انفجر الخلاف بشكل ساخن وحاد بين النائب سليمان فرنجية والوزير جبران باسيل على طاولة الحوار الوطني، وهو «السجال الاعنف» منذ بدء الخلاف بين الطرفين بعد ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. ورد العماد عون برفض الترشيح وباعلانه انه المرشح الاول لرئاسة الجمهورية، واستتبع ذلك بتحالف رئاسي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.
وقد جرت محاولات عديدة لرأب الصدع بين الطرفين والوصول الى «هدنة»، وقام الحلفاء بهذه المحاولات، لكن الخلافات تواصلت عبر «الرسائل المشفرة» ومواقع التواصل الاجتماعي، الى ان انفجرت امس بشكل حاد على طاولة الحوار. وهذا ما يؤكد ان الوزير فرنجية ماض في ترشحه، وكذلك العماد عون الذي سيعلن مواقف تصعيدية يوم الاثنين 14 آذار، وقد مهد لهذا التصعيد وزراء ونواب التيار الوطني.
وقال باسيل خلال الجلسة:«هناك روحية لاتفاق الطائف تؤكد على ان يتمثل اللبنانيون في الحكم بكل مكوناتهم، وهذا ما يفرض علينا العودة الى التمثيل الحقيقي للمرشحين والى الناس. وغداً هناك انتخابات بلدية، فليوضع صندوق آخر لانتخاب النواب لنعرف التمثيل بالنسبة للناس. استطلعوا الناس بدل ان تستطلعوا المرشحين أو النواب».
واضاف: «عندما انتخبنا رئىساً عام 2008 لم تحل المشكلة، والاكثرية الشعبية غير معبر عنها بسبب قانون الانتخاب، والدستور يفرض نصاباً عند عدم التوافق».

ـ رد فرنجية ـ

وهنا، كانت مداخلة حامية للنائب سليمان فرنجية، توجه فيها الى باسيل، قال فيها: «ما اوصلنا الى سنة 1990 يتحمل تيارك يا وزير باسيل مسؤوليته، لو حصل تسوية يوم ذاك لما كان اصاب المسيحيين اجحاف بحقوقهم.
اما التمثيل الشعبي فنحن موجودون قبلك ومعك وبعدك. منذ سنة 2005 تتكلمون كمعارضة وانتم في السلطة فلماذا لا تتحملون مسؤولية الحالة»؟ اجرينا انتخابات في مناطقنا والمسيحيون كانوا ينتخبون على أساس القضاء. ميشال المر الا يمثل؟
واضاف: «لستم الوحيدين الذين تمثلون المسيحيين لكم وجودكم ولنا وجودنا ولا قدرة لكم على إلغاء الآخرين. نحن لا نرغب في إلغائكم الا إذا كنتم ترغبون بإلغاء الآخرين.
اما الشركة التي اعطت 86% لتحالف عون ـ جعجع عند المسيحيين فهي الشركة ذاتها التي اجرت استطلاع رأي أيام التمديد لاميل لحود وأظهرت اكثرية اللبنانيين مع اميل لحود».


وتابع: «قبل الانتخابات النيابية في العام 2005 كان هناك اطراف لها ايضاً تمثيل مسيحي والانتخابات كانت على اساس القضاء بالنسبة لمناطق المسيحيين. اليوم اذا كنتم قد اتفقتم مع «القوات اللبنانية» فالله يقوّيكم وهذا ليس الاتفاق الاول بينكم، ولكن هذا لا يعني انكم تمثلون كل المسيحيين او تختصرون المسيحيين، واقول ان الانتخابات البلدية قادمة فاذا حاولتم الغاء الآخرين فانهم سيواجهونكم، وانتم لا تستطيعوا ان تلغوا أحداً. وهذه الشركة التي اجرت الاحصاء انتم من بدأتم العمل معها وليس نحن».

 

ـ خلاف حول النصاب وتفعيل المجلس ـ

كما ظهر الانقسام الواضح بين الرئيس نبيه بري وحزب الله والقومي وطلال ارسلان من جهة، والرئيس السنيورة والوزير بطرس حرب والنائب سامي الجميل من جهة ثانية، حول نصاب الجلسة الرئاسية وتفعيل عمل مجلس النواب. وطرح السنيورة مع حرب والجميل الاكثرية المطلقة، اي 65 نائباً لنصاب جلسة انتخاب الرئيس، اي النصف زائداً واحداً لانتخاب الرئيس، فرد الرئيس بري بأن هذا الطرح مخالف للدستور، كما تم رفض تفعيل عمل مجلس النواب قبل انتخاب رئيس الجمهورية، لان مجلس النواب يتحول الى هيئة ناخبة في ظل غياب رئيس الجمهورية، فيما تمسك رعد وحردان وارسلان وباسيل بنصاب الثلثين، وقال بري «اذا لم نستطع انتخاب الرئيس هل علينا ان نقول للحكومة سكري او يا مجلس «اقفل ابوابك، ورغم النقاشات فان الخلاف استمر حول هاتين النقطتين». ورفع بري الجلسة «لكي يراجع كل واحد درسه».

ـ تأجيل ملف النفايات لليوم ـ

اما على صعيد ملف النفايات، فان اللجنة الوزارية برئاسة الرئيس تمام سلام اجتمعت امس في السراي، ولم تتوصل الى حل نهائي فأجلت اجتماعها الى الساعة الخامسة والنصف من بعد ظهر اليوم. وقدمت خلال الاجتماع سلسلة اقتراحات، من ضمنها ان تعالج كل منطقة نفاياتها. وهذا الاقتراح جوبه باعتراضات. كما جرت مناقشة موضوع مطمر برج حمود، والكوستابرافا، والجية، وانضم الى المجتمعين الوزير السابق مروان خير الدين ممثلاً النائب طلال ارسلان الذي اعلن رفض المطمر في كوستابرافا، واقترح قطعة ارض من 50 الف م لاقامة معمل لمعالجة موضوع النفايات. كما قدمت اللجنة عدة اقتراحات. واعلن خير الدين ان الموضوع قد يأخذ طريقه الى الحل، فيما بقي الاشكال حول مطمر الجية بين الحريري وجنبلاط. وعلم ان جنبلاط تدخل من باريس مع ارسلان لمناقشة موضوع الكوستابرافا.
كما اجرى الحريري اتصالات بوزيري التقدمي اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، كذلك زار الحريري سلام واعلن عن وجود عقبات امام الحل. وعلم انه تم استبعاد فتح مطمر في كسارة كجك في الجية بسبب الخلافات والرفض الشعبي.
كما اتفق على ان يفتح مطمر الناعمة لـ7 ايام للنفايات الموجودة في الشوارع والتي تقدر بمليون طن على ان يقفل بعدها كما قدمت اللجنة الوزارية اقتراحاً باقامة مطمر في الشويفات غير الكوستابرافا فتريث ارسلان باعطاء الجواب بانتظار عقد اجتماعات مع فاعليات المدينة ودرس المنطقة.
النقاشات اكدت ان الحلول ليست جاهزة والمصالح المالية ما زالت اقوى من مصالح الناس، لكن الثابت والاكيد ان الرئىس سلام «طوى» ملف الاستقالة، مع استمرار التهديد بالاعتكاف وعدم عقد جلسات لمجلس الوزراء، خصوصاً ان حكومة سلام حصلت على دعم عربي وخليجي خلال استقبال سلام لسفراء الخليج.
واكد السـفراء ان الاجـراءات لن تشمل اللبنانيــين ولا رحلات الطيران، مع استمرار الاجراءات ضد حزب الله.