في مستجدات المشهد المتصل بعلاقات لبنان العربية، برزت خلال الساعات الأخيرة مؤشرات رسمية متقاطعة ترفع منسوب الأمل الوطني بمحاصرة سلبيات هجوم «حزب الله» المتمادي على العرب وعزل رواسبه الإيرانية الشاذة عن المسار التاريخي لهذه العلاقات، بدءاً ممّا عكسه تأكيد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنّ إجراءات المملكة لا تستهدف «الحكومة اللبنانية«، مروراً بما تضمنه «الكلام الممتاز» الذي عبّر عنه رئيس الحكومة تمام سلام مساءً وفق تقويم مصادر ديبلوماسية عربية لـ«المستقبل»، وصولاً إلى ما نقلته مصادر لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري مع السفير السعودي علي عواض عسيري من «أجواء ممتازة» خيّمت على اللقاء. في وقت كان الرئيس سعد الحريري يضع الإجراءات الخليجية الأخيرة بحق لبنان في إطار «الخوف عليه وليس الغضب منه»، معيداً على المستوى الداخلي التصويب على أمّ المشاكل الوطنية المتمثلة بمشكلة «السلاح غير الشرعي»، بينما أبدى الحريري في معرض التمسك «قولاً وفعلاً» بصيغة
العيش المشترك رفضه التموضع في «قفص» طائفي ومذهبي: «أنا لبناني أولاً، أتشرف أن أكون مسلماً سنياً ولكني أيضاً أمثل كلّ اللبنانيين المسلمين والمسيحيين».
الحريري، وخلال استقباله في بيت الوسط وفداً موسّعاً من فعاليات ورؤساء بلديات ومخاتير وكوادر منسقية «تيار المستقبل« في البترون وجبيل، جدد عزمه على تعزيز مقومات دولة المواطنة قائلاً: «هناك من يفكر بحصر نفسه بزاروب أو حيّ بالسياسة، ولكن حين أقول العيش المشترك فأنا أعيشه في كل لبنان وأمارسه وأتنفسه، وإن كان هناك من يريد وضعي في قفص طائفتي ومذهبي فأنا لا أوضع في قفص». وإذ لفت إلى أنّ البلد يعيش «حرباً باردة على صعيد الانقسام السياسي»، أشار الحريري إلى أنّ المشكلة ليست بالنظام المرتكز على دستور الطائف إنما في «وجود سلاح غير شرعي مع طرف لبناني» بحيث لا ينفع مع بقائه «أي عقد سياسي جديد»، مشدداً في الوقت عينه على كون «حزب الله» لا يمتلك تقرير مصير سلاحه لأنّ «القرار بخصوصه بيد النظام الإيراني» والتسوية بشأنه «إقليمية صرفة».
وفي إطار لقاءاته السياسية، استقبل الحريري كلاً من وزراء المالية علي حسن خليل، والزراعة والصحة والداخلية أكرم شهيب ووائل أبو فاعور ونهاد المشنوق، فضلاً عن الوزير السابق فيصل كرامي الذي أقام على شرفه مأدبة غداء استعرضا خلالها مختلف المستجدات وأكد كرامي إثر اللقاء الوقوف إلى جانب الحريري «في كل ما يساعد على حلحلة الأزمات».
سلام.. والسعودية
ومساءً برزت على صعيد مستجدات الموقف اللبناني الرسمي تجاه العلاقة مع السعودية، إطلالة لرئيس الحكومة عبر قناة «العربية»، دعا خلالها سلام الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله إلى «عدم مهاجمة» المملكة ودول الخليج العربي، مؤكداً في الوقت نفسه تمسك لبنان الرسمي بعلاقاته التاريخية مع المملكة العربية السعودية، وقال: «رئيس الوزراء في لبنان هو الناطق باسم الحكومة (...) نحن مع الإجماع العربي وهو مصدر قوّتنا ولن نخرج عنه ولن نتخلى عن عروبتنا حتى لو حصل خطأ من هنا أو هناك».
في الغضون، وبينما شدد مجلس الوزراء السعودي خلال انعقاده أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على قرار «اعتبار ميليشيات حزب الله بقادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها منظمة إرهابية» رداً على أعمال الحزب العدائية التي تهدد الأمن القومي العربي، حرص وزير خارجية المملكة إثر لقائه على هامش القمة الإسلامية الاستثنائية الخامسة في جاكرتا وزير البيئة محمد المشنوق على إبداء تقدير المملكة لسلام «وللمواقف التي يتخذها»، وأوضح الجبير وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للمشنوق أنّ «السلاح الذي تم شراؤه من فرنسا بموجب الهبة السعودية سيبقى في عهدة الجيش السعودي«، لافتاً في المقابل إلى أنّ «الخطوات التي لجأت إليها المملكة لم تكن تستهدف الحكومة اللبنانية».
المستقبل : سلام يدعو نصرالله إلى الكفّ عن مهاجمة السعودية والخليج.
المستقبل : سلام يدعو نصرالله إلى الكفّ عن مهاجمة السعودية...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
307
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro