تكاد الحرب العالمية المفترضة على «داعش» تتحول الى ما يشبه الأسطورة. يحكى عنها كأنها جرت، ولكن نتائجها الهزيلة الى الآن، تظهرها كأنها لم تحصل. لا بل إن عصابات هذا التنظيم الإرهابي الأكثر غموضاً وتسلحاً وتفوقاً، تبادر الى شن هجمات واسعة ومؤلمة لا على مساحات الجبهة الممتدة ما بين سوريا والعراق فحسب، بل تتعداها وصولاً الى تونس بالأمس، واليمن ومصر ولبنان وليبيا والكويت وإندونيسيا قبلها.
الصفة «العالمية» للحرب تبدو خرافة لا أكثر. لا بل إن هذه «العالمية» تحديداً هي التي تؤجل أو تؤخر ـ لأسباب متنوعة ـ المواجهة الكبرى التي يمكن ان تخاض مع هذا التنظيم الآخذ في استقطاب المزيد من الأتباع خلف رايته السوداء، كلما تأجلت المنازلة الحاسمة معه.
وصار من الطبيعي أن يذهب كثيرون الى القول إن العديد من الأطراف الدولية والإقليمية هي التي تتيح لـ«داعش» التمدد بدل الانكفاء، بسبب تضارب مصالحها وسياساتها الإقليمية وارتباط بعضها، بتيارات الجهاد التكفيري. ولعل المثالين الأكثر بروزاً هنا، تركيا والسعودية، بما تمثلان من حاضنة، حتى لو كانت غير معلنة، في التمويل تارة، وفي التسهيل والتسليح والدعم الإعلامي، وفي الرفد الإيديولوجي. ولهذا، يكون من الغريب الرهان على الانتصار في معركة ضد تنظيم إرهابي بمثل هذه الوحشية والامتداد، فيما الحاضنة ذاتها ما زالت قائمة، ومرشحة لتكوين أجيال جديدة من الإرهابيين العابرين للحدود.
وفي هذه الأثناء، فإن «داعش» يتمدد، اللهم إلا إذا استثنينا بعض المنازلات العسكرية التي تلقّى فيها ضربات مثلاً في جرود القلمون، أو في الحسكة وبعض أرياف حلب وبعض نواحي العراق، من دون أن يعني ذلك تلاشي قدرته على المبادرة والهجوم والتوحش.
ولا مفر من التذكير بأن عجلة التصعيد ضد «داعش وأخواته» تدحرجت بشكل أكثر جدية بعد الاقتحام الروسي للمشهد السوري والإقليمي في 30 أيلول من العام 2015. لكن السؤال الأساسي هو ماذا كان «التحالفان» القائمان والمختلفان ما بين سماء العراق وسوريا يفعلان؟ علماً أن «داعش» بدأ ينتشر في العراق في كانون الثاني العام 2014 بالسيطرة على الفلوجة والرمادي قبل أن يتوّج غزواته باحتلال الموصل في حزيران من العام ذاته.
وماذا سيضيف «التحالف الإسلامي» الذي أعلنته الرياض من جهتها؟ وأي استراتيجية ستجمع هذه التكتلات العسكرية الهلامية للتعامل مع المرحلة الجديدة بعدما فرض الروس إيقاعات التسوية بمسار مختلف عما كان يجري؟ وعلى ماذا سيلتقي السعودي والتركي والروسي والأميركي والإيراني في مسارات الحرب الطويلة ضد «داعش وأخواته» بينما تتباين - بل تتعارض - الأهداف المتوخاة من هذه الحرب «العالمية» وأنماط استغلالها سياسياً؟ ولماذا يصر الأميركيون حتى الآن على أنهم لا يتشاركون مع الروس أهدافهم العسكرية، لكنهم في الوقت ذاته ينسقون معهم؟
كما من الضروري فهم مغزى الإنكار الأميركي - برغم الإلحاح الروسي - للدور الرئيسي الذي يقوم به الجيش السوري والحلفاء، من إيران و «حزب الله» في مواجهة التنظيمات الإرهابية (المتفق عليها)، تماماً مثلما هو من الضروري فك ألغاز العرقلة الأميركية المستمرة لمحاولات الجيش العراقي مدعوماً من «الحشد الشعبي» تحرير المناطق التي احتلها «داعش»، بينما وفّرت واشنطن الكثير من الدعم لمقاتلي «البشمركة» للسيطرة على المزيد من الأراضي في الشمال العراقي! الالتباسات كثيرة ومن بينها أيضاً، القبول الأميركي الضمني بالتحذير التركي من تقدم المقاتلين السوريين الأكراد نحو مدينة أعزاز في الشمال السوري، ما أوقف المعارك عند أبوابها!
