التصعيد السعودي مستمر في مقابل تصعيد حزب الله , وتأييد أميركي للموقف السعودي ومحاولة مصرية للتهدئة
السفير :
فيما يتخبط لبنان في أزماته المزمنة، من الرئاسة الشاغرة الى النفايات المتراكمة وما بينهما، أطلت أمس برأسها، من نافذة اجتماع لجنة الاعلام والاتصالات النيابية، فضيحة إضافية «ثلاثية الابعاد»، قانونية وامنية ومالية، ضحيتها خزينة الدولة وسلامة اللبنانيين.
فقد أفضت نقاشات اللجنة برئاسة النائب حسن فضل الله، وبحضور وزير الاتصالات بطرس حرب، الى كشف النقاب عن وجود «مافيات» تستبيح خدمات الانترنت، بشكل صارخ، عبر محطات إرسال ولواقط غير خاضعة لرقابة الدولة، يتولى أصحابها شراء سعات دولية بكلفة رمزية من خارج الشبكة اللبنانية (قبرص او تركيا)، ثم يبيعونها إلى المشتركين اللبنانيين بأسعار زهيدة، من دون تجاهل احتمال الدخول الاسرائيلي على الخط، من خلال تقديم عروض تجارية للمتورطين في هذه القرصنة، لاستمالتهم، وبالتالي اختراق شبكة الاتصالات بواسطتهم.
وعلم ان أعمدة شاهقة واجهزة تقنية غير شرعية زرعت خلسة في بعض الجرود اللبنانية، منها جرود تنورين والضنية، كما تردد وجود شبكة أخرى في صنين والزعرور.
وتُشرّع هذه المعطيات الباب امام مخاطر عدة، من ابرزها:
ـ احتمال حصول خرق امني مخابراتي لخدمات الانترنت غير الشرعية وغير المرخصة، باعتبارها تفتقر الى أدنى مقومات الحصانة ومعايير الرقابة، ما يؤدي الى انكشاف امن اللبنانيين وبياناتهم أمام جهات خارجية، قد تكون اسرائيل احداها.
ـ هدر الاموال على خزينة الدولة المثقوبة اصلا، وتشير التقديرات المتداولة في هذا السياق إلى أن تهريب خدمات الانترنت من خارج الاطر الشرعية والقانونية يكلف الخزينة ما يزيد عن مليوني دولار شهرياً.
ـ تضرر الشركات المرخصة لانعدام التكافؤ والتوازن في شروط المنافسة.
وتفرض هذه القضية المستجدة طرح التساؤلات الآتية:
ـ كيف زُرعت تجهيزات تقنية بحجم كبير وظاهر في المرتفعات اللبنانية من دون ان يتنبه لها أحد، خصوصا القوى الامنية؟
ـ كم مضى من الوقت على استخدام تلك الاعمدة والاجهزة، وهل يوجد مثيل لها في أماكن أخرى؟
ـ من يقف وراء عملية القرصنة هذه، وهل ثمة جهات تغطي او تحمي المرتكبين؟
ـ لماذا لم تبادر الاجهزة الامنية المختصة الى ازالة المخالفات فورا ووضع اليد عليها، بمجرد ان تم الكشف عنها، وقبل انتظار نتائج التحقيق القضائي، خصوصا ان الارتكابات موصوفة وثابتة، واي تأخير في ضبطها قد يسمح لاصحابها بطمس بعض المعطيات الحساسة؟
الوزير حرب اكد لـ «السفير» أن التحقيقات ستستمر حتى تبيان كل التفاصيل المتعلقة بالشركات المخالفة وأصحابها، موضحا أنه أبلغ الأجهزة الأمنية المعنية بالواقعة، كما قدم شكوى إلى النيابة العامة المالية والنيابة العامة الاستئنافية.
وابلغ النائب فضل الله «السفير» ان هذا الملف يولّد العديد من علامات الاستفهام والتعجب، مشيرا الى ان الملابسات المحيطة به تثير الريبة، ومنبها الى أن شبكات الانترنت غير الشرعية قد تكون قابلة للاختراق من قبل العدو الاسرائيلي، او حتى من قبل اي جهة تريد ان تتجسس على لبنان.
ولفت الانتباه الى انه لن يصدر أحكاما مسبقة في شأن الخلفيات الامنية المحتملة، في انتظار ظهور نتائج التحقيق، لكنه شدد على ان هناك تدابير حازمة يمكن اتخاذها على الفور من الجهات المختصة لتفكيك تلك الشبكات بعدما ضبطت بالجرم المشهود وهي تخالف القانون.
لبنان.. وامتحان عربي جديد
على صعيد آخر، وقبل ان يجف حبر قرار مجلس التعاون الخليجي ووزراء الداخلية العرب بتصنيف «حزب الله» منظمة ارهابية، سيجد لبنان نفسه غدا امام اختبار جديد، قد لا يخلو من الدقة، خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، والذي سيشارك فيه الوزير جبران باسيل.
وبرغم ان جدول الاعمال المعلن عادي ولا يتضمن بندا اشكاليا من حيث المبدأ، إلا ان ايا من الحاضرين يستطيع ان يطرح من خارج جدول الاعمال ما يرتئيه مناسبا، الامر الذي يعني ان الملف اللبناني، من زاوية السياسة الخارجية والموقف حيال «حزب الله»، قد يقتحم الاجتماع في أي وقت.
ووفق أجواء وزارة الخارجية، فان باسيل سيتوجه الى اجتماع مجلس الجامعة العربية متسلحا بثوابت لبنان وحكومته على قاعدة التنسيق مع رئيس الحكومة حول الموقف الرسمي الذي سيعلن في الجلسة، ومنطلقا من ضرورة انضباط الجميع تحت سقف هذه الثوابت، ومن ان وزارة الخارجية ليست مستقلة عن الحكومة، وإن كانت تسعى الى بناء سياسة خارجية مستقلة قدر الامكان عن التجاذبات العربية.
وأكدت مصادر «الخارجية» ان الاستراتيجية التي يعتمدها باسيل تقوم على قاعدة «تمغيط» حبل الدبلوماسية اللبنانية ومرونتها حتى حدود المصلحة اللبنانية التي لا يمكن القبول بالمساومة عليها او المجازفة بها، مشيرة الى انها تشكل المعيار الوحيد الذي يبني على أساسه باسيل مواقفه وخياراته.
وشددت المصادر على ان «الخارجية» لا تريد للبنان ان يكون في حالة صراع مع الجامعة العربية، بل تتطلع الى ان يتكامل معها حيث يستطيع، وان ينأى بنفسه حيث يكون هناك تناقض.
وتبعا لأجواء «الخارجية» فان هناك اجماعا لبنانيا على رفض تصنيف «حزب الله» بانه ارهابي، وهذا أمر لا يحتمل الاجتهاد والنقاش، وبالتالي فان وزير الخارجية لا يمكن ان يوافق على اي طرح من هذا النوع في المحافل العربية والدولية، انسجاما مع سياسة الحكومة وتطبيقا لها.
