قبل ايجاد حل معقول وموقت لمشكلة النفايات المتراكمة، انفجرت في وجه حكومة المصلحة الوطنية امس مشكلة التفتيش المركزي الذي خرج رئيسه جورج عواد عن صمته واتهم المفتش العام المالي صلاح الدنف وزوجته المفتشة المالية ايضا، بالفساد وبعدم تحويل الملفات اليه الا متأخرة سنوات. وقال عواد: "أبلغت رئيس الحكومة تمام سلام استحالة دعوة هيئة التفتيش المركزي، وطلبت منه إعفائي من مهماتي كرئيس للتفتيش المركزي قبل نحو سنة".
وقال: "نحن جهاز رقابة نتميز بحياديتنا، ونرفض ان تحرك جهة سياسية اي ملف".وشدد عواد على أن "هيئة التفتيش لديها صلاحيات لفرض العقوبات، والمفتشيات تقوم بواجباتها رغم عدم انعقاد الهيئة". واذ خرج الدنف لينضم الى المتظاهرين في الخارج من مجموعة "بدنا نحاسب" داعين الى عقد اجتماع لهيئة التفتيش المعطلة منذ مطلع العام 2015، واتهم عواد بتزوير توقيعه، وعدم التحقيق مع المدير العام لهيئة اوجيرو، لم يعد ممكنا للحكومة الا تتلقف الملف الذي يعني اهم هيئة رقابية في الدولة، وتترك المؤسسات تتحلل الواحدة تلو الاخرى.
في المقابل وصف وزير التنمية الادارية نبيل دوفريج رد الدنف بـ"بهدلة البهدلات"، وطلب الى عواد ان يتريث في طلب اعفائه من مهماته "لانه رجل نزيه".
من جهة ثانية، لا يبدو ملف النفايات سلك طريقا امنا نحو الحل ما يدفع رئيس الحكومة الى اتخاذ القرار الصعب، ويضعه في مأزق بعدما ربط مصير حكومته بالتخلص من ازمة النفايات التي صار سجلها مقرونا بالحكومة الحالية التي فشلت حتى اليوم في تذليل العقبات امام كل الحلول المقترحة.
السلاح السعودي
على صعيد اخر، لم تؤد المفاوضات السعودية الفرنسية الا الى المحافظة على الصفقة بين البلدين من دون ان يبلغ السلاح مقصده الاساس اي الجيش اللبناني. فقد أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن جيش المملكة سيتسلم أسلحة فرنسية تم طلبها في الأصل من أجل لبنان.
وفي شأن العلاقة مع لبنان، طالب مندوب المملكة لدى الامم المتحدة عبدالله المعلمي، الحكومة اللبنانية بادارة شؤونها بنفسها "بعيدا من ابتزاز ميليشيا حزب الله وذلك كشرط اساسي لمراجعة العلاقة بين البلدين". وقال "لا تسامح مع سلوكيات حزب الله التي تتسم بالارهاب داخل لبنان وخارجه. لبنان بلد مهم بالنسبة لنا ولدينا النيات الحسنة تجاهه ولكننا لن نتسامح مع حزب الله".
لبنانيا، علم ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لن يتناول الشأن الداخلي في اطلالته المقبلة، لكنه بالتأكيد سيعلق على القرارات والمواقف السعودية.واذ غابت امس الحركة السياسية الناشطة في عطلة نهاية الاسبوع، لفتت زيارة رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض النائب سليمان فرنجية في بنشعي.