ولهذا، وربما بسبب كل ذلك، لا تبدو المعركة الموعودة في الموصل والرقة وشيكة بعدما سلّم الجميع بتداخل ساحاتهما. لكن «الغول الداعشي» يذهب في الاتجاه الآخر، يضرب في بغداد نفسها، ويكاد يقترب من المطار. ويحاول المبادرة في إربد الأردنية. ويتمدد تدريجياً في عدن «المحررة» بفضل الحنكة السعودية. ويحشد في ليبيا المتروكة لمصيرها منذ تآمر عليها بعض «الأخوة العرب» باسم «تحريرها من المستبد». وها هي الأساطيل الأوروبية تتهيأ مجدداً لغزوها باسم «تحريرها الثاني».
نهاية «داعش» مؤجلة، لا بسبب صلابتها، وإنما بسبب راية إسلامها المشوه المراد لها كما يبدو أن ترفرف في ربوع ديار العرب والمسلمين، إذ أينما رُفعت حل الخراب وفُتحت خزائن المال من أجل السلاح، والقبض على مقدرات الأمة بأبشع ما عرفته منذ «استقلال» دولها. كبار المسؤولين الأميركيين ، وبينهم الجنرال ريموند أوديرنو، قالوا إن هزيمة «داعش» قد تتطلب من 10 الى 20 سنة. يتفق معه الرئيس السابق للاستخبارات مايكل مورين. وزير الدفاع السابق ليون بانيتا اعتبر أن هذه الحرب قد تتطلب 30 سنة! وأن مسارحها قد تمتد الى الصومال واليمن ونيجيريا وليبيا. آخرون قالوا إنها ما بين 3 الى 5 سنوات. لا يبتعد القادة الأوروبيون عن التقديرات الأميركية. يقولون أيضاً إن المعركة شاقة وتتطلب سنوات.
لن تختلف نهاية «داعش» المفترضة، عن بدايتها، في غموضها والتباسها، تماماً كغموض «الحرب العالمية» المعلنة عليها بكل تناقضاتها وارتباكاتها وخباياها.
ولعل ما جرى في تونس، بالأمس، وما يجري على جبهات القتال كافة، يقود الى طرح سؤال يثير قلق كثيرين، وهو: هل يمكن فعلاً إلحاق الهزيمة بـ «داعش» أبو بكر البغدادي؟
معركة طويلة
يرى المحلل الأمني في مؤسسة «جيرمان مارشال فاوند» الأميركية أيان ليزر، في حديث الى «السفير»، أن «من المبكر الحكم على عدم نجاح الحملة على داعش... فهذا صراع طويل الأجل».
ويعتقد ليزر أن «الأسباب في عدم هزيمة داعش حتى الآن هي أننا أمام حملة معقدة تتداخل فيها عوامل كثيرة ومتشابكة، فهناك الصراعات المحلية، وهناك الانتشار الجغرافي الواسع للصراع الذي يجعل المهمة صعبة».
وبحسب ليزر فإنه «لا يمكن التكهن بإطار زمني لإلحاق الهزيمة بداعش، ولكن من دون شك، فإن ذلك سيتحقق، في نهاية المطاف، في سوريا والعراق وليبيا».
وفي المقابل، يعتقد ليزر أن القضاء على التهديد الأمني لتنظيم «داعش» في المجتمعات الغربية، وأماكن أخرى، سيتطلب وقتاً أطول، باعتبار ان هذه المهمة «أكثر تعقيداً وأطول أجلاً».
قدرة على «التمدد والبقاء».. والاختراق
حديث ليزر عن الصراع الطويل الأمد ربما تكون من أسبابه الأساسية قدرة التنظيم التكفيري على التمدد والبقاء، فبرغم الحملات العسكرية المتعددة الجنسيات ضد «داعش»، إلا أنه ما زال قادراً على فتح جبهات أبعد من سوريا والعراق.
هذا ما حصل في مصر، على سبيل المثال، حيث أصبح «داعش» يشكل «تهديداً قائماً وليس محتملاً»، كما يقول الخبير المصري في شؤون الحركات الإسلامية أحمد بان لـ «السفير»، الذي يرى أن هذا التهديد مثلث الزوايا، سواء في ليبيا غرباً، وهي تُعتبر «ممراً لداعش إلى مصر وليست هدفاً بحد ذاته»، أو في سيناء شرقاً والسودان جنوباً، ناهيك عن الخلايا النائمة في الداخل المصري.
ويبدو واضحاً أن «داعش»، بحسب التجارب السابقة، يجيد اتباع تكتيك التمدد، في كل مرّة كانت تطورات الميدان في سوريا والعراق تشهد تحولات معينة.
وعلى سبيل المثال، فإن «ولاية سيناء» تشكلت مباشرة بعد تشكيل ما يعرف بـ «التحالف الدولي» ضد الإرهاب من قبل الولايات المتحدة، و «ولاية القوقاز» جاءت مباشرة بعد انطلاق «عاصفة السوخوي» الروسية. وربما تكون الهدنة السورية، المستثنى منها «داعش» وأخواته، قد دفعت التنظيم المتشدد الى استدراج «الأعداء» الى الجبهة التونسية.