النهار :
يعود ملف أزمة النفايات بنداً طارئاً الزامياً على جدول أعمال هيئة الحوار الوطني التي تعقد جلستها اليوم في عين التينة، وهو البند الذي صار مصير الحكومة وتفعيلها مرتبطاً به أكثر من باقي الأزمات الداخلية والخارجية التي تحكم قبضتها على البلاد. واذ تبلورت في الساعات الأخيرة ملامح المرونة والايجابيات المبدئية المتصلة بخطة المطامر، كما كانت أوردت "النهار" أمس، تبين ان خطوطاً مفتوحة بين السرايا الحكومية وعين التينة و"بيت الوسط" والفريق الوزاري للحزب التقدمي الاشتراكي بتكليف من رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط الموجود في باريس حيث يلتقي بعد ظهر اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، كان لها دور دافع وبارز في تذليل الكثير من العقبات أمام استكمال خطة توزيع المطامر، الأمر الذي يفترض عرض كل التفاصيل على المتحاورين اليوم والحصول مجدداً على قرار سياسي جماعي بتبني الخطة ما لم تطرأ مفاجآت سلبية في اللحظة الأخيرة.
وأبلغت مصادر وزارية "النهار" انه من المنتظر أن يحسم الحوار النيابي اليوم في عين التينة، والذي يضم الاطراف الاساسيين، بالوفاق السياسي موضوع مطامر النفايات. وتحدثت عن معلومات تشير الى توافق مبدئي على إستخدام مطامر برج حمود والكوستا برافا والناعمة على ان يتم التحضير لتوافق لنقل نفايات بيروت الى مكب سرار في عكار. وتوقعت أن يوقع إتفاق نهائي بعد إكتمال الاتصالات التي شارك فيها أمس النائب جنبلاط من باريس. كما ان الملف كان قيد المتابعة بين رئيس الوزراء تمام سلام والرئيس سعد الحريري. وفي ضوء هذه المعطيات من المرجح ان يدعو الرئيس سلام بعد إجتماع الحوار في عين التينة الى إجتماع للجنة الوزارية المكلفة ملف النفايات لتحضير مشروع يطرح على مجلس الوزراء غدا إذا ما سارت الامور في الاتجاه الايجابي الذي يلوّح حالياً.
ولفتت المصادر الى مؤشر يوضح تغييراً في المعطيات هو دعوة الرئيس سلام اللجنة الوزارية المكلفة ملف اللاجئين السوريين الى الاجتماع مطلع الاسبوع المقبل. وقالت في معرض التندر انه "بعد الحوافز السخية إنفتحت الثغرة في خطة المطامر".
وفي المعلومات التي سبقت الحديث عن انفراج في الخطة ان الوزيرين وائل ابو فاعور وعلي حسن خليل قاما باتصالات مفتوحة على أكثر من خط وبمواكبة من الرئيسين سلام والحريري، الا ان عراقيل ظهرت في طريق الساعين الى حل المطامر، وخصوصاً ان محافظات الشمال والبقاع والجنوب توصلت الى مخارج للتخلص من النفايات ولو بالحد الأدنى المطلوب من طرق العلاج الصحية. وتبقى المعضلة في بيروت والضاحية الجنوبية وجبل لبنان. وكان المعنيون قد تلقوا من جديد اعتراض النائب طلال ارسلان على إقامة مطمر في محلة الكوستا برافا. وسمع منه أحد الوزراء كلاماً غاضباً. ويذكر ان مساحة الأرض المقترحة في هذا المطمر تعود ملكيتها الى الدولة وليس الى بلدية الشويفات وهي تستقبل طوال الأشهر الأخيرة كميات كبيرة من النفايات وتطمر بالرمال من دون توافر ابسط الشروط الصحية.
ملف المساءلة
لكن الاقرار المرجّح لخطة المطامر لن يحجب مسار المساءلة والمحاسبة في أزمة النفايات وكارثتها، إذ سجل تطور بارز أمس تمثل في تسلم لجنة المال النيابية ملفاً ضخماً عن مجمل المراحل التي أدت الى انفجار هذه الازمة ستضعه اللجنة في تصرف النائب العام المالي. وكشف رئيس اللجنة النائب ابرهيم كنعان ان مجلس الانماء والاعمار قدم الى اللجنة نسخة عن كل العقود التي تفوق الألف صفحة وتتضمن الالتزامات والتعهدات والشروط منذ 1996 حتى اليوم. وتحدث عن تعاقب 50 الى 50 لجنة وزارية شكلت لمعالجة ملف النفايات وان أرقام الملف هي في حدود الملياري دولار، مشيراً الى ان عمليات تمديد العقد مع "سوكلين" صادرة بقرارات من مجلس الوزراء بعد تأليف اللجان الوزارية.
أما في التحركات المدنية، فتنظم "حملة بدنا نحاسب" و"حملة الشعب يريد اصلاح النظام" ومجموعات اخرى مسيرة مشاعل مساء اليوم من امام ثكنة الحلو الى دارة الرئيس سلام في المصيطبة.
قانون الانتخاب
وبالعودة الى جولة الحوار اليوم، علم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيطرح في البداية السير بجدول الأعمال مركزاً على نقطتين: الاولى تفعيل عمل مجلس النواب مع اقتراب موعد فتح الدورة العادية للمجلس في الثلثاء الاول بعد منتصف آذار الجاري. والثانية البحث في قانون الانتخاب الجديد باعتبار ان اللجنة النيابية المكلفة درس القانون برئاسة النائب جورج عدوان ستسلم تقريرها النهائي الى بري الثلثاء المقبل وهي توصلت أمس الى مسودة سيعمد اعضاؤها الى مراجعة قياداتهم السياسية في شأنها قبل ان يقدم عدوان التقرير النهائي للجنة الى رئيس المجلس. وكانت اللجنة الـتأمت امس واستمعت الى تلاوة مسودة التقرير الذي أعدته والذي يتناول اعتماد القانون المختلط بين النسبي والأكثري.
الحريري و"المستقبل"
الى ذلك، وصف الرئيس الحريري أمس المرحلة التي يمر بها لبنان حالياً بأنها صعبة، وقال: "نحن نبذل جهوداً دؤوبة للمحافظة على الأمن والاستقرار وتجنيب البلد الانجرار إلى أي مشكلة أو فتنة، ومنع تمدد الحروب والحرائق التي تحدث حولنا في سوريا والعراق وغيرهما".
وشدد لدى لقائه مساء وفداً كبيراً من الهيئات الإدارية لأربعين جمعية بيروتية على أن "بيروت التي تحتضن الجميع خسرت رفيق الحريري، لكن قلبها واسع وهي تجسد العيش المشترك بكل معانيه وعاصمة الثقافة والعلم، وإن شاء الله نحافظ عليها ونعمل على حمايتها وتطويرها في مختلف المجالات".
