شكلت المواقف التي اطلقها وزير الداخلية نهاد المشنوق في مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس مادة للسجال السياسي والإعلامي في البلاد، وقد بينت مواقف المشنوق أنها أكثر انسجاما مع حزب الله ومع ما صدر عن وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب منذ أسابيع.
جاءت هذه المواقف في سياق المواقف السعودية الخليجية المتصاعدة ضد حزب الله وفهم منها خروج جديد للموقف الرسمي اللبناني على التضامن العربي، إلا أن الوزير المشنوق أوضح لاحقا في حديث للمستقبل أن موقف لم يكن مشابها لموقف الوزير باسيل وأنه لم يخرج على التضامن العربي حيث لم يكن لبنان الدولة الوحيدة التي خرجت في وجه الإجماع العربي وإنما جاء الموقف اللبناني بعد موقف العراق والجزائر وقال المشنوق تحفّظت على وصف حزب الله بـ"الإرهاب لأن الحزب مُمثّل في الحكومة وفي المجلس النيابي ولا أستطيع إلا أن ألتزم بتعريف جامعة الدول العربية للإرهاب".
وتابع أنّه طالما هو عضو في الحكومة يلتزم بـ"أصول التضامن الحكومي. وأشار المشنوق إلى أن موقفه هذا جاء بعد التشاور مع رئيس الحكمة تمام سلام و رئيس تيار المسقبل سعد الحريري وقال ردا على سؤال سؤال عمّا إذا كان نسّق موقفه مع رئيس الحكومة تمام سلام : طبعاً نسّقت موقفي مع رئيس الحكومة قبل التوجّه إلى تونس واتفقنا على القواعد التي يجب أن تتّبع بشأن قرار ممكن أن يصدر ويتعلق بحزب الله أو بسياسة التدخّل الإيراني في المنطقة"، مضيفاً أنه تشاور أيضاً مع الرئيس سعد الحريري "في هذين العنوانين. وقال المشنوق في حديث آخر أنه خارج لبنان لا يستطيع إلا أن يدافع عن كل اللبنانيين .
إن ما ساقه وزير الداخلية نهاد المشنوق من مواقفه المنسقة مع رئيس الحكومة و رئيس تيار المستقبل سعد الحريري تأتي في سياق المسؤولية الكبيرة لرئيس الحكومة و الرئيس الحريري في تجنيب لبنان التداعيات السلبية لتدهور العلاقات بين حزب الله والسعودية، وتبين هذه المواقف الحرص الكبير للرئيس الحريري على ضرورة تجاوز هذه الأزمة وعدم السماح بأن تنال من وحدة اللبنانيين وتضامنهم وخصوصا في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها المنطقة وقد أراد الرئيس الحريري بذلك وأد الفتنة المتربصة بالبلاد مستشعرا الخطر الكبير الذي يهدد لبنان جراء هذه العاصفة .
إن هذه المواقف وغير ولا سيما في موضوع قرار الحريري في استمرار الحوار مع حزب الله والبيان الصادر بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري تؤكد أن الحريري العائد إلى بيروت منذ أسابيع سيعمل على ضبط الشارع والمضي قدما في تحييد لبنان عن الأزمات والاهتزازات التي تتعرض لها المنطقة .
وفي المقابل فإن على حزب الله مواكبة هذه المواقف الإيجابية وإعادة النظر في مواقفه المتشنجة من السعودية والاستفادة من قدرة الحريري ربما على فتح قنوات حوار قد تؤدي الى تخفيف التوتر والاحتقان.