محزن الحال الذي آلت إليه عائلة الشيخ المغيب محمد يعقوب. بعد معاناة 38 عاماً، انتظرهم الأسوأ. على خلفية خطف نجل معمر القذافي، هنيبعل، يقبع النائب السابق حسن في سجن رومية منذ ثلاثة أشهر. وهو أصيب ليل الإثنين بانهيار عصبي وأزمة قلبية استدعت نقله إلى مستشفى نوفل.ومنذ يوم أمس، انضم شقيقه الأصغر حسين إلى زنزانة أخرى، فيما تتلقى والدتهما العلاج من وعكة صحية أصابتها عند توقيف حسين.
في نهاية جلسة استجوابه، أصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان بيتر جرمانوس مذكرة توقيف وجاهية بحق حسين يعقوب بتهمة المشاركة في خطف القذافي، لدى وصوله إلى مطار بيروت فجر الأحد آتياً من الدانمارك بناء على مذكرة توقيف غيابية بحقه. وكانت وكيلة هنيبعل، المحامية بشرى الخليل، قد ادعت على حسن وكل من يظهره التحقيق.
في جلسة أمس، أنكر حسين يعقوب مسؤولية العائلة عن خطف هنيبعل الذي لم يحضر ومثّلته وكيلته بشرى الخليل، لكنه أكد أنه كان في عداد موكب شقيقه حسن الذي وصل إلى أحد فنادق دمشق لإجراء مقابلة مع "الإخبارية السورية" و"اقتاد هنيبعل من منطقة المزة إلى البقاع" بحسب التحقيقات، فيما كان الغضب أمام قصر العدل في بعبدا ساطعاً. بالتزامن مع عقد الجلسة، كان علي، شقيق حسن وحسين، يقود اعتصاماً احتجاجياً. وعند انتشار خبر توقيف حسين وجاهياً، ساد توتر بين المعتصمين وسط إجراءات مشددة للقوى الأمنية.
من المستشفى، وجه حسن رسالة صوتية يشكو فيها "الظالمين الذين ستنقلب الأمور عليهم لأن الله لن يتركهم". أما علي، فقد أنذر بتصعيد في الشارع يبدأ من اليوم.
جرمانوس حدد اليوم جلسة لاستجواب القيادي السابق في حركة أمل عقل حمية في قضية اختطاف هنيبعل. التحقيقات السابقة أشارت إلى دور حمية في تحرير هنيبعل والتنسيق مع فرع المعلومات بتحديد مكان احتجازه وتسليمه، لكن مصادر قضائية مواكبة لفتت إلى أن ورقة تبليغ حمية لحضور الجلسة لم تصله.
على صعيد متصل، أصدر مقرر لجنة المتابعة لقضية تغييب الإمام موسى الصدر القاضي حسن الشامي بياناً رد فيه على ما نشرته "الأخبار" في عدد أمس عن زيارته على رأس وفد، العاصمة الليبية طرابلس الغرب. وأكد الشامي أن زيارته جاءت بالتنسيق مع الأجهزة القضائية والرسمية لأنه "هو الجهة القضائية الرسمية لمتابعة القضية". أما عن تنسيق الزيارة مع عائلات المغيبين، فأكد الشامي التنسيق بدليل وجود محامي عائلة الصدر شادي حسين في عداد الوفد. أما "أسباب الزيارة ومجرياتها، فليست للإعلام والإعلان، إذ إنه عمل قضائي محض. واللجنة لم تنشر أي بيان لا قبل الزيارة ولا خلالها ولا بعدها".
( الأخبار)