وفي اطار المواقف من ازمة العلاقات اللبنانية – الخليجية حملت كتلة "المستقبل" بعنف على كلامَ الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله عن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، واعتبرت انه "يعكس حالةً من التوتُّر والصَلَف يعيشُها حزبُ الله، حزبُ السلاح غير الشرعي، والمسؤولون فيه على رغم الادّعاء المتكرر لتحقيق الانتصار تلو الانتصار". وأضافت: "إنّ كتلةَ المستقبل ترى أنّ السيد نصر الله وحزب الله بشكل عام يستمر في الإضرار بلبنان واللبنانيين وضرب مصالحهم وتخريب حاضرهم ومستقبلهم، عبر إقْحامهم في صراعاتٍ مفتوحةٍ مع محيطهم العربي وعبر القيام بأعمال إرهابية وإجرامية بتحويل حزبه إلى ميليشيا غِبَّ الطلب وبندقيةٍ للإيجار تتنقَّلُ من مكان إلى آخر في خوض الحروب الأهلية انطلاقاً من سوريا مروراً بالعراق وصولاً إلى اليمن وغيرها في المنطقة العربية وخارجها".
المستقبل :
رئاسياً، يواصل الرئيس سعد الحريري ضخّ مزيد من جرعات الضغط والأمل في عروق الاستحقاق إنقاذاً للوطن من حالة الموت السريري التي ألمّت به نتيجة «الفراغ القاتل والمدمّر للدولة»، مؤكداً أمام زواره أمس بذل أقصى الجهود في سبيل انتخاب رئيس للجمهورية «قريباً»، في وقت كانت ملامح التصعيد والوعيد تتبدى من بيان تكتل «التغيير والإصلاح» أمس من خلال دعوته إلى ترقّب «كلمة للعماد ميشال عون في 14 آذار لتحديد مسار التعاطي مع الوضع الراهن». وبالانتظار، لا تزال أزمة النفايات تقضّ مضاجع الوطن من أقصاه إلى أقصاه بعدما بلغت حدّاً تراكمياً يهدد بهدّ الهيكل فوق رؤوس جميع اللبنانيين في حال فشل الحل التشاركي المرحلي لطمر النفايات، غير أنّ الحوار الوطني سيكون اليوم بمنأى عن إثارة الملف بين المتحاورين ربطاً بتأكيد مصادر عين التينة لـ«المستقبل» أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري عازم على إعادة تصويب بوصلة الحوار باتجاه حصر النقاش في جدول أعماله سيما منها ما يتعلق بضرورة تفعيل عمل مجلسي النواب والوزراء ووجوب إقرار مشروع الموازنة العامة. وفي سياق متقاطع نقلت مصادر متطابقة لـ«المستقبل» أنّ رئيس الحكومة تمام سلام لا يعتزم من ناحيته إثارة ملف النفايات على طاولة الحوار اليوم، إنما ينوي دعوة اللجنة الوزارية المعنية إلى الانعقاد تمهيداً لاتخاذ القرار الملائم وإحالته على الحكومة لإنهاء الأزمة.
وأوضحت مصادر اللجنة الوزارية لـ«المستقبل» أنّ سلام يسعى إلى استنفاد كافة الفرص المتاحة لطمر النفايات وفق الخطة البيئية والصحية المرحلية المطروحة لطي صفحة الأزمة بشكلها الراهن، مشيرةً إلى أنّ الاتصالات السياسية تنشط على أكثر من خط للانتهاء من تحديد جغرافية المواقع المناطقية اللازمة للطمر.
ورداً على سؤال، أكدت المصادر أنّ ما هو شبه منجز حتى الساعة على مستوى خارطة المطامر التشاركية المتفق عليها يتمحور حول تحديد موقع الناعمة (لنفايات الشوف وعاليه)، وموقع برج حمود (لنفايات المناطق المسيحية) شرط أن يكون على شكل مركز معالجة يتم طمر ما يخرج عنه من فضلات في الموقع، بالإضافة إلى موقع الكوستابرافا (لنفايات الضاحية الجنوبية والشويفات) بعد تأمين حلّ للعوادم، في حين ستتم عملية معالجة وطمر 250 طناً من نفايات بيروت في معمل نفايات صيدا بينما لا يزال التكتم سيّد الموقف في ما يتعلق بالمواقع الأخرى التي سيتم استخدامها لاستيعاب الكميات المتبقية من نفايات العاصمة.
السفارة السعودية: لا وقف للحجوزات
على صعيد منفصل، لفت الانتباه أمس في سياق مواكبة مستجدات العلاقة مع المملكة العربية السعودية ما نقلته وسائل إعلام كويتية لجهة تعميم الخطوط الجوية السعودية على مكاتبها في الكويت قراراً يقضي بوقف حجز تذاكر السفر على متن طائراتها إلى لبنان. على الأثر، ورداً على سؤال استيضاحي حول الموضوع أكد مصدر مسؤول في السفارة السعودية في بيروت لـ«المستقبل» عدم صحة هذا الخبر، نافياً اتخاذ أي قرار بوقف الخطوط السعودية حجوزاتها إلى لبنان.
عقوبات إعلامية على «حزب الله»
تزامناً، برز أمس في جديد الإجراءات العربية المتخذة ضد تدخلات «حزب الله» العسكرية والأمنية في عدد من دول المنطقة، إقرار وزراء الإعلام في مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال اجتماعهم أمس في الرياض سلسلة مقررات تنفيذية لقرار المجلس تصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، بحيث تم الاتفاق على «اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمنع التعامل مع أي قنوات محسوبة على ميليشيات الحزب باعتبارها تسعى إلى إثارة الفتن والتحريض على الفوضى والعنف»، مع الإشارة إلى أنّ هذه الإجراءات «سوف تسري على كافة شركات الانتاج والمنتجين وكل ما يندرج تحت مظلة الإعلام».
وكان وزير الثقافة والإعلام السعودي عادل بن زيد الطريفي قد ألقى كلمة في مستهل الاجتماع أوضح فيها أنّ «الخطاب الإعلامي الحاقد لـ«حزب الله» الإرهابي ونهجه الطائفي البغيض واستمراره في تأجيج نار الطائفية وتوسيع دائرة الفرقة والانقسام في المنطقة والافتراءات والادعاءات التي يردّدها ضد دول مجلس التعاون تتطلب العمل على توحيد الجهود للوقوف صفاً واحداً أمام تعرية هذا الحزب ومن يقف وراءه والتعامل بحزم ضد الأبواق الإعلامية له ولكل ما يرتبط به من الوسائل الإعلامية».
