عندما تحاول الطبقة الغنيّة ان تنحدر إلى مستوى الطبقة المتوسطة أو الفقيرة فإنّها غالبا ما ستنصدم بعوائق من الصعب تخطّيها أو التأقلم معها وغالبًا ما يكون لكلا الطرفين أحلام ورغبة بمعايشة واقع الآخر لكن ليس كل ما يتمنّاه المرء يدركه.

إلا أن جويل كسرت القاعدة، تمنّت وأدركت وسرعان ما تخلّت عن حلمها الذي استمرّت في تحقيقه لمدة 10 دقائق بعدما كانت منذ سنوات تتمنّى تحقيقه وهي التي تنحدر من عائلة ثرية ولا يمكن لأي عائق أن يقف في طريقها مهما بلغ ثمن الحلم.

ولعلّ معرفتكم بما كانت تحلم ستصدمكم أو ربما تضحكون على هذا الحلم الذي قد يجده بعضكم تافهًا خاصّة أن "الفقير" يعيش أجواءه يوميّا وينظر إلى الغني قائلا "لو كنت أملك سيارة لأرتاح من عناء المواصلات".

نعم هذا هو حلم جويل أن تعيش يوما واحدا كالفقراء تركب الباص وتجلس بجانب السائق علّها بذلك تشعر بمعاناتهم التي طالما سمعت عنها من أصدقائها الذين يستقلّون الباصات للوصول إلى عملهم.

تقول جويل "كنت كل يوم أسمع صديقتي وهي تتذمّر من الباصات والمقاعد"، إلى أن قرّرت أخيرا أن أخوض التجربة وهنا تتابع "عندما طلبت من رنا ان تصطحبني معها إلى الضاحية الجنوبية وقلتُ لها أن هذا حلمي وأريد أن أخوض التجربة  ضحكت ظنا منها انني "أمزح معها" .

وتكمل جويل حديثها لموقع لبنان الجديد "عندما تأكدت انني جدية في حديثي انتظرنا الباص سويا وصعدتُ بشرط أن اجلس في المقعد الامامي. لكن هيهات لم استطع ان ابقى اكثر من 10 دقائق، المقاعد مكسورة وفرشها بال جدا لدرجة أن الحديد خارج منها أمّا عن السائق تقول جويل "حدّث ولا حرج، يتسابقون لأجل راكب ناهيك عن كلمات الشتيمة التي يوجّهونها لبعضهم بعضًا".

هذه الرواية الحقيقية تسلّط الضوء على مأساة الفقير ومعاناته اليومية مع باصات النقل العامّة، وتسلّط الضوء على قانون سير وُضع لينفّذ في مناطق دون أخرى على أمل ان تشعر دولتنا الكريمة بمعاناة الفقير وتسعى ولو مرة واحدة لأجله.

خديجة قمر