ربما كان السيد حسن نصر الله مضطرا يوم أمس لتخصيص جزء من كلمته للحديث عن مكانة حزب الله لدى الشعوب العربية ولتحسين صورة الحزب وأمينه العام بعد الإنهيار الكبير لهذه الصورة سياسيا وشعبيا جراء الخيارات التي اتخذها حزب الله في سوريا واليمن والبحرين، وجراء المواقف التي شنها أمين عام الحزب على المملكة العربية السعودية.
إن مطالعة سريعة للرأي العام العربي والإعلامي منه على وجه التحديد يبين حجم الإنتقاد الواسع للسيد نصرالله ويبين اهتزاز صورة نصر الله الزعيم وفقدان تلك القداسة التي حصل عليها بعد انتصار لبنان على العدو الاسرائيلي عام 2000.
إن هذه التحولات في المزاج العربي المسؤول الوحيد عنها حزب الله نظرا للخيارات السياسية و العسكرية التي طبعت مسيرة الحزب منذ اندلاع الأزمة السورية.
وإن تخلي الحزب عن مناصرة القضايا العربية المحقة بدءا من سوريا مرورا باليمن وغيرها غير من صورة الحزب ومن صورة الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في العالم العربي إلى حد كبيرحتى صارات الإنتقادات والتهكمات بشكل لم يسبق له مثيل .
إن هذا التحول ينبغي أن يقود الحزب الى مراجعة مواقفه السياسية والعسكرية لاستعادة هذا الزخم الذي يفتقده يوما بعد يوم ولتعود المقاومة مقاومة راسخة في الوجدان العربي الشعبي والسياسي .