واشنطن: لتحجيم «حزب الله»
توازياً، لفت الانتباه تشديد واشنطن على ضرورة مواصلة تقديم المساعدات العسكرية للمؤسسات الشرعية اللبنانية في سبيل «تحجيم حزب الله» وفق ما أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي قائلاً للصحافيين: «نقلنا مخاوفنا بشأن التقارير عن قطع المساعدات السعودية (...) المساعدة للقوات المسلحة اللبنانية وغيرها من المؤسسات الشرعية الحكومية أساسية للمساعدة في تحجيم «حزب الله» ورعاته»، وأردف: «المساعدات الأميركية للجيش اللبناني ستستمر ولا نريد ترك الساحة خالية لحزب الله أو رعاته».
الديار :
النفايات بند اساسي على طاولة الحوار الوطني، فاما يخرج الدخان الابيض والتوافق على الحل، واما تدخل الحكومة والبلاد في «غيبوبة النفايات» ويعلن الرئيس تمام سلام موقفه التصعيدي الذي يتراوح بين خيارات الاستقالة او الاعتكاف اوعدم دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد خصوصاً ان المؤشرات الاولية تؤكد ان الحل لم يتبلور بعد رغم سلسلة الاجتماعات والاتصالات بين عين التينة وبيت الوسط والوزيرين وائل ابو فاعور واكرم شهيب نتيجة وجود النائب وليد جنبلاط في فرنسا للقاء الرئيس فرنسوا هولاند.
وعلم ان اجتماعات عقدت بين الرئيس الحريري والوزراء علي حسن خليل وابو فاعور وشهيب لايجاد حل لمطمر الجية، وان الاتصالات لم تفض الى نتيجة محددة لكن ابواب الحوار لم تقفل بعد، وما زالت العقدة الاساسية رفض النائب جنبلاط اعطاء مطمر الجية لجهاد العرب مهما كانت الاعتبارات علما ان الاخير يملك كسارة «كجك» في الجية المكان المطروح لاقامة المطمر.
وقالت مصادر وزارية ان الاتصالات مستمرة لحلحلة الاعتراضات على اقامة المطامر. واشارت الى وجود اقتراحات وافكار يجري التداول بها، لكنها اوضحت ان لا نتائج عملية او جدية حتى الآن، بسبب استمرار الفيتوات السياسية والشعبية على اقامة المطامر. مضيفة ان ليس هناك من جدية لحل ازمة النفايات بحيث ان كل فريق سياسي يرمي الكرة باتجاه الآخرين ويربط تسهيل اقامة مطمر في منطقة حضوره الشعبي باقامة مطامر في مناطق اخرى، وقالت انه اذا استمرت الامور على ما هي عليه اليوم فهذه الازمة لن تجد نهاية لها في وقت قريب.
وفي سياق متصل، قالت اوساط قريبة من النائب طلال ارسلان ان الحوار مستمر بين ارسلان والجهات المعنية في الحكومة حول اقامة مطمر في الـ «كوستابرافا» خاصة ان ارسلان وابناء الشويفات لا زالوا على مواقفهم السابقة وبالتالي فالكرة في مرمى الحكومة التي لم تقدم اي شيء واضح ومحدد حول طبيعة المطمر وحول قضايا اخرى لها علاقة باقناع اهالي الشويفات بجدية الحكومة، لذلك قالت المصادر ان اي شيء محدد لم يتبلور حتى الآن بهذا الخصوص ولذلك فالاعتراضات ما تزال هي نفسها.
واشارت المصادر الوزارية الى الرهان على مخارج لكن جحيم المصالح المالية يعرقل حتى الآن الوصول الى مخارج حيث اقترحت في الساعات الماضية العودة الى «سرار» او «السلسلة الشرقية» لكنها بقيت في اطار الاقتراحات.
واكدت المصادر ان الحل يحتاج الى غطاء سياسي غير متوافر حتى الآن، خصوصاً ان روائح الفضائح تفوق ملايين الدولارات، وان النائب ابراهيم كنعان اعلن انه منذ العام 1996 الى اليوم كلفنا هذا الملف مليار و981 مليون دولار من مسار الجمع والكنس وغيره تقريباً ونحن نتحدث بالارقام ذاتها اليوم اي بحدود الملياري دولار.
ولفت الى ان معالجة النفايات يجب ان تكون على الاقل بين 50 و65% وهذا ما كان غائباً سابقاً حيث كانت النسبة 10% ونحن نسأل عن المبالغ المدفوعة لمعالجة النفايات.
وسيكون ملف النفايات على طاولة الحوار الوطني اليوم، رغم اعلان نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ضرورة ان تعود هيئة الحوار الى البحث في جدول اعمالها الاساس في حين اشارت المعلومات ان ملف النفايات سيطرح نفسه على طاولة الحوار، واذا طرح من قبل احد المتحاورين فسيفتح الرئيس بري النقاش بالملف خصوصاً ان مجلس النواب يدخل الدورة العادية بعد اول ثلاثاء من تاريخ 15 آذار، وهناك نية عند الرئيس بري بعقد جلسة تشريعية في المرحلة المقبلة.
ـ إجراءات لوزراء اعلام الخليج ـ
وعلى الصعيد السياسي فقد واصل مجلس التعاون الخليجي هجومه على حزب الله عبر سلسلة من الاجراءات واكد وزراء الاعلام بدول مجلس التعاون الخليجي في البيان الختامي للاجتماع الرابع والعشرين لوزراء الاعلام بدول مجلس التعاون الخليجي، اعلنوا انه «تم الاتفاق على اتخاذ كافة الاجراءات القانونية لمنع التعامل مع اي قنوات محسوبة على ميليشيات حزب الله.
وفي اجراءات دول الخليج، حيث حجبت دولة الامارات العربية المتحدة سمات الدخول عن الوفد اللبناني المشارك في فاعليات برنامج ملتقى الشباب العربي للمجموعات التطوعية في دبي والذي شكلته وزارة الشباب والرياضة وقد حجبت السمات ايضا عن الوفدين التونسي والجزائري اي على الدول التي اعترضت على تصنيف حزب الله منظمة ارهابية. وقد رحبت وزارة الخارجية الاميركية عبر نائب المتحث باسم الخارجية الاميركية مارك توتر بالاجراءات الخليجية ضد حزب الله، وان الولايات المتحدة الاميركية ستواصل مشاوراتها مع دول مجلس التعاون الخليجي حول امكان فرض عقوبات واي اجراءات لمواجهة انشطة حزب الله الارهابية في المنطقة، وذكر بالعقوبات التي اتخذتها بلاده على 3 افراد وشركتين لهم علاقة بجماعة حزب الله.
فيما تمنت مصادر في 8 آذار على الرئيس تمام سلام لو انه ضمن دعوته للسيد حسن نصر الله بوقف الهجمات على السعودية بدعوة الاخيرة الى التراجع عن قراراتها ايضا وعودة الهبة العسكرية للجيش اللبناني، ولو من باب التوازنات فقط، خصوصا ان حزب الله مكون سياسي لبناني ومشارك في الحكومة.
