وكأنّ في قرار دول مجلس التعاون الخليجي تصنيف حزب الله تنظيما إرهابيا حجّة واهية له لإعتبار المملكة عدوّا له كما اسرائيل، فما اجتهد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كثيرا للوصول إليه في خطاباته، ها هي السعودية تقدّمه له على طبق من ذهب ملمّع بأسباب كافية ليوجّه سلاحه من الداخل السوري واليمني والعراقي إلى الداخل السعودي.
فخطابات نصرالله لم تخلُ يومًا من العبارات المسيئة لدول الخليج فتارة يتحدّث عن دعمهم للإرهاب وطورًا عن ديكتاتوريتهم وقمعهم للحريّات والثورات علمًا أنّه ذات الشخص الذي أقحم تنظيمه في آتون الحرب السورية لقمع الثورات وحرية الرأي والتعبير.
ويوم أمس صرّح نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ "السعودية خدمتنا بهذا التوصيف (وصف حزب الله بالإرهابي)،" مضيفًا "اننا كنا نتوقع أن يأتي يوم تصبح فيه العلاقة مع السعودية كتهمة العلاقة مع اسرائيل"
ولعلّ هذا التّوقع لم يأت من عبث إذ أنّ نصرالله يعلم تداعيات خطاباته مسبقًا وكان متأكّدا مما ستؤول إليه العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والسعودية بسبب ما جنى لسانه ، وما التصعيد الذي اعتمده في خطابه بعد مطالبته بالإعتذار ليس سوى دليل على أنّ الهدف الحقيقي الذي يسعى إليه نصرالله هو فقط لتبرير نفسه أمام المجتمع الإسلامي والعربي في حال انجرف بتيار حرب سعودية.
ففي اليمن والعراق وجد حزب الله حجّة واهية تتمثّل بنصرة الشيعة المظلومين ودخل الحرب للوقوف مع المظلوم في وجه الظالم وكذلك سوريا حيث اعتبر نصرالله أنّ هذا التدخّل هو حماية لأهل كفريا والفوعا ونبّل والزهراء .
والمفارقة الغريبة والعجيبة هنا أنّ هذا الحزب رغم ادّعاءاته التي ذكرناها سابقا إلا أنه دائما ما يدافع عمّا يخدم المصالح الإيرانية الفارسية، حيث يظهر جليًّا مفهوم نصرالله للظالم والمظلوم فمَن يعارض المشروع الإيراني كدول الخليج هم من الفئة الظالمة أمّا الحوثيون وروسيا والأسد الذي يقتل أطفال بلده بالبراميل المتفجّرة فهم مظلومين نظرًا لتأييدهم للمحور الإيراني في تنفيذ مشروعه المتمثّل بتقسيم المنطقة حسب مصالحهم الدولية.
وفي هذا السياق يبدو أنّ المشاكل التي اعترضت حزب الله في ظل تنفيذ المشروع الإيراني الفارسي من قبل دول الخليج أتاح فرصة لنصرالله لإعلان الحرب على المملكة لو بطريقة غير مباشرة وما اعتبار السعودية كإسرائيل ليس سوى دليل على أن الحرب القادمة لحزب الله ستكون السعودية من أجل إزالة كل العوائق أمام إيران أما الحجّة ستكون نصرة أهالي القطيف .
فالسؤال هنا إلى متى سيستمرّ الشيعة بدفع دمائهم ثمنا للمشروع الإيراني؟