استقبل وزير الإعلام رمزي جريج ظهر اليوم في مكتبه في الوزارة، وفداً اعلامياً ايرانياً برئاسة ممثل وزارة الارشاد والثقافة في الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد ناصر حقيقه وعضوية عدد من رؤساء تحرير كبريات الصحف ووكالات الانباء الايرانية، في حضور المدير العام للوزارة الدكتور حسان فلحة، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب ومدير الاذاعة اللبنانية محمد ابراهيم.
وقال جريج أمام الوفد: "نرحب بهذه الزيارة لان الاعلام اصبح عالميا، والتعاون بين وسائل الاعلام الصديقة يلبي حق المواطن في المعرفة. لبنان عريق في مجال الاعلام ولا سيما الصحافة المطبوعة، فقد أسس اللبنانيون في مطلع القرن التاسع عشر صحفا في مصر، واليوم يتسلمون مسؤوليات صحف عريقة في عدد من الدول العربية. إن ما يميز لبنان عن سائر الدول المجاورة هو إعلامه الحر، فقد نص الدستور في مقدمته وفي المادة 13 منه على حرية التعبير، وهذا موضوع لا جدال حوله لانه من المسلمات التي يتفق عليها جميع الاطراف، وهذا ما يظهر من تسمية وزارة الاعلام التي لها سلطة وصاية على تلفزيون لبنان والوكالة والاذاعة والدراسات".
أضاف: "نحن لم نعتمد اسم وزارة الارشاد، بل الاعلام لان للاعلام في لبنان الحرية الكاملة. وهذه الحرية لها ميزات كثيرة تجعل الاعلام تحت وصاية نفسه، إنما لها حدود ويجب ان تمارس تحت سقف القانون الذي يحفظ حقوق الناس من القدح والذم. على الاعلام صون السلم الاهلي وعدم اثارة النعرات الطائفية، وفي حال تجاوز سقف القانون عندها تتم المحاسبة عبر القضاء. ولكن يمكن اتخاذ بعض التدابير الادارية بناء على توصية المجلس الوطني للاعلام، وهي تدابير موقتة وغير جذرية لان القرارات النهائية تكون قضائية".
وتابع: "يشهد الاعلام الخاص في لبنان أزمات كثيرة، فمثلا الصحف المطبوعة تعاني بسبب تقلصها والمنافسة من المرئي والمسموع والمواقع الالكترونية. وقد اعتمدت أكثرية الصحف مواقع الكترونية حيث بات لكل صحيفة موقع. ان الدولة في الظروف الراهنة لا يمكنها دعم وسائل الاعلام الخاص المتروكة لتدبر أمورها بنفسها. إذا، الاعلام الخاص يعاني أزمة حقيقية تنعكس على الاداء الاعلامي خصوصا لناحية جودة الانتاج. نحن كلبنانيين حرصاء على استقلالنا وأدائنا الاعلامي المستقل من بعض التدخلات الخارجية، فغالبا ما تنعكس الخلافات الاقليمية على إعلامنا وتستعمله كمنابر، في حين ان سياستنا هي الحرص على الحرية الاعلامية وتحييد أنفسنا عن الصراعات والمحاور الاقليمية، مع تأكيدنا على هويتنا العربية وتضامننا مع العالم العربي".
وقال: "الحكومة تترك الحرية للاعلام، ولكن عندما يحصل تجاوز للخطوط الحمر عندها تتدخل، ويمكن للمتضرر أن يقاضي وسيلة الاعلام امام القضاء".
أضاف: "نريد ان يكون الانتماء الاول للبنان، ونسعى من اجل ذلك، فلبنان يتميز بالانفتاح على كل دول العالم بالتساوي، وبقدر ما تعطيه أي الدولة يعطيها، والتبادل يتم على اساس المساواة واحترام سيادة وخصوصية كل بلد".
وبعد اللقاء، صرح وزير الاعلام: "استقبلت ظهيرة اليوم، وفدا اعلاميا موسعا برئاسة ممثل وزارة الارشاد والثقافة في ايران، ويمثل مختلف قطاعات الاعلام سواء الصحف المطبوعة او المواقع الالكترونية او وكالات الانباء. وقد استعرضنا خلال هذه الزيارة، واقع الاعلام في ايران ولبنان، وركزت على الحرية الاعلامية التي يتمتع فيها لبنان حيث للاعلام الخاص دور كبير، وهو لا يخضع الا لسقف القانون، ولا لأي رقابة من الحكومة او الجهات الرسمية".
أضاف: "كما عرضنا سبل التعاون بين الاعلام في البلدين، اذ سبق ان وقعت وزارة الاعلام مع وزارة الارشاد والثقافة في ايران اتفاقية تعاون في العام 2010، تلحظ التبادل في مختلف المجالات ولا سيما الاذاعة والوكالة الوطنية وسوى ذلك من النشاطات. وركزت على الخصوصية التي يتمتع الاعلام في لبنان حيث يمارس دوره بحرية تامة ولكن تحت سقف القانون الذي يحفظ حقوق الناس والكرامات. ورحبت بالوفد وتمنيت له زيارة مفيدة في لبنان وان يتم التعاون لما فيه مصلحة بلدينا".