ويقول المحلل السوري والخبير في الحركات الإسلامية حسام الدين شعيب إن «التدخل الروسي في سوريا غيّر المعادلة، وزاد الضغط على داعش، الأمر الذي دفعه إلى البحث عن خطط بديلة للاستمرار والبقاء».
قدرة «داعش» على التمدد ترافقها خطة جاهزة للاختراق، حينما تسمح الظروف.
ويقول احمد بان إن خطة «داعش» في مصر، على سبيل المثال، «تقتضي تحريك كل الأجنحة في وقت واحد مع إشعال الجبهة الداخلية باستغلال أي فرصة أمنية أو سياسية تتيح لهذه الأجنحة إشعال الموقف».
هذا الأمر شهده العراق، وما زال، ومن آخر فصوله الاختراق «الداعشي» للمقدادية والحلة ومدينة الصدر.
ولكن القيادي في قوات «الحشد الشعبي» العراقية كريم النوري يقول لـ «السفير» إن «اختراق المناطق السكانية لا يتعلق بالوضع العسكري، وهو لا يعني أن داعش يحقق الانتصارات»، مضيفاً «هم يحاولون بطريقة وأخرى إلحاق الأذى بالمواطنين لأنهم يعتبرون الوصول الى المناطق الرخوة سهلاً».
اختلاف الأجندات الدولية
لكن القدرات العسكرية والاستراتيجية لـ «داعش» ربما لا تكون كافية لتحديد أسباب بقائه وتمدده. وثمة سؤال يطرحه كثيرون منذ ثلاثة أعوام هو كيف تبقى كل جيوش العالم وأجهزة استخباراته عاجزة عن دحر هذا الخطر؟
يعتقد حسام الدين شعيب أن «مقولة أن العالم عاجز عن هزيمة داعش خاطئة نظرياً وتطبيقياً.. فالأصح القول إن العالم أو القوى المتنفذة في العالم لا تريد إنهاء داعش وإنما الاستفادة من وجوده أطول فترة ممكنة، الأمر الذي يجعل تقدير فترة المعركة ضده مرتبطة بمصالح هذه الدول».
وتتفق وجهة أحمد بان، بشكل أو بآخر، مع الرأي السابق، قائلاً إن «التباينات والتناقضات بين القوى الكبرى وفّرت، بجانب حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي اجتاحت دولاً مثل سوريا والعراق، بيئة مثالية للتنظيم الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية».
كذلك، يرى المحلل السياسي البحريني حسن العالي، في حديث الى «السفير»، أن «القوى العظمى التي تحارب داعش لا تعطي شعوراً بأنها تبذل جهوداً جدية للقضاء على هذا التنظيم، لا بل تعطي شعوراً بأنها مستفيدة من وجوده لاستنزاف ثروات الدول».
ويرى انه «لو كانت هناك جدية، لاستطاعت أميركا وغيرها من الدول التي تملك كل هذه الأساطيل والطيارات أن تدحر داعش»، ليخلص الى القول إن هذا التنظيم ربما يكون له «دور لم يُستنفد حتى الآن».
انطلاقاً من هذا التعارض والتشكيك يرى أحمد بان أن «هزيمة داعش بحدها الأدنى لن تحدث إلا بالتنسيق بين القوى الإقليمية والدولية، وإنهاء حالة التناقض والتباين القائمة»، إنه «لا يمكن الحديث عن استراتيجية موحدة للقضاء على داعش في ظل التشتت بين أجندات روسية وأميركية وإيرانية وتركية إزاء هذا التنظيم الذي يركّز على استفادته من هذه التناقضات».
ولكن الأمر لا يقتصر على التباينات السياسية. وبحسب ما يقول الباحث الأردني المتخصص في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية لـ «السفير» فإن «أسباب عجز العالم عن إلحاق هزيمة بداعش تتعلق بحسابات الكلفة والمنافع»، فالدول الكبرى، برأيه، «تفضل عدم استخدام قوات برية وتكتفي بالضربات الجوية، بجانب الاعتماد على القوات المحلية، وفي المقابل فإن القوات المحلية على الأرض لا تستطيع لوحدها أن تخرج داعش»، ولذلك فهو يرى أن «داعش باق ما دامت التسوية السياسية في العراق وسوريا يحكمها الفشل».
دور القوى المحلية
رئيس المركز الكردي للدراسات نواف خليل يقدّم مقاربة أكثر خصوصية للمعركة ضد «الدولة الإسلامية»، وترتبط بدور القوى المحلية. وهو ينطلق من تجربة «وحدات حماية الشعب» في سوريا للقول إن هزيمة «داعش» ممكنة، في حال توافُر عنصرين أساسيين، هما وجود مقاتلين محليين يؤمنون بحتمية النصر، وتوجّه دولي يسهّل على هؤلاء مهمتهم.
