله» ووَصفه بالارهابي «لأنّ هذا الامر غير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الارهاب، وهو غير مصنّف في الامم المتحدة ولا يتوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الارهاب التي تميّز بين الارهاب والمقاومة. و«حزب الله» هو حزب لبناني لديه تمثيل واسع، وهو مكوّن أساسي في لبنان ويحظى بكتلة نيابية ووزارية وازِنة في مؤسساتنا الدستورية».

وأوضح باسيل انّ لبنان «أيّد، ومن دون النأي بالنفس، القرار المتعلق بالاوضاع في سوريا، لأنّ القرار جاء هذه المرة من ضمن مندرجات القرار الدولي 2254 والسياق العام المُتّبَع في مسار فيينا ولبنان شريك فيه، وهو يضع العملية في أيدي السوريين لكي يقرروا مصيرهم بأنفسهم».

السفيرة الأميركية

تزامناً، وصفت السفيرة الأميركية المرشّحة الى لبنان، اليزابيث ريشارد، «حزب الله» بأنه «منظمة إرهابية»، وأكدت أنّ إدارة بلادها تؤيّد بقوة قانون منع التمويل الدولي عن الحزب الذي أقرّه الكونغرس في كانون الأول الماضي. وقالت: «أوضحنا للجميع أنّ هدفنا هو تفكيك الشبكة المالية الدولية لـ»حزب الله» فيما ندعم المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني. وسيساهم ذلك مباشرة في تعزيز الرخاء الاقتصادي في لبنان.

إنّ نجاح القطاع المصرفي اللبناني، وهو العمود الفقري لاقتصاد البلاد، يعتمد على التمسّك بسمعة هي في الأصل ممتازة فعلاً. ولدى كلّ من لبنان والولايات المتحدة مصلحة في ضمان ألّا يخترق «حزب الله» القطاع المالي اللبناني. واذا تمّ اعتمادي، سأكرّس نفسي للعمل مع القطاع المالي اللبناني لتعزيز تعاوننا في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الارهاب».

وشرحت ريتشارد، في كلمتها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، السياسة التي ستعتمدها في لبنان اذا تمّ اعتمادها سفيرة. وقالت: ثلاثة تحديات رئيسية يواجهها لبنان، هي: الآثار الجانبية للنزاع في سوريا، والتي جَلبت إلى لبنان أكثر من مليون لاجئ، وأزمة سياسية أعاقت بشدة عمل المؤسسات الحكومية وحَرمت الشعب اللبناني من خدمات أساسية، وأنشطة «حزب الله»، وهو منظمة إرهابية تضع مصالحها الخاصة ومصالح داعميها الأجانب قبل مصالح الشعب اللبناني».

وأضافت: «إنّ الجماعات المتطرفة، مثل «داعش» و»جبهة النصرة»، تشكّل تهديداً خطيراً للبنان ولمصالح الولايات المتحدة في المنطقة». مشيرة الى انّ لبنان «هو أيضاً عضو في التحالف الذي نقوده لمحاربة «داعش»، وفي حال اعتمادي سأبذل قصارى جهدي للبناء على أساس العلاقات القوية بيننا وبين الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بالمعدات، والتدريب الذي يَحتاجه لمحاربة «داعش» وغيره من التنظيمات المتطرفة».

وتناوَلت ريتشارد الشأنين الرئاسي والحكومي، فشددت على انّ الأمن الحقيقي يحتاج الى «دعم قيادة سياسية فعَّالة»، وانّ لبنان يشهد «عدم وجود رئيس للجمهورية على مدى سنتين تقريباً، وهذا وقت طويل جداً». وقالت: «حان الوقت الآن ليتمسَّك لبنان بمبادئه الديموقراطية ولينتخب رئيساً وفقاً للدستور اللبناني».

وقالت: «إنّ الشعب اللبناني يستحق حكومة قادرة على تقديم الخدمات الأساسية، وتعزيز الرخاء الاقتصادي، ومواجهة التحديات الأمنية الأكثر إلحاحاً في البلاد. وقد كان موقف الولايات المتحدة واضحاً وثابتاً: لبنان في حاجة، وبلا تأخير، الى رئيس، وإلى مجلس وزراء يعمل بنحو كامل، والى برلمان. هذه أولاً، وقبل كل شيء، مسؤولية لبنانية. فاللبنانيون هم من لديهم المصلحة الأكبر في نجاح بلادهم».

كاغ

من جهتها، لفتت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، سيغريد كاغ، بعد زيارتها رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية في بنشعي، الى أنها ستتوجه الى نيويورك الجمعة المقبل لتقديم تقرير للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول القرار الدولي 1701 «الذي يركّز عموماً على الوضع في لبنان، والاستقرار السياسي، والوضع الامني، كما التطورات التي تُحدِث تأثيراً».

وأوضحت انها ستشدد في تقريرها على «أهمية تقصير الوقت والمرونة لإيجاد حلّ للفراغ الرئاسي والتآكل المستمر لمؤسسات الدولة». وشددت على «وجوب إنهاء الشغور الرئاسي».

المانيا

الى ذلك، أبدَت المانيا تقديرها لدور الجيش اللبناني في مكافحة الارهاب، وخصوصاً على الحدود الشرقية. وهنّأ سفيرها مارتن هاث قائد الجيش العماد جان قهوجي والعسكريين على نجاح العملية النوعية في منطقة رأس بعلبك، لأنها «أظهرت استعداد الجيش الدائم لخوض المعارك ضد الإرهاب ومحاربته أينما وجد». وشدد على «انّ المؤسسة العسكرية اللبنانية تستحق كل الاحترام والتقدير، وإنّ دولاً عدة، وفي مقدمها المانيا، تقف الى جانبها في معركتها المتواصلة ضد الإرهاب».