الجمهورية :
إلى الاهتمام بجلسة الحوار الوطني اليوم، وما يمكن أن توفّره من «تسهيلات» للحكومة لكي تتمكّن من طمر النفايات قبل أن «تطمرها»، ظلَّ الاهتمام منصبّاً على متابعة ملحقات القرارات السعودية والخليجية والعربية عموماً في حقّ لبنان، والتي تلاحقت منذ القرار السعودي بوقف الهبة للجيش والقوى الأمنية اللبنانية، والذي استُتبع بتصنيف حزب الله «تنظيماً إرهابياً». وعلمت «الجمهورية» أنّ مراجع عليا وقيادات سياسية بارزة تقوم بمساعٍ حثيثة بعيداً من الأضواء بغية تطبيع العلاقة اللبنانية ـ السعودية خصوصاً، واللبنانية ـ الخليجية عموماً. وتضيف المعلومات أنّ أصحاب المساعي أبلغوا إلى الجانب السعودي بعضَ الأفكار في هذا الصَدد وينتظرون ردوداً عليها، ويتوسّم هؤلاء خيراً مِن «الزيارة المحتملة» لوفدٍ إيراني إلى الرياض والتي تحدّث عنها الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني قبل أيام. علمت «الجمهورية» أنّ أجواء فرنسية بدأت تتسرّب عن نتائج زيارة ولي العهد السعودي محمد بن نايف الاخيرة لباريس، وتفيد أنّ الرياض أكدت لباريس أنّها لن تتراجع عن موقفها، إنّما ستحاول أن تستهدف إجراءاتها «حزب الله» فقط، وتحَيّد لبنان كدولة واللبنانيين كشعب. كذلك ستحتفظ المملكة بالسلاح الفرنسي بموجب الهبة السعودية وديعةً يصونها الجيش السعودي، إلى حين عودة المياه إلى مجاريها بين البلدين.
واشنطن
في هذا الوقت، لقيَ قرار دول مجلس التعاون الخليجي الأخير بتصنيف «حزب الله» تنظيماً إرهابياً ترحيباً اميركياً. وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر «إنّ الولايات المتحدة ستواصل مشاوراتها مع دول مجلس التعاون الخليجي حول إمكانية فرض عقوبات وأيّ إجراءات أخرى لمواجهة أنشطة «حزب الله» الإرهابية في المنطقة».
وذكّر بأنّ بلاده كانت قد أعلنَت الحزب «جماعة إرهابية أجنبية منذ عام 1997»، وفرضَت عقوبات خلال هذا العام على ثلاثة أفراد وشركتين، لهم علاقات بالحزب. ودعا كافة الدول إلى إعلان الحزب «تنظيماً إرهابيا» ، قائلاً إنّ الحزب «لا يزال يلعب دوراً في إثارة زعزعة الاستقرار في المنطقة وممارسة أنشطة إرهابية». وأكد أنّ واشنطن ستواصل التصدّي لأنشطة «حزب الله» في المنطقة.
إلى ذلك، أعلنَت الولايات المتحدة أنّها عبّرت للسعودية عن قلقها حيال قرار الرياض تعليقَ المساعدات العسكرية التي كانت تنوي تقديمها إلى الجيش اللبناني، مشدّدةً على أنّ المساعدات الدولية أساسية لكبحِ تأثير جماعة «حزب الله» المدعومة من إيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي في مؤتمر صحافي: «لقد نقلنا مخاوفَنا بشأن التقارير عن قطعِ المساعدات مع السلطات السعودية.»
وأضاف كيربي: «المساعدة للقوّات المسلّحة اللبنانية وغيرها من المؤسّسات الشرعية الحكومية أساسية للمساعدة في تحجيم حزب الله ورُعاته الأجانب.» وأكّد أنّ المساعدات الأميركية للجيش اللبناني ستستمرّ، مضيفاً: «لا نريد تركَ الساحة خاليةً لحزب الله أو رُعاته.»
إيران
ومِن جهتها، إيران أكّدت «أنّ سوريا ستكون مستنقعاً جديداً للسعودية»، وقال مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان تعليقاً على احتمالات التدخّل البرّي السعودي في سوريا: «إنّ أقصى ما يمكن الرياض ان تفعله هو إرسال عدد من القوات الى سوريا في إطار التحالف، لكنّ سوريا ستكون مستنقعاً جديداً للسعودية».
وأضاف: «دعَمنا سوريا وشعبها والمعارضة التي تؤمن بالآلية السياسية والرئيس بشّار الأسد لكي نوجّه هذه الرسالة بصوت عالٍ بأنّ الجمهورية الإسلامية الايرانية لن تسمح للإرهابيين بأن يطيحوا بحليفها».
«حزب الله»
بدوره، اعتبر «حزب الله» أنّ السعودية خدمته بتوصيفه بالإرهاب، «لأنّها استفزّت شعوب العالم الإسلامي وأحرارَ العالم وبيَّنت مكانة المقاومة».
وقال نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم إنّ السعودية «أوقعت نفسَها في الفخ لأنّها استخدمت المصطلح الإسرائيلي نفسَه، فإسرائيل تقول عنّا إرهاباً، والسعودية تقول عنّا كما تقول إسرائيل بأنّنا إرهاب». وأضاف: «إذا لم تتراجع السعودية عن موقفها وأعمالها البشعة فستصبح قريبًا العلاقة معها تُهمة».
الحريري
ولفتَ الرئيس سعد الحريري الى أنّ لقاءَه مع الوزير السابق عبد الرحيم مراد «تخلّلته أجواء مصارحة تامة»، وأكد خلاله «التمسّك بمبادئنا وثوابتنا السياسية والوطنية، وأنّنا مع ثورة الشعب السوري وضد النظام السوري، علناً وعلى رأس السطح، وضد تدخّل إيران في لبنان وفي أيّ دولة عربية، وشدّدتُ أيضاً على أننا نرفض سرايا المقاومة وممارساتها».
وشدّد الحريري على أنّ «مشروعنا مشروع وطني لكلّ لبنان، ولسنا مستعدّين للمساومة على مبادئنا وثوابتنا الوطنية مهما كانت التحديات. وكما تَعلمون، طرحنا مبادرةً لانتخاب رئيس للجمهورية لإنهاء الفراغ، لأنّ الفراغ قاتل ومدمّر للدولة والوطن، ونأمل إنْ شاءَ الله أن نتمكّن من انتخاب رئيس للجمهورية قريباً، ونحن نبذل كلّ ما في وسعِنا لتحقيق هذا الهدف. هناك أمور اتّفقنا عليها مع المرشّح النائب سليمان فرنجية، وأخرى نختلف عليها، واتّفقنا على تركِ المسائل الخلافية جانباً، والعلاقة القائمة بيننا يَحكمها الصدق والصراحة».
