لم تنته النقاشات بشأن المنتصر والخاسر في الانتخابات النيابية الإيرانية حتى بادر الحرس الثوري باختبار مجموعة صواريخ باليستية يقول قادتها إن الغاية من تصميم تلك الصواريخ التي تصل مداها إلى 2000 كيلو متراً هي استهداف أبعد نقطة في إسرائيل بالرغم من أن إسرائيل ستنهار من الداخل دون حاجة إلى شنّ حرب عليها من الخارج.
وأضاف الجنرال حاجي زاده قائد سلاح الجو- الفضاء في الحرس الثوري "إن إيران لن تبدأ بالاعتداء على أي بلد" وفي نفس الوقت كانت تحمل تلك الصواريخ عبارات بالفارسية والعبرية تقول " يجب أن تمحى إسرائيل" ما يفتح المجال للسؤال بأن تطمين إيران بعدم الاعتداء على أي بلد هل يشمل فيما يشمل إسرائيل أيضاً أم إن إسرائيل ليست بلداً وفق الرؤية الإيرانية حتى يشملها هذا التطمين.
وقال الجنرال حسن سلامي معاون قائد الحرس إن تلك الصورايخ هي محاصيل فترة العقوبات، في إشارة إلى أن العقوبات لم تترك تأثيراً على القدرة العسكرية الإيرانية بالرغم من أنها كانت مدمرة للاقتصاد.
المناورات الصاروخية التي قامت بها إيران في الثلاثاء الماضي هي الأولى من نوعها بعد إقرار الاتفاق النووي، واثارت الشكوك فيما إذا تُعتبر خرقاً للاتفاق النووي.
وبينما يميل بعض المسؤولين الأميركيين الى اعتبارها خرقا للاتفاق النووي أو بالأحرى خرقا للمخطط الشامل للعمل المشترك الذي أقره مجلس الأمن، ولكن الإيرانيين يعتبرون بأن لات صلة بين اختبار الصواريخ والمخطط الشامل، حيث إن إيران تعهدت بعدم النشاط في مجال صواريخ باليستية تتمكن من حمل القبة النووية، كما لم يتم تصميم صواريخها لأي غاية نووية.
وبالرغم من أن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية جان كربي يؤكد على أن تلك المناورات الصاروخية ليست خرقاً للاتفاق النووي إلا أنه يرى بأنها تمثل خرقاً للقرار الأممي 2231 واعداً بمتابعة بلده الموضوع. كما أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الألمانية بأن لا يوجد هناك ما يثبت بأن الاختبارات الصاروخية الإيرانية تكون خرقاً للاتفاق النووي.
ولكن يبقى السؤال في ضرورة تلك المناورات التي تحمل رسائل مستفزة للأعداء بينما قام الشعب الإيراني قبل أسبوعين بمناورة سياسية عظيمة اعترف بها جميع المراقبين وحتى الولايات المتحدة أعجبت بحجم المشاركة فيها.
هناك مراقبون يرون بأن تلك المناورات تحمل أيضاً رسائل إلى الداخل حيث إن الحرس يدعم التيار المحافظ الذي خسر في الانتخابات النيابية الأخيرة بالرغم من استخدامه جميع إمكاناتها القانونية وغير القانونية ولكن صفعة الشعب على المحافظين كانت صادمة عل المناورات النووية تخفف شيئاً من تلك الصدمة القوية.