أكد متشدد وصف نفسه بأنه «أمير داعش» في ليبيا، أن التنظيم «يزداد قوة» في شمال أفريقيا يوماً بعد يوم، وتعهد عودة ليبيا إلى ما وصفه بـ «الخلافة الإسلامية»، مهدداً بغزو الدول المجاورة، و»فتح روما».
وأتى ذلك على لسان المدعو عبد القادر النجدي الذي زعم أنه نُصب أميراً على ليبيا من جانب زعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي بعد مقتل مبعوث الأخير إلى ليبيا «أبو المغيرة القحطاني» بغارة جوية بطائرة أميركية بلا طيار في درنة قبل أسابيع.
وتزامن تهديد النجدي للدول المجاورة لليبيا مع تبني «داعش» هجمات في بن قردان جنوب تونس مستمرة ارتداداتها منذ أيام، وذلك في بيان وزعته مؤسسة «البتار» التابعة للتنظيم الإرهابي.
وفي حديث إلى صحيفة «النبأ» التابعة للتنظيم، حمل النجدي على كل الأطراف الليبية ووصفها بالطواغيت وتوعد بمحاربتها. وأشار إلى أن «اختلاف هذه الأطراف وتشتتها يشكل «نعمة» لـ «داعش». كما حذر الدول المجاورة من أنها لن تكون قادرة على صد هجمات التنظيم.
كذلك حمل القيادي الإرهابي على تنظيم «القاعدة» وتوعد بأن يكون مسلحو «داعش» في «طليعة القوات التي ستتولى فتح روما»، وفق تعبيره، داعياً في هذا الإطار المهاجرين، خصوصاً من أفريقيا، إلى الالتحاق بتنظيمه في ليبيا، «استعداداً لهذا الفتح».
ولا يسيطر «داعش» سوى على مناطق محدودة في ليبيا، وخصوصاً مدينة سرت (وسط) وينطلق منها لشن هجمات في أنحاء البلاد. ومني التنظيم بضربة بعد غارة أميركية على معسكر له في مدينة صبراتة قرب الحدود مع تونس الشهر الماضي، ما دفع عشرات من مسلحيه إلى الفرار في اتجاه الجنوب التونسي، بحسب مراقبين ليبيين.
في الوقت ذاته، أعلن مصدر عسكري ليبي أن مسلحي «داعش» هاجموا نقطة تفتيش جنوبي مدينة مصراتة (وسط ليبيا) أول من أمس، فقتلوا 3 من أفراد الأمن، انتقاماً لغارة جوية شنتها القوات التابعة لحكومة طرابلس على مدينة سرت قبل يومين.
وأتى الهجوم على نقطة تفتيش أبو قرين التي تبعد نحو 140 كيلومتراً غرب سرت بعد ساعات على الضربة الجوية في سرت، والتي أفادت مصادر في المدينة أنها أسفرت عن مقتل مدنيين.
وتقع أبو قرين على الطريق بين مصراتة وسرت التي سيطر عليها «داعش» العام الماضي. وقال مصدر عسكري إن المتشددين انسحبوا من نقطة تفتيش أبو قرين بعد الهجوم، وإن الوضع عاد تحت السيطرة.
في الوقت ذاته، أفاد مصدر في الزنتان (أقصى الغرب الليبي) بأن قوات من المدينة اشتبكت مع مسلحين يشتبه في أنهم ينتمون إلى «داعش»، بعدما سيطروا لفترة وجيزة على طريق رئيسي جنوبي العاصمة طرابلس. وأضاف المصدر أن أحد أفراد قوات الزنتان أُصيب قبل أن يتراجع الإرهابيون.
ووصف النجدي «داعش» في ليبيا بأنه «لا يزال وليداً» لكنه «باشر تحكيم الشريعة في مناطق سيطرته والسير على خطى الدولة الإسلامية في العراق وسورية».
وأضاف: «أصبحت ولايات ليبيا اليوم مقصداً وتضاعفت أعداد المهاجرين من كل فج عميق على رغم مساعي الغرب الحثيثة للحد من هجرتهم». وقال النجدي إن ولاية ليبيا «على تواصل دائم» مع الدواوين المركزية في العراق وسورية.