شكل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس مناسبة للسيد ليتوجه بها إلى الرأي العام العربي الشعبي والسياسي وخصص نصر الله جزءا من الخطاب ليعدد مواقف الحزب تجاه أهل السنة، مستفيدا من عرض مشاركات الحزب في البوسنة والهرسك لمناصرة أهل السنة والجماعة هناك خلال حرب الإبادة التي تعرض لها المسلمون هناك وتحدث نصر الله عن مساهمات الحزب في محاربة تنظيم داعش الذي يعتبره العالم أجمع تنظيما إرهابيا مستفيدا من المشاركة العسكرية للحزب في سوريا والعراق واليمن وغيرها .
أراد السيد نصر الله من خلال ذلك التوجه إلى الرأي العام العربي الشعبي خصوصا ليستعيد ما فقده الحزب من رصيده الشعبي عربيا جراء مواقف الحزب وخياراته السياسية والعسكرية في مقاربة القضايا العربية وفي علاقاته مع المملكة العربية السعودية تحديدا .
ربما هو شعور بالخطر انتاب السيد نصر الله على اهتزاز أو تلاشي صورة الحزب وصورته شخصيا كزعيم في الشارع العربي، وقد أدى هذا الخطر الى ضرورة أن يتوجه نصر الله الزعيم الى الشعوب العربية عله يستعيد وهج التأييد والإلتفاف حول المقاومة التي صمدت وحررت وانتصرت على العدو الإسرائيلي الذي شكل في ذلك الوقت العدو الوحيد للشعوب العربية قاطبة .
أن يحاول السيد نصر الله استمالة الشعوب العربية، هو استشعار بالخطر الذي وصل إليه الحزب عربيا وشعبيا وهو استشعار بالفراغ العربي في رصيد الحزب، ومن الطبيعي أن يقود ذلك التوجه من جديد لتجميل الصورة واستعادة الزعامة، ولكن عقبات كبيرة باتت أما السيد نصر الله وحزب الله في استعادة هذا المجد والصورة المشرقة لحزب الله والمقاومة .
إن المواقف والخيارات السياسية والعسكرية التي لجأ إليها الحزب منذ اندلاع الأزمة السورية ومواقفه اللاحقة تجاه الأزمات في اليمن والتحركات الشعبية في البحرين والهجوم الإعلامي الأخير على المملكة العربية السعودية، كانت كفيلة بتغير المزاج العربي تجاه الحزب والمقاومة وقد أصابت هذه المواقف حزب الله في الصميم وفقد بين ليلة وضحاها صورة المقاومة المشرفة وصورة الزعيم القائد ليتلاشى كل شيء مع الإصرار على هذه المواقفة الخاطئة والسياسات القاتلة .
قد لا يستطيع نصر الله استعادة الشارع العربي بسهولة مع الإصرار على مواقف الحزب المتطرفة ولن يستطيع نصر الله تشكيل رأي عام جديد مناصر للمقاومة في ظل السياسات المتبعة حاليا في سوريا واليمن وغيرها وإن المشكلة تكمن في أن يستطيع حزب الله إعادة هيكلة مواقفة تلك وإعادة النظر باستراتيجيات الحزب من القضايا المطروحة ومناصرة القضايا العربية والثورات العربية المحقة وتأييد خيارات الشعوب والثورات، تلك هي المشكلة الأساسية التي تعترض استعادة نبض الشارع العربي الى حزب الله فهل يستطيع السيد نصر الله القيام بذلك ؟