ووصَف الحريري المرحلة بأنّها «صعبة»، وقال: «نَبذل جهوداً دؤوبة للمحافظة على الأمن والاستقرار وتَجنيب البلد الانجرار إلى أيّ مشكلة أو فتنة، ومنع تمدّد الحروب والحرائق التي تَحدث حولنا في سوريا والعراق وغيرهما».
النفايات على طاولة الحوار
سياسياً، يترقّب الجميع ما ستحمله الساعات المقبلة من تطورات على صعيد معالجة كارثة النفايات، والتي يفترض أن تكون جلسة هيئة الحوار الوطني في عين التينة اليوم حاسمةً لجهة اختيار المطامر والتوافق عليها لكي تتمكّن الحكومة من تنفيذ الشقّ التقني والأمني لخطة المعالجة.
وتنعقد جلسة الحوار بغياب بعض أقطاب الكتل النيابية. فإلى الغياب المؤكّد لرئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الموجود في باريس للقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والذي تأجّلَ إلى عصر يوم الجمعة، من المرجّح أن يستمر رئيس تكتل «الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون في تغيّبِه عن الجلسة وسيمثّله رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل.
برّي
وأوضَح رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زوّاره أمس أنّ جدول أعمال جلسة الحوار اليوم سيتناول بندَين اثنين: الأوّل، قانون الانتخاب، والثاني، تفعيل العمل التشريعي في مجلس النواب، خصوصاً أنّ العَقد التشريعي الأوّل للمجلس لهذه السَنة سيبدأ في أوّل يوم ثلثاء بعد 15 آذار الجاري، أي في الثاني والعشرين منه». وأشار بري الى أنّه يمكن أن يضاف الى هذه الجدول أيّ بند يتّفق عليه المتحاورون بالإجماع.
ولم يُبدِ بري أمام زوّاره مساء أمس أيّ خوف على مصير الحكومة في ضوء ما يُنقل عن رئيسها من تلويح بالاستقالة. وأكد أنّ في إمكان رئيس الحكومة ان يدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد في أيّ وقت، لكن يبدو أنّه يَستمهل في الدعوة إلى جلسة في انتظار إيجاد حلّ لموضوع المطامر.
مصادر سلام
في غضون ذلك، قالت مصادر سلام لـ«الجمهورية» إنّه يَحمل إلى هيئة الحوار اليوم تقريراً شفوياً حول ما آلَ إليه ملف النفايات، من دون أن يحمل أيّ مقترحات محدّدة لم يتبلّغها بعد، وسيؤكد مجدداً أنّه لن يدعو اللجنة الوزارية المكلّفة مهمة معالجة النفايات ولا مجلس الوزراء إلى أيّ اجتماع قبل أن يتبلّغ التوافق النهائي على مواقع المطامر التي تحتاجها الخطة المرحلية كما وضعتها لجنة الوزير أكرم شهيّب الوزارية ـ الإدارية والفنّية.
نصفُ انفراج
وقالت مصادر وزارية مطّلعة لـ«الجمهورية» إنّ أبواب انفراج في ملفّ النفايات فتِحت «نِصف فتحة» في الساعات القليلة الماضية، ما يؤشّر إلى أنّ المخرج باتَ قابَ قوسين أو أدنى من بلوغه، ويمكن الكشف عنه في ربع الساعة الأخيرة الفاصلة عن الموعد الأقصى الذي حدّده سلام ظهر غدٍ الخميس، وهو ما سيَدفعه الى تجميد الإجراءات التي هدّد باللجوء إليها، ومنها ما تَردّد عن احتمال تجميد العمل الحكومي واعتكافه عن ممارسة مهامّه.
وتزامنَت أجواء الانفراج مع الإشارة إلى نتائج الاتّصالات والاجتماعات الجارية، وتحديداً تلك التي شهدَها بيت الوسط، ومنها اجتماع الحريري والوزراء أكرم شهيّب ووائل ابو فاعور والوزير نهاد المشنوق في بيت الوسط مساء يوم الإثنين الماضي، والذي عكسَ تطوّراً في الموقف من تثبيت مطمر جديد في منطقة إقليم الخروب، بالإضافة الى إعادة فتح مطمر الناعمة لاستيعاب ما تجمّعَ من نفايات في بيروت والمناطق في الأشهر الماضية، والتي ضاقت بها مستودعات الشركات ومحيط مجاري الأنهر والجبال المستحدثة منها.
وترافقَت أجواء الانفراج في ملفّ النفايات مع توجيه رئيس الحكومة دعوةً أمس إلى أعضاء اللجنة الوزارية المكلّفة ملفّ النازحين السوريين إلى الاجتماع عصر يوم الاثنين المقبل، ما يوحي بأنّ استمرار العمل الحكومي هو المرجّح.
وكان سلام خصّصَ معظم ساعات العمل أمس للتحضير لملفّ النفايات الذي سيَحمله الى هيئة الحوار. ولم يسجَّل في السراي الحكومي أيّ نشاط سوى اللقاء الذي جمعَ سلام ووزير الشباب والرياضة عبد المطلب حنّاوي الذي قصَده للتشاور في القرارات التي باشرَت بها دول مجلس التعاون الخليجي بحجبِ سمات الدخول الى دولة الإمارات العربية المتحدة لوفد الوزارة الذي كان ينوي المشاركة في فاعليات برنامج «ملتقى الشباب العربي الأوّل للمجموعات التطوّعية» في دبي والنتائج المترتبة عليها، خصوصاً أنّها تزامنَت وحجبها عن وفدَي الجزائر وتونس.
وتزامنَ اللقاء مع أولى خطوات مقاطعة مطار بيروت على مستوى الطيران المدني من الشركات الخليجية، حيث ألغَت شركة الطيران السعودية حجوزاتها إلى بيروت انطلاقاً من مطار الكويت الدولي فقط كمرحلة أولى ودعَت في تعميم إلى المكاتب، إلى رفعِ كلّ القيود عن تذاكر السفر «المحجوزة» بما يَسمح للمسافرين باستعادة قيمة التذكرة أو تغيير المسار فوراً.
وجاءت هذه الخطوة في أجواء توحي بإمكان تعميم هذا القرار على مستوى شركات الطيران الخليجية الوطنية والخاصة، وستبقى الحركة محصورة بالطيران الفردي والخاص.
اللواء :
إذا صدقت النيّات، فإن طاولة الحوار «ستوقع» اليوم على اتفاق يفترض ان يكون أنجز بين المساء والصباح ليغدو على الطاولة من أجل إنهاء أشهر ثقيلة شغلت البلاد والعباد، وكادت تُهدّد الحكومة والمجتمع والتحالفات والروابط السياسية، تحت عنوان أزمة النفايات وأزمة المطامر وأزمة الترحيل والسمسرات والسرقات والاختلافات، وكل الموبقات التي كشف هذا الملف، بدءاً من الحراك المدني في الشارع في 17 تموز الماضي، إلى لحظة عقد الجلسة 16 لهيئة الحوار الوطني في عين التينة ظهر اليوم، حيث يغيب عن الجلسة النائبان وليد جنبلاط وميشال عون ووزير السياحة ميشال فرعون باعتباره الممثل الكاثوليكي في طاولة الحوار، الأوّل بسبب وجوده في باريس للقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والثاني للاعتبارات نفسها التي أملت عليه غيابه عن الحوار في الجلسات السابقة.
والاتفاق بصورته التي حصلت عليها «اللواء» وكانت اشارت إليه أمس، هو على الشكل الآتي:
1- مطمر سرار في عكار، حيث كان للرئيس سعد الحريري الدور الأكبر في معالجة الاعتراضات البلدية والاختيارية والبيئية على استحداثه في المنطقة، وإدخال ما يلزم من مواصلات صحية وتجهيزات تساهم في إنجاح عملية التفكيك الحراري وانتاج الطاقة والاسمدة.
2- مطمر «الكوستا برافا» إذ تفيد المعلومات ان وزير المال علي حسن خليل بمساعدة من «حزب الله» تمكن من إقناع الأمير طلال أرسلان بوقف اعتراضه القوي على استخدام المطمر وتلبية بعض مطالبه سواء لجهة المدة أو العوادم والروادم التي يمكن ألا تؤثر لا على حركة الطيران ولا على التلويث البيئي بما في ذلك شاطئ خلدة.
3- مطمر برج حمود بعد الوقوف على مطالب حزب الطاشناق والفريق الأرمني، والأخذ باقتراحات النائب ميشال المرّ.
4- إعادة فتح مطمر الناعمة لمدة أسبوع فقط بمساعدة من النائب وليد جنبلاط، بعد ان اعترض على فتح أي مطمر في الإقليم بين برجا وبعاصير، وفي ضوء المواصفات التي اقترحها في تقريره وزير الزراعة اكرم شهيب قبل تنحيه عن ملف البيئة.
اما مسيحياً، فبالاضافة إلى مطمر برج حمود، فإن وزيري «التيار الوطني الحر» اعربا عن استعدادهما البحث في استحداث مطمر في كسروان أو المتن، الا ان لا رابط بين الاستحداث وإطلاق العمل في المطامر الأربعة المذكورة.
وعليه، أكّد مصدر وزاري موثوق به لـ«اللواء» ليل أمس، ان هيئة الحوار ستخرج باتفاق ينهي الازمة ما لم تبرز عقبات جديدة لم تكن بالحسبان.
وحسب صيغة التسوية، فإن مجرّد التفاهم على المطامر سيعود الرئيس تمام سلام عن قراره بتعليق جلسات مجلس الوزراء ويدعو المجلس إلى الانعقاد للتصديق على الخطة وإطلاق صفارة التنفيذ.
ومع طي صفحة تعليق الجلسات أو الاستقالة، تستأنف الحركة الحكومية، لا سيما بعد ان وجه الرئيس سلام الدعوة إلى اللجنة الوزارية بشأن النازحين للاجتماع الأسبوع المقبل.
وعشية الجلسة، أكّد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج، والذي كان زار الرئيس الحريري أمس انه لا يمكن إبقاء النفايات في الشوارع ريثما تنضج الحلول المثالية، كقيام المصانع أو إرسال البلديات مشاريعها، لا سيما وأن هناك ثلاثة آلاف طن من النفايات يومياً في الشارع.
وكشف دو فريج لـ«اللواء» ان هم الرئيس سلام «أكل العنب لا قتل الناطور»، لكنه لن يبقى مكتوف اليدين والأزمة تتفاعل في الشارع، مشيراً إلى دور الرئيس الحريري في إزالة العقد من امام هذا الملف.
وإذا كان الوزير شهيب اعتصم بالصمت، مشيراً إلى انه مهتم فقط بشؤون وزارة الزراعة، فإن الوزير خليل استهل يومه بالتغريد عبر «تويتر» كاشفاً عن مسودة يجري وضع الرتوش عليها لمعالجة ملف النفايات، بالتزامن مع معلومات اشارت إلى ان الأمور ليست مغلقة تماماً، وأن ارتفاع وتيرة الاتصالات واللقاءات بين القوى السياسية دليل على الوصول إلى حل يرضي الجميع بمن فيهم الرئيس سلام، علماً ان مصادر اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الملف أفادت بأن لا معلومات لديها تُشير إلى ان أزمة النفايات ذاهبة إلى الحل، رغم اقرارها بأن دور اللجنة في هذه المرحلة ليس دوراً اساسياً، خصوصاً في هذه المرحلة المفصلية.
خطة إنقاذية
على صعيد سياسي، أعربت مصادر وزارية واسعة الاطلاع عن اعتقادها بأن الرئيس نبيه برّي سيقترح على طاولة الحوار اليوم خطة سياسية إنقاذية تقضي بالآتي:
1- تثبيت الهدوء السياسي والابتعاد عن الحملات.
2- حماية الاستقرار الأمني والاقتصادي.
3- مواصلة الجهود لتطويق الأزمة بين المملكة العربية السعودية ولبنان، وتثبيت سياسة النأي بالنفس.
وفي هذا السياق، فإن الرئيس سلام مدعوماً من هيئة الحوار، سيستأنف اتصالاته مع الرياض لتطويق الأزمة على قاعدة الفصل بين القرارات الرسمية وبعض المواقف السياسية والحزبية، وإن كان أطرافها مشاركون في الحكومة، وفق توجه قوم على مرتكزين: إلتزام الإجماع العربي وصون الوحدة الوطنية اللبنانية.
الحريري
وقبيل الجلسة، جدد الرئيس الحريري أمام الهيئات الإدارية لـ40 جمعية بيروتية، الاستمرار في بذل الجهود لتجنيب لبنان الانجرار إلى أي مشكلة أو فتنة، ومنع وصول الحرائق المشتعلة في سوريا والعراق وغيرها إلى لبنان، مشدداً على أن بيروت التي تحتضن الجميع ستبقى عاصمة الثقافة والعلم. لكنه أشار إلى أننا «لسنا على استعداد للمساومة على مبادئنا وثوابتنا الوطنية»، مذكّراً بأنه طرح مبادرة انتخاب رئيس للجمهورية بهدف «إنهاء الفراغ» الذي وصفه بأنه «قاتل ومدمّر للدولة والوطن»، مؤكداً بأنه مع ثورة الشعب السوري وضد النظام، وضد تدخل إيران في لبنان أو في أي دولة عربية ونرفض «سرايا المقاومة» وممارساتها.
وفي سياق متصل، أخذت كتلة المستقبل على الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله تماديه في التهجم والإفتراء على المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وباقي الدول العربية.
