أوضح قائد الجيش العماد جان قهوجي ان "أداء الجيش يقوم بشكل رئيس على منظومة القيم والتضحية والكفاءة. والمعرفة بدورها، تشكل الركن الأساس في بنيان الكفاءة العسكرية، خصوصاً لدى فئات الضباط".

  وفي كلمة له، خلال توقيع اتفاقية تعاون بين الجيش والجامعة اللبنانية حول افتتاح برنامج شهادة دبلوم دراسات عليا، شدد على ان "الجيش هو قوي اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأن الأمن على الحدود وفي الداخل تحت السيطرة، ولا صحّة على الإطلاق للشائعات المغرضة التي تطفو على السطح بين الحين والآخر، حول احتمال اهتزاز الاستقرار في لبنان أو حصول فتنة طائفية ومذهبية تذهب بالوطن الى المجهول، فقرارنا حازم في منع تدحرج كرة النار الإقليمية إلى لبنان".

  واكد "اننا سنضرب بيد من حديد أي محاولة تهدف إلى إحياء مشاريع الفوضى والتفرقة والتقسيم، أو الإطاحة بصيغة العيش المشترك والوحدة الوطنية. وسيبقى الجيش في أعلى جهوزيته على كل جبهات المسؤوليات والواجب: من مكافحة الإرهاب على الحدود، إلى الدفاع في وجه إسرائيل ومخططاتها، إلى بسط الأمن والإستقرار في الداخل".

  ولفت الى "اننا آلينا على أنفسنا في المؤسسة العسكرية، ألا ندّخر جهداً أو وسيلة، في سبيل تمتين أواصر التعاون العلمي والأكاديمي والثقافي مع الجامعات الوطنية والمؤسسات العلمية والثقافية".

  واشار الى ان "المؤسسة وانطلاقاً من نهجها الوطني الجامع، والتزامها العمل المؤسساتي السليم، تؤمن بأهمية وجود مؤسسات حكومية قويّة، وبأهمية ديمومة عملها وتكامل أدوارها في خدمة المصلحة العامة، لا سيّما في ظلّ التحديات السياسية القائمة، والأخطار الاستراتيجية التي تهدّد الأمن القومي الوطني، وفي طليعتها العدوّ الإسرائيلي والإرهاب والأزمات الإقليمية المشتعلة في جوارنا العربي".

  ولفت الى ان "الإستفادة من المعارف والخبرات المتنوعة في مجال العلوم المدنية ودمجها بالعلوم العسكرية، من شأنها تسهيل إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية وتطويرها على أسس علمية وموضوعية، بما يلبي إحتياجات المؤسسة على الصعد العملانية والإدارية واللوجستية".

  وذكر انه "إزاء ثورة الاتصالات والمواصلات والتكنولوجيا، التي تجتاح عالمنا المعاصر، لم يعد الانتظار على رصيف التطوّر ممكناً، أو الاكتفاء بنصف المعرفة مقبولاً، إذ بات لزاماً على العسكريين الإطلاع على كلّ جديد في مجال العلوم العسكرية، كما العلوم المدنية التي تحيط بعملهم بشكل أو بآخر. من هنا، عملنا خلال السنوات الفائتة على تطوير مناهج التعليم في الكلية الحربية وكلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، وسائر معاهد التعليم في الجيش، ورفدها بأحدث الوسائل والتكنولوجيا، كما وقّعنا العديد من بروتوكولات التعاون مع الجامعات الوطنية ومعهد باسل فليحان المالي، والعديد من المؤسسات المحلية والأجنبية والبعثات الدبلوماسية، بهدف تطوير قدرات الضباط المعرفية، في مجالات اكتساب المزيد من اللغات الأجنبية، والعلوم والمهارات الإدارية والتقنية، كما انتدبنا العديد من الضباط والعسكريين الى الخارج لمتابعة دورات في هذه المجالات".

  واعتبر ان الاتفاقية، تشكل "خطوة نوعية نحتفل بها اليوم، بتوقيع اتفاقية تعاون بين المؤسسة العسكرية والجامعة الوطنية الأم، الجامعة اللبنانية، حول افتتاح برنامج الماستر للدراسات الاستراتيجية لمصلحة ضباط الجيش اللبناني، وهذه الخطوة المهمّة تأتي بعد سلسلة خطوات مماثلة، أعطت ثمارها المرجوّة على أكثر من صعيد، وشكلت ركيزة صلبة لبناء الثقة المتبادلة، والشعور المشترك بالمسؤولية التي يفرضها الدور الوطني للمؤسستين، بين قطبي الدفاع المباشر عن الوطن، والتعليم العالي الذي تشعّ من جنباته التربية على المواطنية الحقّة. فشكراً للجامعة اللبنانية، جامعة الوطن، وأحد عناوين وحدته، وثقافة التنوع والإنصهار بين أبنائه كافة".