ويوضح خليل «في سوريا، أثبتت وحدات حماية الشعب أنها قادرة على إلحاق الهزيمة بداعش، برغم أنها لا تملك السلاح الذي تمتلكه بقية الأطراف، وهذا يظهر أن وجود قوة مقاتلين يملكون خبرات قتالية كافية وإيماناً راسخاً بقضيتهم، ولديهم قدرة على التخطيط الاستراتيجي واختيار اللحظة المناسبة للهجوم، مسألة أساسية في النصر على التكفيريين»، بخلاف ما حدث في مناطق عديدة «حيث رأينا جيوشاً تفر من وجه الدواعش قبل أن يصلوا إليها».
ويتحدث خليل عن معركة الشدادي في سوريا لتأكيد وجهة النظر هذه. ويقول «ربما لا يعرف العالم معنى الشدادي، فقد تم تحرير 2400 كليومتر من قبضة داعش خلال 72 ساعة فحسب، وهي تشمل نحو 350 قرية و1300 بئر نفطية وغازية، ومن خلالها تم قطع الطريق الواصل بين الرقة والموصل».
ولكن ثمة عوامل تتخطى الميدان تشكل عوامل كابحة لقوة محلية مثل «وحدات حماية الشعب».
ويقول خليل إنه «لولا الحسابات الدولية، ولولا أن الغرب يسعى الى عدم إغضاب تركيا، لكان الوضع مختلفاً، ولما رأينا تكفيريين من 80 دولة يدخلون سوريا عبر الحدود المفتوحة»، ويضيف كذلك انه «لولا التدخل التركي الأخير، وغض الطرف الدولي ازاء هذا الحليف الأطلسي، لتمكنت وحدات حماية الشعب من تحرير جرابلس، وبالتالي إقفال الحدود التركية - السورية، بما يمهد لفتح معركة الرقة، التي ستقود الى نهاية داعش».
ويرى خليل أن شكل التنسيق مع قوات «التحالف الدولي» كان أمراً حيوياً، ولكن لولا وجود «قوات حماية الشعب» في الميدان، لما تمكنت القوة الجوية من تحقيق نتائج تُذكر، فهي نفسها موجودة في العراق وأفغانستان، ولم تحقق شيئاً.
ما يقوله خليل بشأن «وحدات حماية الشعب» يطرح سؤالاً موازياً حول تجربة قوات «الحشد الشعبي» في العراق، التي تمكنت من تحرير مساحات واسعة من الأراضي، بعدما دخلت على خط القتال ضد «داعش»، ولكن معركتها ما زالت متعثرة.
يفسر كريم النوري هذا الأمر «بوجود مشاكل على مستوى الجيش والشرطة»، علاوة على أن «الحشد الشعبي حديث التأسيس». ويشير كذلك الى «تغلغل داعش في مناطق مهمة داخل المدن، وتمركزه في المناطق السكنية».
بالإضافة الى ذلك، فإن وحدة الجبهة الداخلية تبقى عاملاً مهماً في تحقيق الانتصارات الميدانية. وبخلاف الحالة الكردية في سوريا، فإن الحالة العراقية تبدو مختلفة.
ويقول النوري إن «بعض السياسيين الذين يراهنون على وجود داعش، وينطقون بمثل ما ينطق به، هم سبب التأخير» في استكمال المعركة ضد التنظيم التكفيري.
الخطر المستمر
كثيرون يرون أن «داعش» سيُهزم في نهاية المطاف، لكنهم يرون أن تلك الهزيمة لن تكون نهاية المعركة.
ويرى حسن العالي أن «داعش منهج وثقافة وتعليم وتربية ومجتمع وإعلام، وهنا تكمن المعضلة الكبيرة، فبذوره موجودة في كل مكان، وتقف وراءه جهات تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى الشباب»، مشدداً على أن «القضاء على داعش عسكرياً ليس إلا حلاً مؤقتاً».
تتقارب هذه الوجهة مع ما يقوله نواف خليل الذي يرى أن «المعركة العسكرية يجب أن تترافق مع تجفيف منابع داعش في المدارس الدينية والمناهج التعليمية ووقف الدعاية الهائلة لنشر الفكر الوهابي السعودي، الذي صار متغلغلاً حتى في المنهج الأزهري، ويجد من يحمله داخل اتحاد العلماء المسلمين القطري».
ويخلص الى القول «داعش سيُهزم لا محال، وهذه قناعة وليست أمْنية، ولكن في حال لم يتم تجفيف منابعه، سيظهر داعش جديد باسم آخر وفي مكان آخر».