يشكل اليوم العالمي للمرأة في 8 آذار من كلّ عام فرصةً للتذكير بوضعها ومطالبها وحقوقها المهدورة وأيضاً إنجازاتها، فهي الأم والأخت والإبنة والحفيدة والجدة فيليق بها العيد اليوم وكل أيام السنة.
حدد هذا اليوم للإحتفال بالتقدم الذي أحرزته المرأة عالمياً سواء بإنجازاتها التي غيرّت مسار التاريخ في الكثير من الأحيان، أو محاربتها لبعض الثقافات البالية لتحسين مكانتها في المجتمع، أو تضحياتها التي قدمتها على مذبح الحرية، حيث إحتفل بيوم المرأة العالمي للمرة الأولى في العام 1909، حيث قام حشد من النساء بالاحتجاج على عدم المساواة الاجتماعية.
فهذه المرأة ما زالت كلّ يوم تفاجئ المجتمع الذكوري تقتحمه، ترتفع الى أعلى المراكز فيه، وتضفي عليه لمسات من أنوثتها، بل تؤنّثه غالباً، هي خمسة أحرف كفيلة بتغيير صورة كاملة هذه الأحرف تُعطي الحياة، تؤسس العائلة وتبني مجتمع.." إمرأة ".. هي التي لا تكلّ ولا تملّ، فهي الكائن الصامد والصبور، إنّها الانسان القادر على كلّ شيء، لا تستسلم ولا تتردّد، فهي ربّة المنزل، والعائلة، وحاكمة العالم هي التي تنقل العلم والثقافة والامل إلى أجيال .
فبالرغم الاحترام والتفوق الذي تلقاه المرأة في المجتمع اللبناني عامة في الوطن، وفي بلاد الإغتراب فهي نجحت وتميّزت أيضاً خارج الوطن فبرزت المحامية، أمل علم الدين في المحاكم الدولية، ورسمت كلّ من سيّدة أفغانستان الاولى رولا سعادة، وزوجة رئيس "الفيفا" اللبنانية لينا الأشقر وغيرهن كثيرات من اللبنانيات اللواتي أبدعن خارج الوطن.
ففي لبنان أيضًا للمرأة فضل كبير إذ عانت من قوانين مجحفة بحقها في ظلّ مجتمع ذكوري حرمها أبسط حقوقها، كمنح الجنسية لأولادها على رغم أن القانون يساوي بين اللبنانيين جميعًا بالحقوق المدنية والسياسية من دون أي فرق بينهم.
إضافةً إلى ذلك، لا تزال حقوقها مضطهدة في بعض المجتمعات ، لا سيما أننا ما زلنا نسمع ببعض الإرتكابات والجرائم التي تطالها بشكل معيب دون أن تشمل قضايا النساء المعنفات حقها من العدالة كما يجب، فلا تزال هناك نساء في مجتمعنا غير قادرة على تحقيق الدور الريادي التي تستحق أن تؤديه في مجتمع يقال أنها نصفه .
خلاصةً.. التغيير يبدأ من داخل كل منزل من نظرة المرأة اللبنانية لنفسها لأنها الأم والأخت والإبنة ولأنها ليست طائفةً ولا حزباً، فهي تستحق العيش بكرامة والمساهمة بتغيير مصير مجتمع وأجيال قادمة، لا بل مصير وطن..