وأشارت الكتلة إلى أن السيّد نصر الله و«حزب الله» يستمران بالإضرار بلبنان واللبنانيين وضرب مصالحهم، داعية إياه إلى مراجعة جدّية وعميقة لانحرافه عن مواجهة العدو الإسرائيلي والعودة إلى كنف الوطن.
وتأتي هذه التأكيدات، سواء من الرئيس الحريري أو كتلة «المستقبل» بالتزامن مع قرار إضافي صدر عن وزراء الإعلام في مجلس التعاون الخليجي، في سياق الإجراءات العربية، بعد تصنيف حزب الله وقياداته منظمة إرهابية، حيث اتفق الوزراء على «اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمنع التعامل مع أي قنوات محسوبة على ميليشيا «حزب الله»، على أن تسري الإجراءات القانونية على كافة شركات الإنتاج والمنتجين وقطاع المحتوى الإعلامي وكل ما يندرج تحت مظلة الإعلام» (الخبر في مكان آخر).
وهذا القرار سبقه أمر بعثت به الخطوط الجوية السعودية إلى مكاتبها في الكويت لإيقاف حجز تذاكر السفر على متن طائراتها إلى لبنان حتى إشعار آخر، وفقاً لما ذكرته صحيفة «القبس» الكويتية.
وهذان التطوران سيستأثران بالإهتمام اللبناني بالنظر لانعكاساتهما على الاتصالات بين لبنان ودول الخليج أو مع المؤسسات الإعلامية اللبنانية، بما فيها المؤسسات الرسمية، في حين استبعدت مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة أن يدرج موضوع «حزب الله» كمنظمة إرهابية على اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم وغداً في القاهرة، نظراً لاعتراض كل من الجزائر وتونس، ثم لبنان عليه.
في هذا الوقت، وفيما واصلت محطة «المنار» حملتها على السعودية، ضمن محطات المواقف المعروفة، سواء في ما خصّ اليمن، أو الخلافات مع إيران أو غير ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان الولايات المتحدة أبلغت حليفتها السعودية «قلقها» حيال قرار المملكة الرجوع عن تقديم مساعدة عسكرية للبنان كانت عبارة عن برنامج تجهيز دفاعي بقيمة ثلاثة مليارات دولار يشمل اسلحة فرنسية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي خلال مؤتمر صحافي ان واشنطن اعربت للرياض عن «قلقها حيال قطع المساعدة العسكرية» السعودية عن لبنان، من دون مزيد من التفاصيل عن فحوى «المحادثة الدبلوماسية». واشار كيربي الى ان «دعم القوات المسلحة اللبنانية امر مهم لايجاد توازن مع حزب الله ورعاته في الخارج» في اشارة الى ايران. وشدد المتحدث الاميركي على ان «القوات المسلحة اللبنانية تستحق من الاسرة الدولية الاستمرار في دعمها».
الاخبار :
لم يكن ينقص قطاع الاتصالات في لبنان إلّا أن تكشف «لجنة الإعلام والاتصالات» النيابية، أمس، عن وجود عدد من الشركات «المجهولة» التي تقدّم الانترنت للبنانيين بصورة غير شرعية وقانونية، من خارج إطار قطاع الاتصالات الرسمي، ومن مصادر مجهولة!
وكشف رئيس اللجنة النائب حسن فضل الله، في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الاتصالات بطرس حرب، بعد اجتماع اللجنة أمس، أن «هناك بعض الجهات والشركات عمدت إلى تركيب تجهيزات ضخمة في بعض الجرود ومرتفعات بعض المناطق اللبنانية، وتعمد هذه التجهيزات الى أخذ الانترنت من الخارج ومن ثم تزويد المواطنين باشتراكات غير شرعية وغير قانونية». وأضاف فضل الله أن «وزارة الاتصالات، كما تبلغنا من معالي الوزير حرب، عمدت إلى اتخاذ مجموعة من الاجراءات وزوّدت النيابة العامة التمييزية والنيابة العامة المالية والأجهزة الأمنية بملف كامل، وأيضاً سلمت الوزارة إلى لجنة الإعلام والاتصالات ملفاً كاملاً حول هذه الخروق في مجال الانترنت».
كلام فضل الله عكس النقاشات التي دارت خلال جلسة اللجنة، بعد أن عرض حرب تقريراً مفصّلاً عن عمل الوزارة خلال المرحلة الماضية، والتقدّم الذي حققته والعثرات التي تواجه قطاع الاتصالات. إلّا أن الحديث حول مسألة الشركات المجهولة وغير الشرعية أخذ حيّزاً مهماً من النقاش، خصوصاً أن وزارة الاتصالات كانت قد أخذت علماً قبل مدة بهذه المخالفات التي تحمل أخطاراً أمنية بالغة، إضافة إلى «لاشرعيتها» المالية، ولم تتحرّك الأجهزة الأمنية حتى اللحظة للتحقق من الأمر. وعلمت «الأخبار» أن شركات لا تزال غير معروفة قامت بتركيب هوائيات و«آنتينات» لالتقاط شبكة الانترنت من جهات مجهولة أيضاً، في جرود تنورين وجرود الضنية، وهذه الجهات تقوم بتزويد المشتركين بالانترنت من خارج قطاع الاتصالات الرسمي.
وكشف حرب خلال الجلسة عن هذه المعلومات، بعد تقرير عمل الوزارة، الذي تبيّن فيه أن أعداد الشركات التي تزوّد الانترنت بشكل قانوني(isp) ارتفع من 37 إلى 112، مع وجود أعداد غير معروفة من الشركات التي تزوّد المواطنين بالانترنت بصورة غير شرعية.
ووضع فضل الله المخالفات في إطارين: الأول أمني، و«جميعنا يذكر شبكة الباروك التي جرى وضع اليد عليها في الماضي، وتبين أن هناك شبكة تجسّس إسرائيلية كبيرة على لبنان من خلال ما عرف بشبكة الباروك، واليوم هناك شبكات مماثلة. لكن لن نستبق التحقيقات لكي نكشف عنها ولن نوجّه اتهامات الآن لأحد، لكن هناك مخاطر حقيقية، وقد تكون هذه الشبكات مخروقة من قبل العدو الاسرائيلي، أو حتى من قبل أي جهة تريد أن تتجسّس على لبنان». وفي الإطار الثاني، أشار رئيس اللجنة إلى أنه في المخالفات «هناك تهرّب كبير من دفع الرسوم والاموال العائدة للدولة اللبنانية، ونعرف أن قطاع الانترنت هو اليوم من القطاعات الانتاجية في لبنان».
بدوره، أشار حرب إلى أنه «بلغنا من معلومات ومن شكوى حول قيام أشخاص لا نعرفهم بعد بمّد شبكات وخدمات للإنترنت للخدمات الهاتفية واللاسلكية في لبنان بطرق غير شرعية»، وأنه قدم شكوى حول الأمر إلى الن