واخيرا اعلنت اللجنة الوزارية عن التوصل الى حل لمسألة النفايات بعد ان بدأت هذه المشكلة في 17 تموز الماضي بعد اعلان اقفال مطمر الناعمة، فمطمر الناعمة كان المشكلة واليوم لا بديل عنه «للحل» وبالتالي لا احد يعرف لماذا حصلت هذه الازمة التي هددت المواطنين في صحتهم واصابت سمعة البلد خارجيا بأكبر الاضرار فيما البلاد على عتبة الموسم السياحي.
لا شك بأن مصالح مالية كبرى بين افراد الطبقة السياسية كانت تعرقل الحل، وان اجتماع لجنة المال النيابية منذ ايام كشف عن هدر يفوق الـ 700 مليون دولار في موضوع النفايات وقد حدد القضاء اللبناني جلسة للاستماع الى المسؤولين عن شركة «سوكلين» في 11 نيسان عن الفضائح في هذا الملف خصوصا ان جمعيات في الحراك المدني قدمت إخبارا الى القضاء المالي وقدمت وثائق عن شركة سوكلين وملفاتها.
ويبدو ان الحكومة عملت كل جهدها لاعلان الحل امس بعد اجتماع اللجنة الوزارية لمعالجة ملف النفايات وتظهيره في جلسة الحكومة قبل ظهر اليوم استباقا للتظاهرة التطي دعا اليها الحراك المدني، بعد ظهر اليوم احتجاجا على ملف النفايات ودعا الحراك المدني الناس الى ملاقاتهم في تحركهم في ساحة رياض الصلح اليوم.
ورغم تكتم الوزراء على الحل الذي لم ينجز كاملا بعد ولذلك «الكمائن» تبقى في التفاصيل، خصوصا ان العديد من الوزراء اكدوا ان الحل يجب ان يطبق حتى ولو كان غير شعبيا، ودعوا المجتمع المدني الى التجاوب مع الحل وعلم ان مجلس الوزراء سيناقش امر التنفيذ بالقوة وتكليف الجيش اللبناني بهذه المهمة وتطبيق فتح المطامر رغم ان الرئيس سلام ما زال متحفظا على هذا الامر لكنه ابدى استعداده للنقاش لان حل موضوع النفايات يجب ان يتقدم على كل الاعتبارات.
وكما بات معلوما فان العمل سيبدأ في بيروت وجبل لبنان والمطامر الثلاثة جاهزة ومؤهلة لرمي النفايات فيها وهي مكب برج حمود ومكب كوستابرافا الذي تم رمي نفايات الضاحية فيه ومكب الناعمة الذي سيفتح لمدة معينة وبشكل سريع لنقل النفايات المتكدسة في الشوارع والتي تبلغ مليون طن علما ان مكب الناعمة يستوعب مليون و300 الف طن فقط وبعدها لا يمكن استيعاب طن واحد.
ورغم الاعلان عن هذه المكبات وموافقة القوى السياسية عليها وتحديدا الطاشناق في برج حمود فان البلدية نفت علمها بالامر واكدت انه لم يبحث معها فتح المطمر كما ان منظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية جميعها في الشويفات بما فيها الحزب التقدمي الاشتراكي دعت الى اعتصام عند مثلث خلده بعد ظهر غد الاحد احتجاجا على اقامة مطمر في الشويفات «الكوستابرافا» واعلن الحراك المدني خلال اجتماع في الشويفات امس الرفض التام لاقامة مطمر في الشويفات فيما اعلن النائب طلال ارسلان رفضه لاقامة المطمر لكنه عاد مساء امس وقال «لن اعطي اي موقف الا بعد التشاور مع وليد جنبلاط وعندها سأحدد الموقف» وقال نأسف بأن يكون مصير الحكومة العتيدة مرتبط «بتبليط البحر»، وهذه الحكومة هي عاجزة وفاشلة.
اما بالنسبة لمطمر الناعمة فيبدو ان الحراك المدني يستعد للقيام بتحركات خصوصا ان لا ثقة للمواطنين بوعود الدولة وبأن الطمر سيتم وفق المواصفات البيئىة.


موقف الحراك المدني بات ضعيفا في ظل مطلب الناس الاساسي بسحب النفايات فورا من الشوارع وهذا اهو الهم حاليا واذا ادت الاعتراضات الى عرقلة الحل فالناس يمكن ان تحمل الحراك المدني المسؤولية في ظل الاجماع اللبناني على سحب النفايات من الشوارع قبل حصول كارثة صحية.
وحسب المعلومات فان الحكومة ستتخذ قرارا بتكليف القوى الامنية بالتنفيذ لكن السؤال هل ستوافق القوى الامنية على وضع عناصرها في مواجهة الناس وبالتالي دفع اخطاء الطبقة السياسية وممارساتها واخطائها والصورة ستتوضح اليوم بعد اجتماع مجلس الوزراء.

 

ـ السفيرة الاميركية الجديدة حددت عناوين عملها ـ

على صعيد آخر، اشارت المرشحة لمنصب سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد خلال مثولها امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ انه في حال اعتمادها رسميا ستعمل على مواجهة التحديات الامنية الاكثر إلحاحا في البلاد مع وجود حكومة فاعلة واكدت انه حان الوقت ليتمسك لبنان بمبادئه الديموقراطية ولينتخب رئىسا وفق الدستور اللبناني، وفي موضوع حزب الله قالت ريتشارد «انها تؤيد بقوة قانون منع التمويل الدولي عن حزب الله الذي اقره الكونغرس في كانون الاول الماضي وتفكيك الشبكة المالية الدولية لحزب الله ودعم المؤسسات اللبنانية والشعب اللبناني.
وتحدثت عن نجاح القطاع المصرفي اللبناني وهو العمود الفقري للاقتصاد اللبناني والذي يتمتع بسمعة ممتازة وسوف اكرس نفسي للعمل مع القطاع المصرفي اللبناني لتعزيز تعاوننا في مكافحة تبييض الاموال وتمويل الارهاب.
كما سأعمل على دعم الاصوات اللبنانية الداعية الى الاعتدال. كما اكدت انها ستعمل على دعم الجيش اللبناني المدافع الشرعي والوحيد عن لبنان واعتبرت ان انظمة حزب الله في سوريا تخلق تحديات امنية خطيرة على لبنان.