كان المعلم ولا يزال موضع تقدير وتكريم، ولم يختلف على ذلك أحد عبر العصور، لأنَّ مهمَّته هي صناعة الإنسان، هذه المهنة الَّتي تعتبر من أشرف المهن وأرقاها.
يعتبر عيد المعلم مناسبةً لتكريم المعلم في مختلف بلدان العالم، وهو بمثابة إحياءٍ لذكرى توقيع التَّوصية المشتركة الصَّادرة عن منظَّمة العمل الدّوليَّة ومنظَّمة الأمم المتحدة للتَّربية والعلم والثَّقافة (اليونسكو) في العام 1966 والمتعلّقة بأوضاع المعلّمين.
وفي أجواء الإحتفال بعيد المعلم، كان لا بدَّ من الإطلالة على دور المعلّم بين الأمس واليوم، وأبرز التحديات الَّتي يواجهها اليوم، في ظلّ الثَّورة التكنولوجية والمعلوماتية التي نعيشها على أكثر من صعيد.
ولقد قيل فيه " من علمني حرفاً صرت له عبداً "، إلى معلم ينافس آلة إلكترونية تسبقه في نقل المعلومات، حدث انقلاب كبير في صورة المهنة، التلميذ الجديد الذي ينمو في عصر رقمي بات حتماً ينتظر معلّماً جديداً مرناً في استيعاب التغيير السريع. لكن مهلاً، المعلم ليس مجرد وسيلة تنقل معرفة فاتت مدتها، بل إنسان يحاور آخر، بإعتباره مشروعاً اجتماعياً وعاطفياً غير منتهٍ فالمعلم مسؤول عن مساعدة التلميذ في بناء شخصية نقدية وخلق منهجيات تفكير وتحليل وجعله ملتصقاً بمجتمعه .
من هنا.. يعد المعلم الركن الأساسي في العملية التعليمية ولا يمكن إحداث أي تغيير أو تطوير في العملية التعليمية إلا بتطوير المعلم، ومن هنا يعد تطوير المعلم من جميع الجوانب الخطوة الأساسية إذا أردنا استخدام التعلم الالكتروني بنجاح، وهو ما يسمي بالتنمية المهنية للمعلم.
ويبدو أن التطور المعرفي والتقني اليوم، لم يؤثر في دور المعلم في العملية التعليمية، بل أضاف إليه دوراً جديداً، يتمثَّل في توجيه الطلاب لاستخدام هذه الوسائل، وإدارة العمليَّة التربويَّة.
ويبقى التحدي الحقيقي للمعلم، أن يبقى حاضراً في ركب التطور، حتى لا تصبح هيبته التربوية على المحك.