فيما ازمة النفايات تحاصر البلاد وتخنق الحكومة، وفيما غادر الرئيس سعد الحريري الى السعودية في زيارة «طابعها خاص» كما روّج، تاركا وراءه اشلاء تياره تلملم بعضها بعضا، معتقداً انه قام بـ« انجازات» في طرابلس وزحلة، وتاركاً وراءه اصداء تصعيده، اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى الشهيد علي فياض ليؤكد المؤكد ان اسرائيل والسعودية وجهان لعملة واحدة.
الحريري رحل كما جاء، 22 يوماً قضاها في التوتير والقاء قنابل دخانية اعمت عيونه عما تريده السعودية من لبنان، والتي يبدو انها ليست بوارد «التعقل» بعد الرسائل الاميركية والفرنسية الحاسمة بعدم الرغبة في حصول انهيارات للاوضاع في لبنان. لكن السيد نصرالله يعرف لماذا «مملكة الخير» غاضبة من لبنان... فتشوا عن هزائمها... وانكساراتها.... وفشلها على مدى الساحات العربية.
السيد نصرالله يعرف داء ودواء المملكة، فمن يتسلّط ويهيمن بالمال والاعلام والسياسة وحتى الدين، فلا غرابة من ان «يجنّ جنونه» اذا ما وقف احد في وجهه وقال: كفى حقداً.
ولمن لا يزالون يرددون في الداخل والخارج اسطوانة انسحاب حزب الله في الميادين العربية، حسم السيد حسن نصر الله بحزم وبقوة، خلال مهرجان اسبوع الشهيد القائد علي فياض في بلدة أنصار «اننا باقون في الميادين التي يجب ان نكون فيها، مهما تعاظمت الاتهامات والافتراءات ومهما تعاظمت التضحيات، وسنبقى كلمة الحق وصرخة الحق في وجه السلطان الجائر مهما كان طغيانه وجبروته».
ولمن ينتظر سحق حزب الله والمقاومة قال وبتواضعه المعروف: «سنبقى الشركاء في صناعة النصر في زمن الانتصارات ومن المبشرين به دائما».
السيد نصر الله، اعلن عن تفهمه لغضب السعودية تجاه لبنان واللبنانيين، فالقصة تبدأ من سوريا «حيث كانوا يحسبون ان تنتهي الامور في الشهور الاولى وتسقط بين ايديهم، فسقطت رهاناتهم، كذلك الامر في اليمن حيث كانت «حساباتهم سنعطي كل العالم العربي درساً، ونفرض سطوتنا على العالم العربي ونفرض قيادتنا»، قائلا : «هذه قيادة الحزم، هذه مملكة الحزم، هؤلاء هم ملوك وامراء الحزم»
فبعد الفشل والانكسارات في الميادين العربية، «جاؤوا ليحملونا نحن المسؤولية»، قالها السيد نصر الله الذي شكر كل «من تضامن معنا ودافع عنا وادان واستنكر ورفض القرار الخليجي بتوصيف حزب الله منظمة ارهابية، ولكن غضب الملوك والامراء لن يستثني من عرّض نفسه ومصالحه الشخصية والحزبية والوطنية للخطر لانه يقف معنا، وقد لا تسامح السعودية اللبنانيين الذين يسكتون عن حزب الله وعمن تضامن معنا من مصريين وسوريين وعراقيين، وكل ذلك حيث سطوة المال والاعلام والانظمة والتكفير الديني والسياسي، هذه صرخة حق في وجه سلطان متسلّط ومهيمن بالمال»، يقول السيد نصر الله.
«ان الشعوب العربية بتحركها ومواقفها المؤيدة لحزب الله والمقاومة وجهت رسائل الى اسرائيل»، يؤكد السيد نصر الله، تقول فيها: «انت اسرائيل العدو وستبقين العدو، لن يستطيع اي نظام عربي ان يطبّع معك لا آل سعود ولا نظام ولا وعّاظ سلاطين ولا فقهاء بلاط ولا اعلام تنفق عليه ملايين الدولارات، ولا اكاذيب الفتنة الطائفية والمذهبية ولا التحريض».
السيد نصرالله يرى في الشعوب العربية التي ايدت حزب الله على «انهم هم العرب، وهذه هي الهوية العربية، هذه هي الشعوب العربية، هذه هي الامة العربية التي تتوجه الى اسرائيل قائلة: ايها المجرمون، ايها الصهاينة، يا مرتكبي المجازر في حق شعوب المنطقة، من يريد ان يرفعكم من مكانكم سيسقط معكم».
للانظمة العربية قال السيد نصرالله «نحن لا نريد منكم شيئا، لا مال ولا سلاح ولا دعم ولا تأييد «بس حلوا عن هذه المقاومة»، مكررا ما اكد عليه سابقا في خطاباته ان من يحمي لبنان هو الجيش، والشعب والمقاومة.
وسأل من يتحدث اليوم عن الكرامة العربية والهوية العربية والحقوق العربية، «من الذي اهان العرب والامة العربية والجيوش العربية كما فعلت وتفعل اسرائيل؟ ماذا فعلتم ايها العرب منذ 67 سنة حتى اليوم وماذا انتم فاعلون؟
النفايات
وفي موضوع النفايات، تتكثف الاتصالات بين القوى السياسية لتأمين الغطاء الذي ستحتاجه القرارات التي ستصدر عن اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الموضوع لناحية مواقع المطامر لتنفذ سلميا وبعيدا عن الاعتـراضات الشعبية.
وتقول المعلومات ان الحل سيكون توافقياً متوازناً بعيداً عن الطائفية، والمذهبية والمصالح. واشارت المعلومات الى ان المضي في التعطيل ستكون عواقبه وخيمة هذه المرة، خصوصاً ان اكثر من وزير يتجه الى تعليق مشاركته في جلسات مجلس الوزراء.
وقالت اوساط قريبة من رئيس الحكومة تمام سلام ان لا شيء جديداً على صعيد حلحلة التعقيدات السياسية التي تحيط باقامة مطامر او اعادة فتح المطامر السابقة لحل ازمة النفايات. اضافت ان الرئيس سلام لا يزال على موقفه من حيث استيائه لما بلغته الامور على صعيد ازمة النفايات وبالتالي فهو مصر على الموقف الذي كان اعلنه في مجلس الوزراء.
وفي هذا السياق، قالت مصادر وزارية ان القوى السياسية المعنية بحلحلة التعقيدات التي تحيط بملف النفايات لم تقدم ما يؤدي الى تسهيل اقامة المطامر في بعض المناطق خاصة في اقليم الخروب او اعادة فتح مطمر الناعمة او فتح مطمر في الكوستابرافا، كذلك في مناطق اخرى مثل عكار. اضافت ان ما حصل من تصعيد في منطقة اقليم الخروب ليس بريئاً وانما هناك اياد سياسية تحرك رؤساء البلديات. واوضحت المصادر ان اللجنة الوزارية المعنية بحل ازمة النفايات لن تنعقد قبل ان تظهر لديها ايجابيات بحلحلة الاعتراضات على اقامة المطامر.
وفي السياق ذاته، ذكرت اوساط قريبة من النائب طلال ارسلان ان الاخير سيجتمع اليوم مع هيئات المجتمع المدني في الشويفات للتداول في المعلومات التي تتحدث عن نية الحكومة اقامة مطمر في الكوستابرافا، الا ان الاوساط قالت ان الموقف من هذه المسألة لا يزال هو نفسه الذي كان عبّر عنه الاهالي قبل عدة اشهر والذي يرفض اقامة مطمر هناك.