بالرغم من الإجراءات الخليجية السعودية المتشددة تجاه لبنان وحزب الله، وبالرغم من التصعيد المستمر بين حزب الله والمملكة العربية السعودية، إلا أن الأجواء الإيجابية تكاد تطغى أكثر فأكثر على الواقع السياسي اللبناني وخصوصا فيما يتعلق بالملف الرئاسي، حيث عبر الرئيس الحريري أمام زواره خلال الأيام الماضية عن تفاؤله بحل قريب للملف الرئاسي حيث اعتبر الحريري في أكثر من لقاء أن المرحلة المقبلة ستشهد حلحلة كبيرة لكثير من الملفات المحلية ومن أهمها الملف الرئاسي .
وتشير مصادر متابعة أن الأجواء الإيجابية نفسها متوفرة أيضا وبوتير عالية لدى كل من الرئيس نبيه بري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط وأن هناك مشاورات أكثر من جدية بين الأطراف الثلاثة ومعهم حزب الله .
ورأت مصادر متابعة أن حزب الله نظر بعين الإيجابية والرضى على مواقف الرئيس الحريري المعتدلة بالرغم من التصعيد السعودي تجاه الحزب،حيث أعلن الحريري في أكثر من مناسبة مواقف معتدلة تجاه الحزب ولا زال مصرا على استمرار الحوار بين المستقبل والحزب، وقالت هذه المصادر أن حزب الله بات على استعداد اليوم وأكثر من أي وقت مضى لبلورة صيغة توافقية للخروج من مأزق الرئاسة، وأن هناك مشاورات جدية بعيدة عن الأضواء قد تؤدي الى حلحلة الكثير من الملفات العالقة .
وبالتزامن مع الأجواء الإجابية المحلية هذه، فإن مساع دولية حثيثة باتت تشكل ضغطا على المسؤولين اللبنانيين من بينهم الحريري وبري تدعو إلى الاسراع في انجاز الاتفاق النهائي في الملف الرئاسي، وترى المصادر أن تطورات واستحقاقات دولية جديدة عدة ستفرض على لبنان انجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن، وأن كلا من الحريري وبري يواكبان بشكل يومي هذه التطورات وقد يؤدي ذلك الى توافق سريع على مجمل الملفات العالقة من بينها الملف الرئاسي.
وترى هذه المصادر أن الإتصالات الدولية مع الأقطاب اللبنانيين تؤكد على ضرورة إنجاز الإستحقاق الرئاسي بأسرع وقت ممكن وبالتالي فإن الفريق المعني لبنانيا يسوق اليوم لإتفاقات قريبة بين الحريري وحزب الله . وتشير المصادر أن حزب الله لم يكن بعيدا عن هذه التسويات وهو يشاطر الحريري تفاؤله وخصوصا بعد المواقف المعتدلة للحريري التي حازت على رضى حزب الله وتشجيعه وبالتالي فإن الحوار بين الحزب والمستقبل أصبح اليوم أكثر جدية وأن الأفرقاء السياسيين في لبنان باتوا يعولون عليه أكثر من أي وقت مضى .