قهوجي

وكان قهوجي تفقّد قيادة الفوج المجوقل، واطّلع من ضبّاطه وعسكرييه على نشاطاتهم المختلفة وزَوّدهم التوجيهات اللازمة. ونَوّه بـ»جهوزية الفوج وكفاية الوحدة التي نَفّذت العملية النوعية أمس الاول، ضد مجموعة إرهابية في منطقة جرود رأس بعلبك، والقضاء عليها»، مُثنياً على «ما تَميّز به عناصر هذه الوحدة من شجاعة وبسالة». وقدّم إليهم التعزية باستشهاد رفيقهم الجندي محمد السبسبي، متمنياً للعسكريين الجرحى الشفاء العاجل.

ذكرى «14 آذار»

ويعقد منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد، في الثانية عشرة ظهر الإثنين المقبل، مؤتمراً صحافياً في مقر الأمانة العامة، الأشرفية. وعشيّة المؤتمر سألت «الجمهورية» سعيد عن صحّة ما يتمّ التداول به حول نيّته الاستقالة، فاكتفى بالردّ: «إنّ الاثنين لناظره قريب». وأوضح انه سيتناول في مؤتمره ثلاث نقاط: معنى 14 آذار، واقع 14 آذار الحالي، مستقبل 14 آذار».

جعجع

في هذا الوقت، رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع انّ قوى 14 آذار «كتنظيم، ليست في خير في الوقت الراهن»، وقال: «نواجه صعوبات تنظيمية كبيرة في 14 آذار»، وشدد على وجوب «عدم التراجع بَل حلّ هذه المشكلات لنستمر بـ 14 آذار حتى النهاية».

وأشار الى «أنّ كل ما هو خارج ما تريده 14 آذار أوصَل لبنان الى هذا الدرك من تدهور في علاقاته مع الدول العربية ومحيطه، فضلاً عن تأزّم وضعه الداخلي».

النفايات الى المطامر

وأخيراً، تصاعد الدخان الابيض من السراي الحكومي بعدما توصّلت اللجنة الوزارية الى حل لأزمة النفايات قوامه خطة الوزير اكرم شهيّب الأساسية التي أقرّتها الحكومة منذ ستة اشهر ولم تتمكن من تنفيذها بسبب إسقاطها في الشارع.

وعادت الكرة الى ثلاثة مطامر، هي: برج حمود والناعمة بشكل موقّت لرَفع النفايات غير القابلة للمعالجة، والكوسترابرافا على رغم اعتراض النائب طلال ارسلان الذي أكدت مصادره انه تلقّى وعوداً وضمانات بأن يكون المطمر حضارياً وبيئياً ولا يشوّه صورة الشاطىء الذي يقع على كتف لبنان كواجهة عند هبوط الطائرات في مطار بيروت.

وعلمت «الجمهورية» انّ القرار بالتوصّل الى حل نهائي وحاسم كان قد صدر صباح أمس عن رئيس الحكومة تمام سلام وأبلغه الى جميع المعنيين، مؤكداً انه لن يسمح بأيّ وقت إضافي للتسويف، وقال: اليوم (أمس) إمّا قرار، وإمّا لا قرار. وكان سلام أبلغ الى الوزراء، في بداية الاجتماع، أنه عازم على دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد صباح اليوم لإقرار الخطة مع تعديلاتها، ولإعداد المراسيم التطبيقية والتمويلية لها.

وهذا ما حصل حيث دعا سلام المجلس الى الانعقاد في الحادية عشرة قبل ظهر اليوم. وعمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مباشرة من باريس على خط التواصل مع ارسلان لإقناعه بالقبول بمطمر «الكوستابرافا» كحلّ هو الأنسَب لتجَنّب إقامة أيّ مطمر في منطقة الشويفات ترفضه البلديات والاهالي بشكل قاطع. فكان الجواب النهائي لارسلان، عند انعقاد اجتماع اللجنة، انه معترض وغير موافق ولكنه لن يعرقل.

الحاج حسن

وبعد الاجتماع قال الوزير حسين الحاج حسن لـ«الجمهورية»: «اليوم ربحَ الشعب اللبناني ولم يخسر أحد، والمهم أن نرفع النفايات من الشارع».

دو فريج

وقال الوزير نبيل دو فريج لـ«الجمهورية»: «اذا كان هناك اعتراضات على صحّة المواطن يكون المواطن يُسيء الى نفسه». واضاف: «سنذهب الى التنفيذ بمقدار ما نستطيع، وإذا فشلنا هذه المرة لن يكون هناك حكومة بعد اليوم».

شهيّب

وقال الوزير اكرم شهيّب لـ«الجمهورية»: «صحة الناس أهمّ من أي شيء اليوم. المستشفيات لم تعد تَتسِع، القوى السياسية كلها في هذا التوجّه، واعتقد انّ الناس تريد مصلحة البلد ونحن نريد مصلحة الناس، وعليها أن تساعدنا بإنهاء هذه الأزمة».

وعن اعتراض ارسلان، قال شهيّب: «المير طلال يَعي مسؤوليته كرجل وطني إبن بيت وطني وحَقّه الاعتراض، إنما علينا أن نوضِح له كل الامور التي تخدم مؤسساته وهو حريص عليها».

المشنوق لـ«الجمهورية»

وعن تظاهرة الحراك المدني اليوم، قال الوزير نهاد المشنوق لـ«الجمهورية»: «هذا حقهم في التظاهر ونحن سنواكبهم، المهم أن لا يحصل اعتداء على القوى الأمنية واحتلال للمراكز الرسمية».