إنتشر يوم أمس هاشتاغ "إلى المملكة العربية السعودية الفاشلة" بكثافة ووجد محور الممانعة في هذا الوسم متنفّسا للتعبير عن حقدهم وكراهيّتم ورفضهم للقرار الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي والذي يقضي بتصنيف "حزب الله" تنظيمًا إرهابيًّا.
ومن بين هذه الوسوم كانت تغريدة لافتة لجواد نصرالله نجل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيث غرّد قائلا أن " المملكة السعودية الفاشلة أضاعت القدس وباعت القضية"، ظنّا منه أن تنظيم حزب الله ما زال على الطريق الصحيح ولم يته عنه أبدًا.
صحيح أنّ خطابات نصرالله وغيرها لم تخلُ من ذكر فلسطين والقضيّة الفلسطينية وقد حاول في عدة مواقف أن يُظهر نفسه بمظهر البطل الخارق المؤمن بالقضية والمدافع عن المستضعفين إلّا أنّ الطريق التي يتبعها وتنظيمه توضح عدم مصداقيّة أقواله.
ربّما بداية قبل سنة الـ2000 وقبل أن يتغير مسار السلاح الذي كان موجّها نحو العدو الاسرائيلي إلى عبرا والى الداخل اللبناني وقبل أن يصبح السلاح محاولة لقمع أهالي السعديّات ومنعهم في الدفاع عن حقوقهم في وجه ما يدعى "سرايا المقاومة"، كان حزب الله سائرا على الطريق الصحيح لكن بعد كل ما ذكرناه سابقا وبعد أن أدخل نصرالله حزبه في آتون الحرب السورية من أجل تنفيذ مشروع فارسي يقضي بتحويل لبنان وسوريا إلى جمهوريتين إسلاميّتين أضاع البوصلة وباع القضية الفلسطينية لأجل إيران.
فالسؤال الذي نطرحه هنا ما هي علاقة الزبداني والقصير واليمن والعراق بالطريق إلى القدس طالما أنّه يمكن لحزب يملك قوة 95 بالمئة من قوة جيوش العالم أن يدخل من الجنوب إلى اسرائيل من أجل تحرير فلسطين بدلا من أن يتّبع طرقا ملتوية ويصل منهك الحال إلى مبتغاه.
ومن ينهك نفسه في حرب لا تقدّم له أي خدمة في نصرة قضية ينادي بها منذ أن أنشأ حزبه لا يدلّ سوى على حقيقة طالما حاول إخفاءها ألا وهي استخدام هذه الذريعة كغطاء لتنفيذ مشروع فارسي وما اهتمام نصرالله بالقضية السورية بعيدا عن فلسطين إلا لخدمة مصالح إيرانية بعيدة عن الوطنية.
ختاما، يبدو أن نصرالله قد أضاع الطريق كوالده ونسي أنّ القدس لا تمرّ على جثث أطفال سوريا ومجاعتهم في مضايا وغيرها من المناطق السورية المحاصرة.